د. احمد المبارك
ان ما جرى من تفجيرات يومي الاثنين والثلاثاء الداميين يمثل قفزة نوعية في عمل الجماعات الارهابية المسلحة القاعدة والبعث وقبل كل شيء علينا ان نوضح ان القاعدة والبعث اعلنت مسؤوليتها عن الاعمال الارهابية التي حدثت خلال هذين اليوميين وهذا الاعتراف يلجم الضاري وغيره في التشدق وتزويق شكل القاعدة والبعث وحديثهم عن ( المقاومة ) فالمقتولون كلهم مدنيون والاماكن التي فجرت اماكن سكنية عمارات ودور سكنية مما يسقط اكاذيب القاعدة كما يسقط ايضا كذبة الحكومة العراقية والقادة الامنيين في حديثهم " ان القاعدة والبعث يجرون اذيال الفشل ودليل على انهم افلسوا او فروا " وهي الكذبة التي يتشدق بها القادة الامنيون فالقاعدة لم تهرب بعد والبعث صار اقوى وهو اليوم يريد ان يقوي من قدمه على الارض عن طريق سيطرته على المواقع الامنية فكبار البعثيين المشاركيين بقطع اذان والسن العراقيين هم من يقود الملف الامني وربما لست العراقي الوحيد الذي يشاهد قتلة اخوته وابنائه يتزيون بزي الامن وتحفهم الحمايات من كل صوب ولست الوحيد ايضا الذي توقفه يوميا الاف السيطرات في بغداد وعند مداخلها ومخارجها ويعامل بخشونة من قبل الضباط والمراتب فقط لان سيارتي متواضعة وافتش في كل سيطرة فيما تخطف السيارات الفارهة من السيطرات من دون تفتيش خوفا من ان يكون الراكب ( راسه جبير عند ابو اسراء ) ويعاقب السيطرة بالكامل وفق قانون المجاملات الذي ذبح العراقيين عقودا ، ان ما جرى كان عملية نوعية في عمل العصابات الاجرامية وهي حقيقة على الحكومة ومؤسساتها الامنية الاعتراف بها مع سقوط الحجية عن الحكومة لان الحكومة كانت تتذرع بالبرلمان والبرلمانيون اليوم مشغولون برواتبهم التقاعدية وذهبوا في حال سبيلهم ولكن الحكومة اليوم لا تزال تمارس عملها بكامل صلاحياتها غير منقوصة والوزراء الامنيون والحمد لله لم يضع المواطن العراقي ثقته فيهم لانه لم ينتخب اي وزير من الوزراء لا وزير الداخلية زعيم ائتلاف وحدة العراق ولا وزير الدفاع العضو في دولة القانون ولا شيروان الوائلي العضو في دولة القانون ايضا فكيف يثق بهم المالكي بعد ان رفضهم الشعب العراقي وهم ليسوا مشغولين بالتحالفات حتى نقول من حقهم ان يتحدثوا عن مستقبل سياسي فالحديث يخرج عن السياسة الى الثقة والحرفية فلو كانت الوزارات الامنية والاموال التي انفقت عليها خلال السنوات تؤشر على تطور في هذه المؤسسات لما حدث ما حدث في بغداد فمع هذه السيطرات الكثيرة والرتب العالية المشغولة في بناء قصورها الشخصية وتجاراتها الواسعة في اغلب البلدان التجارية جعلت القاعدة تحتفل بتأسيس البعث بقتل العراقيين على نار هادئة فقد قامت العصابات بتفخيخ العمارات بكل ثقة وتفجيرها فكم استغرقت عملية التفخيخ وكم استمر التفخيخ وكيف وصلت المتفجرات ولماذا تؤشر اجهزة كشفت العطور على المواطن العادي فيما لا تؤشر على اطنان من المتفجرات وماذا يعمل جهاز المخابرات والامن الوطني ومخابرات الداخلية ومخابرات وزارة الدفاع والمخبر السري الذي يتقاضى 13 مليون في الابلاغ عن ادنى العمليات واين ذهبت مليارات الدولارات وماذا علم الامريكان القوات الامنية في الدورات الكثيرة التي يقيمونها لتغيير الثقافة العراقية واين قوات الصحوة ومجالس الاسناد ومكتب القائد العام وغيرها من التشكيلات والاسماء التي نرى مواكبها ورواتبها العالية وقصورها الفارهة وجعجعتها من غير ان نرى طحنها ؟
https://telegram.me/buratha