حسين جميل الركابي
كما يوجد قلق حضاري ونفسي ,يوجد قلق اجتماعي وقلق علمي,كذلك يوجد قلق سياسي,والقلق ليس ظاهرة سلبية فقط من ظواهر الحياة,لأنه يجمع إلى سلبيته قوة ايجابية صريحة تتمركز حول الصورة العينية للوعي ولتحسس الواقع ومشاكله وعلى هذا الأساس لابد ان نستديم القلق الذي يبعث فينا النشاط الفكري والحيوي, فحينئذ تنطلق الرؤى والأفكار,بعدما تختمر في وعاء النضج السياسي نحوالاصلاح والبناء ودرء السلبيات, والقلق السياسي يدفعنا بقوة وإصرار على إعادة التنظيم ومراجعة الآليات والأفكار0فاعادة ترتيب الأوراق وإعادة النظر في مؤسساتنا أصبحت حاجة ملحة وضرورية لمواكبة الأحداث والإفرازات والمعطيات السياسية00فاعادة التنظيم وسيلة لتشخيص ومعالجة الخلل0ناهيك عن التطور والديمومة الذي سوف يؤول إليه التنظيم نحو الرفعة والرقي والوهج في المعترك السياسي وهذا يحتم علينا استخدام الغربلة من حيث الأداء والسلوك 00 وأكيدا فان هذه الخطوة تتطلب الجراءة والشجاعة والحكمة والدقة وفق معايير وضوابط,وهذا مانطمح ونتطلع إليه من خلال الصفات والمهارات القيادية التي يتمتع بها سماحة السيد عمار الحكيم وفوق هذا وذاك,فان للوراثة سرا يكمن في الدماء,وان للجنس عبقرية تنتقل من الآباء للأبناء!وعلى القواعد الجماهيرية لتيار شهيد المحراب ان تدعم وتلتف حول سماحة السيد عمار الحكيم لأجل الإقدام على قرارات تصب في مصلحة خط شهيد المحراب,واهم خطوة يجب اتخاذها في هذا الإطار تشكيل لجان للمتابعة والتقييم,وهذه اللجان يجب ان تتوخى الأمانة والإنصاف والموضوعية وان تتحلى بالحنكة السياسية وان لأتكون جزء من المعضلة,أي لايمكن إشراك أي عنصر في اللجنة و هو ذاته احد أسباب الإخفاق,ومن أولويات مهام اللجنة هو حياديتها وعدم خضوعها لمؤثرات وعلاقات اجتماعية لهذا الشخص ,أو ذاك00 وللأمانة التاريخية لقد لمست وشاهدت وسمعت الآلاف من أنصار تيار شهيد المحراب يشعرون بغصة وألم وحرقة قلب! لان هذا التيار لم يخرج بنتيجة مرجوة ومرضية في الانتخابات تتناسب مع تاريخه المشرف وعطائه الثر وقيمه ومبادئه00 لكي نرتب أفكارنا بشكل سلس وغير مبعثرو نتجنب الإطالة التي لافائدة منها00ماخذان رئيسيان حسب ضدنا,النتائج في مجالس المحافظات والنتائج في الانتخابات التشريعية,صحيح ان هناك عوامل عديدة لعبت دورا كبيرا والتي حالت بيننا وبين طموحاتنا في الانتخابات,منها ماهو مرتبط بتدخلات دولية وأخرى إقليمية وقد سخرت أموال خيالية لذات الغرض,إضافة إلى تجنيد فضائيات وصحف ومواقع الكترونية,والهدف هو إضعاف تيار شهيد المحراب من خلال حرب قذرة استخدمت فيها أبشع وأحط وأنذل الطرق الدنيئة والملتوية وذلك باستخدام التسقيط الاجتماعي تجاه قادة ورموز تيار شهيد المحراب,هذا كله صحيح لاغبار عليه إطلاقا, ولكن من الصحيح كذلك ان هناك عاملا كبيرا هو الذي ضيق من مساحتنا الجماهيرية في قلب الأمة,وهذا يتمثل في ضعف الأداء السياسي,والنضج الفكري,والتواصل الاجتماعي,من قبل بعض مسؤولي المؤسسات الهرمية,سواء كان ذلك على مستوى المركز,أو على مستوى المحافظات00وهناك تهميش وإقصاء وإهمال متعمد من قبل البعض ضد الشرفاء والمخلصين من أبناء هذا التيار,رغم علمنا وإدراكنا ان تيار شهيد المحراب ليس ملك لفرد,اولفئة,أو لقبيلة,اولمجموعة'أو لعائلة,انه تيار الإسلام المحمدي الأصيل ,تيار المراجع,تيار الشهداء العظام من ال الحكيم,وشهداء قوات بدرالابطال, 0بعد كل هذه الفترة الزمنية لسنيين طوال من تسنم المسئولية من قبل بعض الرؤوس الهرمية وكذلك في مكاتب الفروع في المحافظات وفي الاقضية والنواحي,أثبتت فشلها في قيادة التنافس الانتخابي والسياسي,المطلوب تغيير بعض الرؤوس الهرمية,ولايعني ذلك تطبيق مبدأ الإقصاء والتهميش والإبعاد الذي كنا ولازلنا ضحيته وطبيعي نحن نرفضه بالمرة لأنه يمثل قمة الرعونة والجمود الفكري والخواء الأخلاقي, ولكن الذي نطالب به كسر قيود العمل الكلاسيكي المفتقر للكفاءة والمهنية الراقية, ولابد من ضخ دماء جديدة شابة ملؤها الحيوية والنشاط ,لتفعيل العمل السياسي وفق معطيات وإفرازات سياسية تتناسب مع المرحلة الحالية ,وهذا يحتاج إلى استقطاب واستيعاب الكوادر المخلصة للإسلام المحمدي الأصيل ,نحتاج كذلك إلى تفعيل المؤسسة الإعلامية وفك قيود الروتين القديم وهذا بدوره يحتاج إلى تغيير رؤوس في المؤسسة الإعلامية,والعمل على بث برامج تجذب وتجبر المشاهد على المتابعة والمشاهدة بروح مسرورة,وإلا قل لي بربك ما معنى ان تكون اللقاءات التلفزيونية دائما مع نفس الوجوه ونفس الإفراد,هل يعني ذلك إننا لانملك كفاءات وقدرات,الجواب قطعا لا والف لا,رغم ان كثير من هذه الوجوه غير مشبعة ثقافيا وتفتقر إلى مفردات وسعة أفق سياسي لكي تصل الفكرة إلى المتلقي وهذا بدوره له ردود سلبية ,,كذلك قل لي بربك ما معنى عدم وصول صحيفة بدر إلى بقية المحافظات,أما صحيفة الاستقامة فوصولها غير منتظم 00وعندي دراسة أعددتها تتضمن أهم الأخطاء والسلبيات التي ينبغي معالجتها وتصحيح مسار العمل ألسياسيي,لان ترك الأمور كما هي عليه فهذا يعني دخولنا في نفق الانتحار السياسي ! اذن الحصيلة النهائية من كل هذا هو مراجعة دقيقة لعمل مؤسسة شهيد المحراب,ومنظمة بدر,والمجلس الأعلى الإسلامي,والمؤسسات الإعلامية,وقد أثبتت التجارب ان هناك ضعف واضح وبين!!!كلمة أخيرة لابد منها0لو البعض من الأحزاب والتيارات والكيانات يملكون ما يملك تيار شهيد المحراب من فكر وارث جهادي وبطولي كله فخر وشرف وعز تحت مظلة أروع وأنبل قيادة شهدها تاريخ العراق لتمكنوا من الاستحواذ على مشاعر الملايين الملايين من عقول وقلوب الشعب العراقي العظيم!!!
https://telegram.me/buratha