ميثم المبرقع
الامم التي تقدس عظماءها وتحترم رجالها هي امة حية لن تموت والامة التي تتنكر لابنائها المضحين وتنكر مواقفهم هي امة بائسة لا تليق بها الحياة.والحركة السياسية التي لا تبالي برجالها المضحين ولا تضع لهم وزناً هي حركة مهزومة وبائسة خاصة اولئك الذين واجهوا اعتى طواغيب الارض وفي زنزنات تتلوى على ظهورهم سياط الجلادين قضوا ربيع اعمارهم سنوات عجاف يتحدون ازلام الطاغية ولن يتراجعوا او يستكينوا.مشكلة العراق والحقبة البولسية القمعية السابقة تحتاج الى وقفة معمقة وقراءة موثقة وفيها من المفارقات والثنائيات التي تستفز الوعي والضمير الانساني وتنبه سبات المكابرين وتهز اراجيف المعاندين وتزلزل قناعات المخادعين.نقولها بصراحة ولا نخجل من قولها بان الاغلب كان يحاول ارضاء السلطة الاجرامية السابقة بكافة السبل سواء عن طريق الانتماء الصوري للحزب او الارتماء في احضان الحزب انتماءً حقيقياً او الهروب منه او تنفيذ ما يريده سواء عن طريق الخدمة الاجبارية في حروبه البائسة او العمل في مؤسسات الدولة دون ابداء اية معارضة واضحة.واصبحت معصية النظام جريمة لا تغتفر يحاسب عليها النظام بالاعدام او السجن المؤبد وثمة جماعة استطاعت وبحذاقة بارعة عدم تنفيذ ما يريده النظام والابتعاد عن اوامره وهي لم تعلن معارضته بالتأكيد ولكن غاية ما قامت انها لم تستجب لارادة هذا النظام ونأت عن ما يورطها في معارضتها او الاستجابة له فهي لم تطع النظام لكنها لم تعصيه.وهذه الجماعة كانت تجد نفسها في موضع تستحق فيه اعجاب وتقدير الاخرين لانها لم تنساق وتنقاد وراء مغريات النظام ولن تتورط بجرائمه وخدمته ولكنها لم تقف بوجهه وتعارضه.بل اصبح هذا الموقف يمثل موقفاً جريئاً وشجاعاً ولا يفعله الكثيرون ولا يقدم عليه الا القلة من ابناء شعبنا لاعتقادهم ان عدم طاعة النظام وعدم تحقيق ارادته يمثل منتهى المواقف النبيلة والمخلصة في زمن حاول النظام توظيف كل شىء في خدمة اهدافه الشريرة.وهؤلاء لم تدنس اقلامهم سواء عن طريق كتابات المدح والتقارير الكيدية ولا افواههم مدحاً للنظام السابق سواء عن عن طريق الهتافات او الوشاية ولكنهم لم يغامروا في مواجهة ومناهضة النظام بالكلمة او اللسان بلحاظ ان هذه المواقف تكلف ثمناً باهظاً لا يقدر عليه الكثيرون.واما الفئة التي تجاوزت كل هذه المواقف سواء الوقوف مع النظام او عدم الوقوف ضده على اقل المواقف فهي الفئة التي واجهت هذا النظام وناهضته بقوة الكلمة والسلاح وهي الفئة التي تستحق كل الاحترام والاهتمام من قادة العراق الجديد. هذه الفئة التي قاتلت وناضلت النظام السابق وتحدت جبروته وطغيانه تستحق كل الثناء والتقدير واذا حاول البعض تهميشها او تهشيمها فانه انما يريد الاساءة الى الوطن والتأريخ ويعطي انطباعاً سلبياً على سمعة القوى الاسلامية التي استبعدت ابناءها المضحين المخلصين وقربت البعثيين الصداميين وهذا من مفارقات الاقدار في عراق التضحيات والشهداء.لا مجال لاقصاء وتهميش المضحين في العراق الجديد وليس ثمة مبرر مقنع لاستبعادهم ويتحمل اصحاب القرار مسؤولية تهميش المضحين ولابد ان يقفوا امام المساءلة للاجابة عن اسباب هذا التهميش.
https://telegram.me/buratha