زهراء الحسيني
مشكلة الاخوة في حزب الدعوة انهم يعيشون نشوة الانتصار الوهمي والاكتساح الزائف ويفكرون بطريقة مغرورة ومغاير للجميع وهي بشكل عام تعكس الاوهام والاحلام الفارغة التي يعيشها الاخوة الدعاة.صعود المالكي الى رئاسة الوزراء بعد ازمة ترشيح ابراهيم الجعفري ادت الى تصدع حزب الدعوة وانفراط الجعفري بتشكيله تيار الاصلاح الوطني بعد خلافات على امانة الحزب ورئاسة الوزراء ونخشى ان تقود تشكيل الحكومة من تنحية معكوسة بنفس السيناريو السابق ولكن بصعود الجعفري هذه المرة وتنحية المالكي وهذا سيؤدي الى اعادة وتماسك الدعاة بخلاف الصعود الاول وهو ما نخشاه ان تكون اللعبة داخل حزب الدعوة واعادة الجعفري للحزب ولو شكلياً للايحاء بان رئاسة الوزراء لا تخرج عن حزب الدعوة وتبقى محصورة به وحده وهو ما يعزز الغرور والتعالي في نفوس عناصر هذا الحزب.كان الاخوة في حزب الدعوة يحاولون تصوير الائتلاف الوطني العراقي طائفياً في حال عدم انضمامهم اليه ووطنياً في حال دخولهم فيه فصار المعيار الدعوتي للوطني والطائفية منوطاً بدخولهم او خروجهم كما كانوا يتصورون الاسلام والانتماء العقيدي له موقوفاً على انتماء الاخرين لحزبهم وفي حال خروجهم من الحزب فانهم خارجون عن السلام.وقد استحكمت هذه العقدة الدعوتية وقادتهم الى قتاعات خطيرة متوهمين بان جميع الذين يحاولون توطيد العلاقات مع الجوار الاقليمي هم من اولئك الذين يؤمنون بتشكيل الحكومة وفق المقاس الاقليمي وحاولوا تشويه كل القيادات التي زارت ايران والسعودية وسوريا وتركيا بانهم متواطئة على المالكي شخصياً لتنحيته من رئاسة الوزراء بينما نسوا انفسهم عندما سافروا الى ايران واجتمعوا مع قادتها واجتمعوا مع السيد مقتدى الصدر وحاولوا وضع ملفات المعتقلين الصدريين ضمن صفقات التحالف السياسي الا ان السيد مقتدى الصدر رفض ذلك بقوة واعتبر ملف المعتقلين خارجاً عن سياق التحالفات والصفقات والمساومات السياسية.لا ندري ماذا يريد الاخوة الدعاة بالضبط من وراء تخبطهم الاخير وهستيريتهم من هذه الزيارات علماً انهم لو دعتهم المملكة العربية السعودية او تركيا لما ترددوا بتلبية الدعوة طرفة عين بينما اخذوا يهاجمون جميع الذين لبوا دعوة المملكة العربية السعودية بزيارتها.ربما شعر الاخوة الدعاة بنهاية عهدهم مع الحكومة ورئاستها وربما يخشون من فتح ملفات ما بعد المالكي وتطال شخصيات ورموز دعوتية بتهم الفساد وسوء الاستخدام المالي الرسمي او سيحاكمون بجرائم ابادة بشرية ضد الاخوة الصدريين وغيرهم ممن لاقوا من حكومة المالكي من الانتهاكات والتجاوزات والاعتداءات.
https://telegram.me/buratha