امجد الحسيني - اعلامي عراقي
ان لغة الارقام هي اللغة الاكثر منطقية وموضوعية في تحديد الكثير من النتائج لكن يبدو ان لغة الارقام لم تكن منطقية ابدا في الانتخابات العراقية التي جرت في السابع من اذار ذلك لاننا نشهد اليوم ان القوائم المتصدرة تتحرك مخمورة او منفعلة مترنحة بعد ان حصلت على ارقام متقاربة وصار حديث التقدم والتاخر من الاحاديث التي تستخدم للاستهلاك الاعلامي واقرب الى المهاترات التي تختفي في جلسات الحوار التي ولحد الان لم تخرج عن روح الثنائية وان لغة الارقام لم تفشل فقط على مستوى الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات بل اثبتت فشلها داخل الكتل الانتخابية نفسها من حيث توزيع المقاعد فاغلب الحقائق العددية الرقمية باتت حائرة امام توزيع المقاعد ولو تتبعنا خارطة المقاعد بالمقارنة مع عدد الاصوات نجد ان الارقام لم تصدق هذه المرة في ان تكون صادقة او معبرة فمثلا القائمة العراقية التي صدرت رموزا منطلقة من ايدلوجياتها في الحفاض على الكارزمة وقدت الدكتور اياد علاوي ومع وفرة الاصوات التي حصل عليها علاوي نجد انه لم يحرز في القائمة سوى ست مقاعد مما جعله محرج في التحرك داخل قائمته وبالمقارنة مع الانتخابات السابقة فان علاوي الذي مثلت قائمته في الانتخابات السابقة مما مقداره حوالي 25 مقعد انتكس في هذه الانتخابات ليحصل على 6 مقاعد فقط اما دولة القانون فان ما حصل فيها يؤكد على تراجع حزب الدعوة فعلى الرغم من ان السيد المالكي الذي تزعم القائمة على نفس الفكرة التي يؤمن بها رموز العراقية ( الكارزما ) وعلى الرغم من حصوله على حوالي 700الف صوت الا ان حزب الدعوة لم يحصل الا على 22 مقعد داخل القائمة مما يعني تراجعا عما حصل عليه في الانتخابات السابقة من مقاعد والمستقلون تقدموا عليه فقد حصلوا على 16 مقعد اما الائتلاف الوطني العراقي فقد لعبة المقاعد لعبتها ايضا وتغلبت على لغة الارقام فقد حصد المجلس الاعلى وبدر حوالي 751 الف صوت داخل القائمة لكنه حصل على 21 مقعد فيما تقدم التيار الصدري في المقاعد رغم تخلفه في عدد الاصوات فقد حصل التيار الصدري على 621 الف صوت لكنه حصل على 40 مقعد مما يعني ان لغة الاصوات وقفة صامته حائرة امام لغة الكراسي وبشكل ليس منطقيا يعبر عنه الدكتور الجعفري الذي اعتبر نفسه خاسرا ايضا فبعد حصوله على 100الف صوت الا انه لم يحصل الا على مقعد واحد وظلت عينه تنظر الى المقعد التعويض علها تسعفه بمقعد اخر ولكن الملاحظة هنا لها معيارية اخرى على المستوى العام فمثلا اثبتت الانتخابات العراقية ان ثلاثة عشر نائب فقط استطاعوا الحصول على اصوات اهلتهم الحصول على استحقاق مقاعدهم فقط فيما حصل الاخرون على مقاعد مستفدين من رموز القائمة فقد اثبتت الانتخابات ان اسماء ثلاثة فقط في القائمة العراقية حصلت مقاعد باستحقاق انتخابي هم ( الدكتور اياد علاوي والدكتور طارق الهاشمي والسيد اثيل النجيفي وربما السيد رافع العيساوي ) فيما لم يحصل على مقعد باستحقاق انتخابي في قائمة دولة القانون سوى السيد المالكي الذي استطاع ان يحوز على مقعده باستحقاق انتخابي باصوات الناخبين فيما اثبت المجلس الاعلى انه حصل على اكثر مقاعده باستحقاقه في الانتخابات حيث حصل المجلس الاعلى 7 مقاعد في بغداد والمحافظات في الانتخابات وحصل الجعفري وبهاء الاعرجي على مقعد باستحقاق انتخابي فيما حصل الاكراد ايضا على مقعد واحد وهنا تبرز حقيقة ان المجلس الاعلى تقدم بسبع مقاعد اخذها باستحقاقه الانتخابي فيما حصلت باقي القوائم على ماحصل عليه المجلس الاعلى لتكون لغة الارقام كالتالي : 1- المجلس الاعلى (7 ) مقاعد باستحقاق انتخابي هم ( الدكتور عادل عبد المهدي ، السيد باقر جبر الزبيدي ، عزيز كاظم علون محافظ الناصرية السابق ، الشيخ حامد الخضري محافظ القادسية السابق ، السيد عبد الحسين عبطان محافظ النجف السابق ، السيد قاسم الاعرجي في محافظة واسط ، حسن الساري وزير الدولة لشؤون المحافظات) .2- تيار الاصلاح : الدكتور ابراهيم الجعفري رئيس الوزراء الاسبق .3- التيار الصدري : بهاء الاعرجي نائب في البرلمان العراقي .4- دولة القانون : السيد نوري المالكي رئيس الوزراء .5- القائمة العراقية : د. اياد علاوي ، الدكتور طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية ، اثيل النجيفي.6- السيد مسعود برزاني رئيس اقليم كردستان السابق .من هذه الارقام نجد ان لغة الارقام واصوات الناخبين لم تفرز معادلة صادقة لمقاعد البرلمان الحالي داخل الكتل السياسي الفائزة باحزابها وانما الاحزاب التي حصلت على اعلى الاصوات حصلت على اقل المقاعد فيما حصلت الاحزاب التي حصلت على اصوات قليلة على مقاعد كثيرة مما يشكل خلالا في معادلة الرقم والمقعد فكانت العلاقة عكسية وكان من المفترض ان العلاقة كان يجب ان تكون طردية اصوات كثيرة ومقاعد قليلة ومقاعد كثيرة باصوات قليلة مما يجعلنا نعتقد بان خلالا ما يجب علاجه في قانون الانتخابات الحالي لمعالجة هذه المفارقة العجيبة لان اصوات الناخبين كان من المفترض ان تعبر عن مقاعد حقيقية في مجلس النواب وليس العكس .
https://telegram.me/buratha