سعد البصري
لاحظنا في الأيام الماضية التي بدأت التحالفات فيها تأخذ منحى أكثر توتراً وصارت تصريحات مرشحي الكتل الفائزة بالانتخابات تزُخ بكميات كبيرة وغير مفهومة في نفس الوقت ، والكل يدلي بدلوه . وكأنك عندما تسمع بهذه التصريحات تشعر بأن هذه التحالفات وصلت إلى نهايتها وان تشكيل الحكومة المرتقبة صار قاب قوسين أو أدنى . ولكن المتابع للمشهد السياسي العراقي يتيقن أن كل هذه التصريحات (هواء في شبك) وما هي إلا أوهام تتلاعب بأعصاب الشعب العراقي المسكين الذي ضحى ما ضحى في سبيل نجاح الانتخابات وساهم في فوز الكثير من المرشحين الذين لم يحلموا يوما في الجلوس على عتبة باب البرلمان فضلا عن جلوسهم على مقاعد البرلمان ..! وساهم كذلك بإبقاء الكثيرين منهم في مقاعدهم وتوليهم لمناصب لم يكونوا يحلموا بها ، الغريب الجديد في الأمر هو أن من يظهر على شاشات الفضائيات من مسؤولين وأصحاب قرار في الحكومة الحالية يكتب تعريفا لهم في أسفل الشاشة انه رئيس القائمة الفلانية أو عضو القائمة الفلانية . وكأن هؤلاء لم يعُد لهم دورٌ في الحكومة الحالية ، وهؤلاء إن صدق عليهم كلام كهذا فمعناه إن العراق الآن بلا حكومة .؟ وبلا مسؤولين.؟ ( وهذه مصيبة كبرى ) وأما إنهم لا زالوا يمارسون علمهم ويشغلون مناصبهم كوزراء ومسؤولين ، فيجب أن يُكتب عنهم ما هم عليه .. إن ما يجري الآن في العراق والذي يغفل عنه الكثير من العراقيين هو عبارة عن صفقات سياسية تجري تارة في الغرف المغلقة . وتارة أخرى تجري في الدول المجاورة للعراق . وكلتا هذه الصفقات لا يعلهم عنها العراقيون أي شيء ..! وهل هي في مصلحة العراق أم في مصلحة الكتل السياسية .؟ فإذا كانت هذه الصفقات في مصلحة العراق فلم لا يتم الإعلان عنها ليكون الشعب على اطلاع بما يجري من حلوله كونه طرفٌ مهم ومهم جداً في المعادلة السياسية العراقية وبالتالي فأن اطلاع المواطنين على ما يجري يعتبر جزءاً من الوفاء لما ضحى به العراقيين خلال المرحلة السابقة . أما إذا كانت لا تخدم سوى المصالح الشخصية أو الحزبية فهذا ما سيرجع العراق إلى نقطة الصفر بل اقل من الصفر..! . أقول وبكل صراحة للسياسيين إن كنتم لا زلتم مسؤولين في الحكومة فيجب عليكم ممارسة عملكم بصورة كاملة وبمستوى ينم عن اهتمام بالغ بالمصلحة الوطنية . وكذلك يجب عليكم أن تعرفوا إن الشعب العراقي الذي وقف إلى جانبكم في أحلك الظروف سيبقى على مساره إذا أثبتم له أنكم في عونه والى جانبه و..( إن الله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه )
https://telegram.me/buratha