احمد عبد الرحمن
كان العراق في عهد نظام البعث الصدامي البائد وعلى امتداد عقود من الزمن، احد ابرز واكبر عناصر اللاستقرار والاضطراب والقلق والفوضى في محيطه العربي والاقليمي، والحروب والمؤامرات الكثيرة التي تسبب بها كافية لاثبات هذه الحقيقة.الجمهورية الاسلامية الايرانية، والجمهورية العربية السورية، ودولة الكويت، والمملكة العربية السعودية، ودول اخرى غيرها تضررت كثيرا من السياسات العدوانية والاجرامية لذلك النظام.وكل ذلك انعكس سلبا على علاقات العراق-دولة وشعبا-على علاقاته مع الشعوب الصديقة والشقيقة، لذلك لم يك غريبا ان يجد العراقيون انفسهم معزوين ومحاصرين بصورة كبيرة عن محيطهم العربي والاقليمي.وبعد الاطاحة بنظام صدام، لم تكن مهمة اعادة العراق الى احضان محيطه العربي والاقليمي، والى المجتمع الدولي على وجه العموم بالسهلة واليسيرة، وكانت هناك حاجة ماسة لبذل اقصى الجهود من قبل مختلف القوى والكيانات والتيارات السياسية، والمؤسسات الرسمية في الدولة العراقية الجديدة، وكذلك من قبل الاخرين من اشقاء العراق واصدقائه بالدرجة الاساس.وبالفعل فأن الجهود والمساعي الجادة والمخلصة اثمرت عن نتائج طيبة الى حد كبير، لكن في ذات الوقت بقيت بعض العقد قائمة، ولم تذوب جبال الجليد الفاصلة بين العراق وبعض الاطراف العربية والاقليمية الاخرى، لاسباب وظروف وعوامل مختلفة لسنا هنا بصدد الاستغراق بتناول تفاصيلها وجزئياتها، بقدر ما نريد ان نستثمر الحراك السياسي بين بغداد وعواصم عربية واقليمية عديدة للتذكير والتأكيد على ان عراق اليوم ليس عراق الامس، فسياسات العدوان والتامر اختفت وتلاشت، وحلت محلها سياسات التعايش السلمي والثقة والحرص على المصالح المتبادلة والقواسم المشتركة. وبعد ان قطعت التجربة الديمقراطية في البلاد اشواطا جيدة، وراحت صورة العراق الجديد تتبلور وتتكامل يوما بعد اخر، فأن الفرص اليوم مواتية اكثر من أي وقت مضى لاتخاذ خطوات شجاعة وجريئة من قبل الاصدقاء والاشقاء العرب وغير العرب حيال العراق، ففي ذلك نفع وفائدة عظيمين للجميع دون استثناء.
https://telegram.me/buratha