المقالات

يا منتسبي الأعلام , يا حماة العدالة و القانون صونوا ألمهنة و أحترموا ألقانون فأنتم لستم فوق ألقانون

864 22:36:00 2010-04-10

بقلم عليم محمد عليم

شعرت و كأن احدى ألعمارات ألسكنية ألتي فجرها ألمجرمون ألأرهابيون تنهار فوق رأسي حينما شاهدت مشهدين متتاليين على شاشة قناة ألفيحاء ألفضائية مساء السابع من شهرنيسان 2010فقد كان المشهد ألأول مجموعة من ألصحفيين تقف في صف أستعراضي في مؤتمر صحفي (على ما يبدو) و هي تندد أشد ألتنديد باجرآت ضابط الشرطة أو المسؤل ألأمني تجاه احد زملائهم في أحد المواقع ( ألمنكوبة ؟) في بغداد . و قد انبروا واحدا تلو ألآخر , و بحالة من ألتشنج و ألأنفعالات ألتي كادت أن تكون هستيرية , يصفون هذه ألأجرآت ألحكومية بأبشع ألأوصاف كألا أنسانية و التعسفية و ألهمجية و ألمعادية للحرية و المحددة لحرية الصحافة و الصحافيين وانها أرتكبت بحق زميلهم ألمسالم ألبريئ ألذي ضرب و اهين و هو يؤدي واجبه ألصحفي ألمقدس ..ألخ و أنهم يطالبون بأيقاف مثل هذه ألآجرآت و أحترام الصحفيين و تعزيز موقعهم في ألمجتمع وعدم الوقوف أمام حريتهم في أداء واجباتهم . . ألخ .

أما ألمشهد ألثاني ألذي تبع ألأول مباشرة فهو مشهد شرطي عراقي و قد بدا على قميصه بعض ألتمزق وعلى وجهه علامات أرتباك و حسرة و ألم نفسي و قد وقف ألى جانبه احد ألذين شهد الواقعة وراح يسرد مشاهداته قائلا :شهدت ألصحفي يعتدي على الشرطي العراقي و يصفعه على خده (" يضربه راشدي" كما يقال بألعراقية الدارجة) ثم تعم الفوضى . لقد رأيت ذلك بأم عيني وغادرت المكان و لا أعلم ما جرى بعد ذلك.

نعم أقول أني شعرت و كأن أحدى العمارات السكنية ألتي فجرها ألمجرمون تنهار فوق رأسي عند رؤيتي هذين ألمشهدين. و أن ألأمر ألذي الهب شعوري هذا , هو أن شرطيا عراقيا يصفع على خده و يمزق قميصه و يهان . و من قبل من ؟ هل أن ألذي قام بهذا ألفعل الشنيع أرهابي مجرم متمرس في ألفتك و ألأجرام ؟ كلا لم يكن هكذا, بل ان الذي قام بهذا ألعمل ألشنيع أنما هو رجل أعلام و صحافة !

يا للخيبة و يا للعار! ألشرطي العراقي يصفع على خده و يمزق قميصه و يهان ! ألشرطي ألعراقي ، رجل ألأمن (وألجندي) , ذلك البطل ألشجاع ألذي يصد بسلاحه و بجسده ألأرهاب و ألأرهابيين المجرمين ، ذلك ألعملاق ألذي بقبضته ألقوية و بقلبه الشجاع و بأيمانه ألمقدس و بفدائه بروحه الطاهرة يحمينا و يحمي وطننا , يحمي عوائلنا و اطفالنا , يزرع في نفوسنا ألأمن و ألطمأنينة . ألم نره مؤديا واجبه واقفا في أقسى الظروف و أعتاها في الليل و في النهار في زمهرير ألشتاء وفي جهنم حر ألصيف . ومن هم هؤلاء ألأبطال ألشجعان ؟ أليسوا هم اولادنا و أخوتنا و آباؤنا وأبناء أعمامنا و أبناء وطننا ، من لحمنا ومن دمنا ؟ و أن أنس فلن انس ذلك المشهد ألذي كنت أرقب فيه (من على شاشة ألتلفزيون) أبطالنا ألشجعان من شرطة و من أفراد وزارة ألدفاع و المؤسسات ألأمنية و الصحية و ألدفاع المدني ورجال ألأعلام و ألأشخاص الأعتياديين و هم ينتشرون في أحدى ألساحات المجاورة لأحدى العمارات السكنية ألتي فجرها ذوي ألقلوب السوداء و قد وقف بعض رجال ألأمن في مواقعهم وقام ألبعض ألآخر بألتحرك و القيام ببعض المهمات و أنشغل فريق برفع ألأنقاض و انتشال الجثث و ألجرحى و المصابين . فمنهم من يسند مصابا يساعده على ألمشي وألأبتعاد عن مواقع الخطر و منهم من يحمل راكضا بعض ألجرحى و ألمصابين ليضعهم في سيارات ألأسعاف لنقلهم ألى مراكز الطوارئ و ألمستشفيات. حركة مستمرة وعمل دؤب وترقب و تهيئ للأخطار المتوقعة . . نعم , شهدت هذا ألمشهد البطولي ألرائع و امتلكتني ألدهشة أكثر فأكثر حينما كنت أسمع بين ألفينة و ألفينة أصوات ألأطلاقات النارية و لا أرى شخصا و احدا يفر أو يختبئ أو حتى يلتفت صوبها و كأن هذه ألأطلاقات أنما هي لعب أطفال . و في هذه أللحظة ألتاريخية أحسست بنفسي , و انا على بعد ألاف الكيلومترات من موقع ألمشهد , أنحني أجلالا و تقديرا لهؤلاء ألأبطال و لأرواح ألشهداء الذين سقطوا في ألمواجهات البطولية .

وهنا اريد أن أسأل أخواننا ألأعلاميين ألذين أصطفوا في مؤتمرهم ألأستعراضي و راحوا يدافعون عن زميلهم "البريئ" و يكيلون التهم بأقسى العبارات لذلك ألشرطي ألعراقي ألذي صفع على خده و مزق قميصه و أهين و للسلطات ألأمنية و ألحكومية : أما كان ألأجدر بهم , وهم ألذين يجب أن يكونوا حماة ألعدالة و ألقانون و مثقفي ألبلد وحملة ألثقافة ألقانونية و رعاة ألنظام , أما كان ألأجدر بهم أن يركنوا ألى ألسكينة و يتدارسوا ألموضوع بهدوء وروية و حيادية و بحس الحرص و المسؤلية من دون تشنجات أو أنانية و بعيدا عن فرض ما يريدون أو يشاؤن بألصياح و"ألعنجهية" . فأذا تبين لهم أن هناك قصورا أو تقصيرا من قبل ألجهات ألأمنية أو أحد منتسبيها فهناك ألطرق ألأصولية و القانونية لطرح الموضوع و معالجته . اما أذا أتضح لهم ان زميلهم هو ألمخطئ أو المقصر أو المتجاوز أو المعتدي فأن واجبهم ألخلقي وألوطني و ألقانوني هو توجيهه أو لومه أو تأنيبه . و أذا كان الأمر خطيرا و ذا نتائج ضارة على ألأمن و على ألمجتمع فواجبهم و أكرر واجبهم أن يتخذوا ألأجراء ألرادع أللازم بحقه كأن يكون فصله من نقابة ألأعلاميين و منعه من مزاولة ألمهنة لفترة قد تكون طويلة.

و في ألختام اريد أن أصارح أخواننا ألأعلاميين ببعض ألأمور حتى و أن كانت من الأمور ألبديهية عندهم أو عند بعضهم:ـ أنه لمن ألمسلم به أن منتسبي ألأعلام يمثلون شريحة مهمة في ألمجتمع .ـ وعليه يجب ألأهتمام بهذه ألشريحة و توفير ألمناخ المناسب لها لأداء عملها بكفاءة و ضمان حقوقها من مورد معاشي كريم و تقاعد و سكن و حماية و أمن مستديم و تنظيم نقابي و مكانة اجتماعية محترمة و وضع التشريعات أللازمة لذلك. .. .ألخـ و تبعا للطريقة ألتي ينفذ بها منتسبوا ألأعلام واجباتهم قد تكون النتائج غاية في ألأهمية ألأيجابية أو السلبية أو ما بين بين و بدرجات مختلفة.ـ و في ألوقت ألذي يجب أن تكون لشريحة ألأعلاميين منزلة محترمة في المجتمع , على ألأعلاميين انفسهم أن يحترموا المجتمع وألمواطنين و ألسطات ألحكومية وألقوانين و ألأنظمة و بصورة خاصة تلك المتعلقة بحفظ و صيانة ألأمن و ألنظام وعلى وجه ألخصوص في ألمراحل الحرجة كألتي يمر بها ألعراق في الوقت الحاضر . و عليهم ان يكونوا صبورين في تحمل بعض أو حتى كثيرا من ألصعوبات ألتي تمليها ظروف ألمرحلة ألأمنية ألحالية و أجرآتها الضرورية و ألأحتياطية .ـ أعتقد أن العراقيين جميعا أو على ألأقل معظمهم ( وكذلك ألعالم) يدركون و يقدرون المصاعب ألتي عانى و يعاني منها منتسبو ألأعلام في العراق و ألأخطار التي تعرضوا و يتعرضون لها وقوافل الشهداء من أخوانهم و أخواتهم و اقربائهم ألذين تصاعدت ارواحهم الى ألسماء كريمة معززة و الضحايا من ألجرحى و ألمعوقين الذين تركوا يعانون و يتألمون ! كل هذه , على هولها و جسامتها , و كل ألأمور التي ذكرناها في هذه ألملاحظات لا تبرر أبدا أن يبني ألأعلامي لنفسه خصوصية ترتفع فوق ألمواطن ألأعتيادي فيريد بل و يحاول فرض ألحصانة لنفسه ليصبح مصونا غير مسؤل يصول و يجول من غير رقابة أو رادع ، يتخطى ألأنظمة و يخترق ألحرس و الشرطة و رجال ألأمن عنوة و اذا حاول ألمسؤل منعه أو أيقافه يتدافع و يصيح و يزمجر و يتصل بألقنوات ألفضائية و بصورة خاصة تلك ألقنوات المسمومة التي تتصيد في الماء العكر و تحاول جاهدة تشويه صورة ألوضع ألسياسي و ألأمني و الحكومي في ألعراق!و ليتذكر أخواننا ألأعلامين أن "ألسبق الصحفي" او الأعلامي ليس من الأهمية ألتي ترقى ألى مستوى أهمية ألحفاظ على ألأمن و رفيقه ألنظام لا خمسين في المائة و لا عشرين أو عشرة لا و لا حتى ما يقارب من ألصفر في المائة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
صباح المالكي
2010-04-12
الحديث عن بعض العاملين في الاعلام يشكل غصة . من الذين ينتظرون الاكرامية بعد تحقيق اي لقاء مع مسؤول او يداعون بها ويتنافسون للخروج بالواجب على من يعرفونه يدفع الاكرامية مع الاسف . غير هذا كثير .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك