ابو هاني الشمري
مفارقة غريبة لايمكن ان اضع لها مقارنة لما يحدث لاهلنا في العراق مقابل انكفاء حكومتنا الوطنية وصمتها المريب .. وما حدث عصر يوم السبت 10-04-2010 في مركز مدينة دبلن في ايرلندا يدفعنا لنقارن!!قد يبدو الخبر غريبا علينا ولكن لاباس من طرحه لاخوتي لكي يطلعوا على عدم اكتراث حكومتنا الوطنية لدماء اهلنا حتى اصبح ابخس ثمنا من الماء الجاري..الخبر المدون ادناه انقله لكم عيانا وليس نقلا عن صحيفة او مؤسسة اعلامية قامت بنشره.خرجت عصر هذا اليوم تظاهرة في مركز مدينة دبلن استنكارا لحادث مقتل شاب افريقي على يد مجموعة من (المكبسلين) الايرلنديين قبل عدة ايام والذين يطلق عليهم تسمية (جبسي) اشارة الى قبيلة الغجر التي تسمى بهذا الاسم في هذه الدولة وفي المملكة المتحدة وربما في مناطق اخرى من اوربا ... وقد شارك في هذه التظاهرة التي نددت بجريمة هؤلاء المجرمين العنصريين كل الاعراق التي تعيش على هذه الجزيرة من ايرلنديين وافارقة واوربيين وعرب ومن مختلف القارات ... وقد سارت التظاهرة بحماية قوات الامن وبدعم مباشر من الحكومة !!!...تظاهرة بسبب مقتل شاب على يد مجموعة لاتعي ماتفعل بسبب المخدرات هزت الحكومة والشعب ووقفت مساندة ومواسية لاهل الضحية.ذهبت بي الافكار بعيدا وانا اشاهد دماء اهلنا تجري انهارا كل يوم ورصاص كواتم الصوت يسلب ارواح العشرات وسيارات الارهابيين وعبواتهم تحصد ارواح الابرياء اكثر سرعة من حصاد الحنطة.. وسيفورهم وديناميتهم وقذائفهم تهدم البيوت على رؤوس ساكنيها... ومن يموت يجب ان نرسل جثمانه بالسرعة الممكنة الى اي مقبرة تشاء عائلته ومن ثم ينتهي كل شئ لتتكلم قنواتنا الاعلامية والتلفزيونية عن حياة الممثل الفلاني وعن اي حلقة سيعرض تلفزيون الحكومة من مسلسل (ماضي ياماضي) او برنامج المرسم الصغير لكي ننسى ان هناك ايتام انتهى بهم المطاف الى انهم لم يجدوا سقف يحميهم بعد ان تهدم عليهم سقف بيتهم وقتل معيلهم وارسل امهم الى المستشفى التي لن تخرج منها الا وهي تحتاج من يهتم بها بعد بتر جزء من جسمها... بينما نجد بالمقابل ان حكومتنا العتيدة نست هؤلاء وكأنهم ذهبوا الى كوكب آخر قد وفر لهم كل شرائط الراحة بعد تلك المصيبة التي مرت عليهم !!! ولكن وا أسفاه ثم وا أسفاه حين يخرج علينا هؤلاء المفجوعين بتلك المصائب بعد عدة ايام يستغيثون الحكومة وهم يفترشون الارض ويلتحفون نجوم السماء وينتظرون صدقات هذا وذاك من الناس عسى ان يزيل عنهم ولو جزء من مأساة ترتيب مكان لهم يسترهم من بقائهم على قارعة الطريق !!! الا من كانت له عائلة او اهل تأخذ بيده لتحميه تحت سقف دارها فهؤلاء هم الوحيدون من يحمدون الله الف مرة على نعمة وجود هؤلاء الاقارب.اما حكومتنا العتيدة فما اكثر مكارمها وما اسخاها في الاعلام فمن يسمع الاعلام يظن (وإن بعض الظن اثم) ان هؤلاء المنكوبين ومن اول لحظة لوقوع الجريمة عليهم قد تلاقفتهم تلك اليد الحنون للحكومة لتخفف من هول الصدمة عنهم وقد وفرت لهم المسكن والملبس والمستلزمات الاخرى حتى حين ايجاد الحل المناسب لما خرب من دورهم !! ولكن واقع الحال يحكي مأساة اخرى تضاف الى مأساة هؤلاء باليتم والتشرد بعد ان اصبحوا بين ليلة وضحاها بلا مأوى .سنين طويلة مرت على عراق المآسي وكل لحظة تتهدم الدور على اهلها بالعشرات ... ألم يكن الاجدر بكم ياحكومتنا الوطنية ان تأســسوا مصنعا متخصصا لانتاج الكرفانات المحمولة على عجلات لهذه الحالات فقط لا لغيرها تتوفر بها كل وسائل العيش الاساسية لكي يتجاوز هؤلاء المنكوبين محنتهم حتى حين ايجاد السكن المناسب لهم ام ان شركة كهذه يصعب انشائها لانها ستكلف ميزانية البلد من الاموال التي ستؤدى بالنتيجة الى تقليص رواتب المسؤولين من وزراء واعضاء برلمان وغيرهم مما سيؤدى الى اصابة ابنائهم بفقر الدم لانهم سوف لن يستطيعوا ان يوفروا لهم كيلو لحم كل شهر بعد ان انخفض الراتب الى اكثر من عشرين مليون دينار بقليل وهذه مصيبة اكبر من مصيبة الناس الذين طالهم الارهاب !!!كفاكم لؤما وبعدا عن المسؤولية وانظروا الى هؤلاء المنكوبين حينما توزعون لهم الخيام ليسكنوا فيها في احسن الاحوال ...... هل تقبلون هذا لعوائلكم اذا ماحلت بها مصيبة كما حدثت وتحدث كل لحظة لاهلنا في كل محافظات العراق ؟ اذا كان ضميركم وانسانيتكم تقول لا فعليكم ان تنصفوا هؤلاء ... ثم ارجعوا الى بداية مقالي لتعرفوا ان مواساة المنكوبين تكون كما حدثت لذوي الضحية الافريقي في دبلن والذي هب له كل اهل دبلن مواسين اضافة الى الحكومة التي لم تألوا جهدا في متابعة المجرمين ومعاقبتهم اضافة الى الوقوف مع اهل الضحية قولا وفعلا من خلال توفير كل مايحتاجونه لتجاوز تلك المأساة ... ليس كلام فقط لا قيمة له كما تفعلون ياقادتنا حينما تشكلون لجانا لمتابعة الجريمة ومن ثم تذهب اللجنة (مع الريح) لتشكل لجنة اخرى لجريمة اخرى فتتبع اختها وهكذا دواليك ... كونوا منصفين لتنالوا خير الدنيا والاخرة ولا تكونوا غير ذلك فالكلام عندها سيكون شديد ويُسخط !!
https://telegram.me/buratha