الشيخ اكرم البهادلي
ان الكثير من المواقف السياسية التي يطلقها قادة المجلس الاعلى تتناغم في الغالب مع طروحات المرجعية ففي الكثير من المراحل العقدية السياسية التي تحدث في البلاد نجد زعماء الخط الاول من المجلس الاعلى يطرحون حلولا ربما تقبلها بعض الكتل او ترفضها اخرى فقط لانها صادرة عن المجلس الاعلى لكن ما ان تمر فترة تتطلب بعدا او زخما جماهيريا حتى نجد ان المرجعية الدينية تتبنى طرح المجلس الاعلى او بلفظة ادق يتبنى المجلس الاعلى طروحات المرجعية الدينية رغما ان المرجعية لا تنطق الا بعد ان يصرح به قادة المجلس الاعلى وتحديدا عزيز العراق قبل وفاته والسيد عمار الحكيم الان مما يدل على ان الزيارات المتكررة والطويلة التي يقوم بها زعيم المجلس الاعلى تدل على ان هؤلاء الزعماء لايذهبون فقط للسلام على المراجع بل يدل على ان دراسة مستفيضة ومتابعة من قبل المرجعية تتم خلال هذه الزيارات مع اذان صاغية تنفيذ تلك المقترحات فالمجلس الاعلى بنظرته الموضوعية للمشاكل يشرح للمرجعية ما يدور في الساحة العراقية او في الاجواء السياسية سواء على مستوى العلن او في الغرف المغلقة لكن كل ما يجري ربما يعرض على المرجعية لتوضع الحلول للمسائل العقدية لذا نجد ان المشاريع التي يطرحها المجلس الاعلى تلقى قبولا من المرجعية وهذا يشير الى ان المجلس الاعلى ربما يعرف العقدة ويضع لها الحل الذي يرضي جميع الاطارف السياسية او الدينية المتمثلة بالمرجعية او يتبنى طرح المرجعية فيأخذ على عتقه الجهر به دون خوف او وجل لثقته بحكمة المرجعية الدينية ولا اريد العودة الى الوراء لاشحذ ذاكرة القاريء بل اريد الحديث عما جرى خلال الايام القليلة الماضية فقد طرح المجلس الاعلى على لسان زعيمه السيد عمار الحكيم وباقي قياديي المجلس الاعلى مبدأ الشراكة وعدم تميش او استبعاد احد في تشكيل الحكومة القادمة وقد حاولت بعض القوى والاحزاب السياسية التي لا تؤمن بضرورة المشاركة ان تذر الرماد في العيون في رفضها الضمني لمبدأ المشاركة وتصريحاتها التي ارادت من خلالها اثارة الشارع طائفيا او تشويه نوايا المجلس الاعلى في حقيقة المشاركة مما دفع المرجعية ان تعلن رأيها بصراحة وبطرق متعددة فقد صرح ممثل رئيس الجمهورية فخري كريم في مؤتمر صحفي عقد في النجف الاشرف عقب لقاءه المرجع الاعلى بان المرجعية تؤيد وبقوة فكرة المشاركة وترفض مبدأ تهميش اي كتلة من الكتل الفائزة بل حاولت المرجعية ان توصل صوته الى اكبر عدد من الجماهير العراقية عندما اعلن وكيل المرجع الاعلى في كربلاء المقدسة عبر منبر صلاة الجمعة بان المرجعية تؤكد على مبدأ المشاركة في تشكيل الحكومة القادمة وعدم تهميش احد مما يدل على ان المجلس الاعلى لا يتبنى مشروعا سياسيا مخالف للمرجعية وان ما يقوله المجلس الاعلى على لسان زعيمه هو عين ما تريده المرجعية وهو ما يكشف لنا عن سبب قلة تصريحات قياديي المجلس الاعلى بل حرصهم الشديد على دقة احاديثهم كما يدل على الانسجام العالي بين قيادات المجلس الاعلى بل تيار شهيد المحراب بالكامل فلم نجد قيادييا في الاحزاب التي تنضوي تحت تيار شهيد المحراب (المجلس الاعلى ، منظمة بدر ، حركة حزب الله ، مؤسسة شهيد المحراب ، حركة سيد الشهداء ، منظمة النخب والكفاءات ) يصرح بتصريح يناقض تصريحات القيادات الاخرى بل حتى في اقسى الظروف والحملات التي تعرض فيها تيار شهيد المحراب للتشويه والدعاية وحتى السب والقذف بقياداته ومشاريعه لم يتصرف بانفعالية بل كان يلجأ الى اصدار بيان هاديء لايرد بالمثل بل يلجأ الى توضيح القضايا من دون ان يجرح احدا حتى اولئك الذين يجرحوه لذا نجد الجميع يلجأ اليه لحل الاشكالات والتقاطعات التي تحدث بين الاحزاب والتيارات العراقية العاملة على الساحة السياسية .
https://telegram.me/buratha