د. واثق الزبيدي
دائما ما يعرض بايدن افكارا يعتبرها المحللون والسياسيون العراقيون بانها تدخل في الشؤون العراقية بدءا من طرحه مشروع تقسيم العراق مرورا بمحاولته تسويف قانون المساءلة والعدالة وليس اخرها محاولته تقسيم امنصب رئيس الوزراء القادم بين اياد علاوي ونوري المالكي سنتين لكل منهما ودائما ما ترافق مقترحات بايدن كتابات للسفير الامريكي السابق في العراق زلماي خليلزاد تروج لافكار بايدن ومشاركة من طرف اخر قناة الحرة عراق الامريكية مما يشعر بان المشروع يمثل فكرة او ستراتيجية يتبناها جهاز الاستخبارات الامريكية تبدأ بمقترح وتنتهي بكارثة او محاولة لتخريب العملية السياسية العراقية واثارة الفوضى غير المبررة فالمقترح الجديد الذي اطلقه بايدن لايهدف في الحقيقة لتقسيم السلطة بل هو عرف جديد لعرقلة مسيرة الديمقراطية في العراق وتجارب سياسية امريكية تحاول فيها امريكا ان تجعل من العراق ومجتمعه مختبرا تطبق فيها امريكا تجاربه السياسية على شعوب العالم فليس من الواقعي ان تقسم الحكومة فامريكا تحاول من خلال مقترحها هذا امرين الاول ايصال اياد علاوي الى رئاسة الوزراء باي صورة من الصور والامر الاخر هو محاولة لدفع دولة القانون في التوافق مع القائمة العراقية باي شكل من الاشكال حيث يطرح الامريكيون اليوم دعابة خبيثة فهي تصف التقارب بين الائتلاف الوطني ودولة القانون بالتقارب الطائفي فيما تصف التقارب بين العراقية ودولة القانون بالتقارب الوطني مما يشير صراحة الى ان امريكا تحاول ان تؤمن قبل خروجها جهة تتعامل معها على مبدأ العمالة في احسن انواعها فهي لا ترغب بعلاقات عراقية دولية اقليمية متكافئة بل تؤمن فقط بان يكون العراق تابعا لامريكا حالها حال الكثير من الدولة المتفسخة عن الاتحاد السوفيتي السابق وهو ما لايخدم المصلحة العراقية وامريكا غافلة عن ان طبيعة الكتلتيين الفائزتيين لاتحمل مؤهلات تقسيم الحكومة فيما بينهما لان القائمتين لاتؤمنا بالاخر وسيتشاجران حول من يتسلم الحكومة اولا فالقائمة العراقية تخاف دولة القانون لانها ربما ستعمل على عدم تسليم الرئاسة بعد سنتين للعراقية ودولة القانون تخشى ان العراقية ستعمل على تسقيط دولة القانون حتى تثبت للاخرين ان دولة القانون فشلت في تجربة الحكم وما يقال على العراقية يقال على دولة القانون ان تسلمت العراقية الحكم اولا ثم من سيسمح للاخر بان يستلم السنتان الاخيرتان مع علم الجميع ان امكانيات الدولة واموال الحكومة ستسخرللترويج الانتخابي مثل ما سخرت في هذه الانتخابات وكيف ستقسم الوزارات وهل سيطرد اعضاء القائمة العراقية اعضاء حزب الدعوة من مناصبهم التي تسنموها في ولاية المالكي الحالية ، ان مقترح بايدن لايصمد امام واقع القوائم المرشحة كما سيفشل امام الارادة العراقية الوطنية وان التقارب الذي عملت على منعه امريكا قبل الانتخابات بين الائتلافين الوطني ودولة القانون في طريقه للاعلان مما سيشكل ضربة قاسمة لجهود امريكا خلال السنة الاخيرة في تمرير مشروعها المؤامراتي في العراق.
https://telegram.me/buratha