سالم الصالحي
يبدو من دراسة التفجيرات الاجرامية الاخيرة وما قبلها ان وراءها عقل ستراتيجي مدبر . ولايعني انه شخص واحد ، بل مؤسسة تخريبية تعرف عملها .ودليل ذلك ان عملها يتصف بالتخطيط المنظم فمن تفجير الوزارات انتقلت الى الدوائر المهمة ثم السفارات وبعدها العمارات السكنية . حيث اتصف عملها بالتخطيط الدقيق والمبرمج والمفاجيء. بالمقابل نرى قواتنا الامنية رغم بعض النجاحات في صد الهجمات الارهابية الا انها تتخبط عند حدوث سلسلة الكوارث الناتجة عن العمليلات الارهابية المجرمة . وكان من المتوقع ان تكون هناك غرفة عمليات تضم عددكبير من العسكريين والامنيين وعلماء النفس والسياسيين الذين ياخذون على عاتقهم دراسة الاهداف المتوقعة والخطوة القادمة للعصابات الاجرامية ووأدها قبل تنفيذ مخططاتها . لكن الواقع يقول عدم وجود مثل تلك المؤسسة او الغرفة . ودليل ذلك ان الجهة المختصة لاتتحرك الا بعد ان يقع الفأس بالرأس . ومثال ذلك سلسلة الاجراءات التي اتخذتها بعد كارثة تفجير العمارات السكنية في منع ايجار العقارات الا بعد التأكد من المستأجر ، وكان من المفروض ان تتخذ تلك الاجراءات قبل اكثر من سنتين عندما فجرت عمارتين في الكرادة بنفس الطريقة المجرمة الاخيرة . ومثال ثاني ان العصابات الاجرامية طالما تنفذ عملياتها وهي ترتدي الزي العسكري ، ولم تتخذ الحكومة اي اجراء لمنع بيعها في السوق ، علما بانه توجد محلات في الباب الشرقي قادرة على تجهيز فوج كامل او اكثر بكافة تجهيزاته من الحذاء العسكري الى البيرية وما بينهما . ولكنها لم تتحرك خطوة واحدة في منع ذلك . واذكر انه في عام 1968 عندما استولت عصابة البعث على الحكم فانها كانت قد حصلت على بعض الملابس العسكرية التي استخدمتها عند الهجوم على القصر الجمهوري من المحلات التي تبيع تلك الملابس في علاوي الحلة وكانت تباع فيها حينذاك ، وكان اول عمل قامت به تلك العصابة بعد استيلائها على الحكم ان منعت بيع تلك الملابس في جميع انحاء العراق وهددت المخالف باقصى العقوبات خوفا من تكرار ذلك . ولكننا نرى اليوم عدم وجود اي تحرك لمنع العصابات المجرمة من استغلال ذلك . ومن الظواهر الخطيرة التي لم تنتبه لها الاجهزة الامنية هو كثرة الكميات المكدسة من البنزين الذي يباع على الارصفة في الشوارع والاسواق في بغداد الجديدة والشعب والكرادة وابو نؤاس وحي الجامعة والبياع والباب الشرقي وغيرها من الاماكن المزدحمة . ويلفت النظر كبر تلك الكميات وجود مافيات كبيرة تزودها بها ولاندري اين الجهات المسؤولة في خطة فرض القانون او وزراة النفط عنها ، حيث من المتوقع ان تقوم العصابات الاجرامية - وهي لاتفوت اي فرصة للاضرار بالشعب - بتفجير تلك الكميات من البنزين في وقت واحد سواء بالتنسيق مع الباعة او بدونه وسوف يحدث من الاضرار والرعب ما لايحمد عقباه . وقد تقوم الجهات الامنية اليوم اوغد بمنع باعة البنزين لمدة يوم اوشهر ولكنهم سيعودون حتما عند استرخاء الاجهزة الامنية ، وعندها سوف تتحرك العصابات الاجرامية ولات ساعة مندم .
https://telegram.me/buratha