المقالات

غفلة الاجهزة الامنية وغدر العصابات الاجرامية

880 11:51:00 2010-04-11

سالم الصالحي

يبدو من دراسة التفجيرات الاجرامية الاخيرة وما قبلها ان وراءها عقل ستراتيجي مدبر . ولايعني انه شخص واحد ، بل مؤسسة تخريبية تعرف عملها .ودليل ذلك ان عملها يتصف بالتخطيط المنظم فمن تفجير الوزارات انتقلت الى الدوائر المهمة ثم السفارات وبعدها العمارات السكنية . حيث اتصف عملها بالتخطيط الدقيق والمبرمج والمفاجيء. بالمقابل نرى قواتنا الامنية رغم بعض النجاحات في صد الهجمات الارهابية الا انها تتخبط عند حدوث سلسلة الكوارث الناتجة عن العمليلات الارهابية المجرمة . وكان من المتوقع ان تكون هناك غرفة عمليات تضم عددكبير من العسكريين والامنيين وعلماء النفس والسياسيين الذين ياخذون على عاتقهم دراسة الاهداف المتوقعة والخطوة القادمة للعصابات الاجرامية ووأدها قبل تنفيذ مخططاتها . لكن الواقع يقول عدم وجود مثل تلك المؤسسة او الغرفة . ودليل ذلك ان الجهة المختصة لاتتحرك الا بعد ان يقع الفأس بالرأس . ومثال ذلك سلسلة الاجراءات التي اتخذتها بعد كارثة تفجير العمارات السكنية في منع ايجار العقارات الا بعد التأكد من المستأجر ، وكان من المفروض ان تتخذ تلك الاجراءات قبل اكثر من سنتين عندما فجرت عمارتين في الكرادة بنفس الطريقة المجرمة الاخيرة . ومثال ثاني ان العصابات الاجرامية طالما تنفذ عملياتها وهي ترتدي الزي العسكري ، ولم تتخذ الحكومة اي اجراء لمنع بيعها في السوق ، علما بانه توجد محلات في الباب الشرقي قادرة على تجهيز فوج كامل او اكثر بكافة تجهيزاته من الحذاء العسكري الى البيرية وما بينهما . ولكنها لم تتحرك خطوة واحدة في منع ذلك . واذكر انه في عام 1968 عندما استولت عصابة البعث على الحكم فانها كانت قد حصلت على بعض الملابس العسكرية التي استخدمتها عند الهجوم على القصر الجمهوري من المحلات التي تبيع تلك الملابس في علاوي الحلة وكانت تباع فيها حينذاك ، وكان اول عمل قامت به تلك العصابة بعد استيلائها على الحكم ان منعت بيع تلك الملابس في جميع انحاء العراق وهددت المخالف باقصى العقوبات خوفا من تكرار ذلك . ولكننا نرى اليوم عدم وجود اي تحرك لمنع العصابات المجرمة من استغلال ذلك . ومن الظواهر الخطيرة التي لم تنتبه لها الاجهزة الامنية هو كثرة الكميات المكدسة من البنزين الذي يباع على الارصفة في الشوارع والاسواق في بغداد الجديدة والشعب والكرادة وابو نؤاس وحي الجامعة والبياع والباب الشرقي وغيرها من الاماكن المزدحمة . ويلفت النظر كبر تلك الكميات وجود مافيات كبيرة تزودها بها ولاندري اين الجهات المسؤولة في خطة فرض القانون او وزراة النفط عنها ، حيث من المتوقع ان تقوم العصابات الاجرامية - وهي لاتفوت اي فرصة للاضرار بالشعب - بتفجير تلك الكميات من البنزين في وقت واحد سواء بالتنسيق مع الباعة او بدونه وسوف يحدث من الاضرار والرعب ما لايحمد عقباه . وقد تقوم الجهات الامنية اليوم اوغد بمنع باعة البنزين لمدة يوم اوشهر ولكنهم سيعودون حتما عند استرخاء الاجهزة الامنية ، وعندها سوف تتحرك العصابات الاجرامية ولات ساعة مندم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك