اكرم المبرقع
يبدو ان ثمة قيادات تحاول الانسياق وراء الشارع وبوصلتها ولم تحدد مسارات الشارع وتوجهه ضمن ما تريد بل تنساق وراء الشارع مثلما ما يريد، وثمة نمط اخر يقود الشارع ولا ينقاد ويوجه مسارات الشارع ويصححها ولا يتعامل بنظرية الربح والخسارة مع الجماهير بل يكون صارماً وحاسماً في تكريس الوعي الاصيل دون التفكير بخسارة هذا او ذاك ولا تأخذه في الله لومه لائم.
ولكننا نعتقد ان الشارع الجماهيري بمجموعه لا يجتمع عادة على خطأ حتى وان اخطأ الحقيقة والصواب احياناً فان امكانية التصحيح والاصلاح تبقى قائمة بوجود المصلحين الذين يبذلون قصارى جهودهم. وعلى سبيل الفرض عندما تخفق الجماهير في تشخيص الاصلح وتحديد الافضل بسبب مؤثرات العقل الجمعي واساليب الدعاية المضادة فان استبعاد الجماهير ورفض قرارها يعني خطأ اكبر واكثر فداحة. واذا كانت الديمقراطية لا تحرز الواقع دائماً ولا تجلب الاصلح بالضرورة فان استبعادها كارثة ولا يمكن تبريرها او تعويضها. واذا كانت الديمقراطية تمنحنا رؤية متبصرة على قبول رأي الجماهير باعتبارها الالية الممكنة في ادارة الدولة وحفظ النظام العام كضرورة شرعية وعقلية فان محاولة تصحيح مرتكزات الوعي الجماهيري هي مسؤولية القيادات والقوى السياسية والثقافية. قد يتصور البعض بان مجاراة ومداراة الشارع جزء من السياسية الصحيحة والسعي وراء مساراته يكسبنا القبول والشهرة ولكن هذا خلاف توجهات المصلحين الذين استخلفهم الله الارض فان مسؤولية القيادات توجيه مسارات الجماهير وتصحيح مرتكزات وعيها خاصة اذا علمنا ان اغلب الوعي العام قد تشكل بسبب مؤثرات الاعلام العام والتعبئة السابقة بتكريس الاحقاد والكراهية على ابناء شعبنا او جيراننا كماهي طبيعة الاعلام السابق ضد الاخوة الكرد او جيراننا من الاشقاء كالكويت والاصداقاء كايران وغيرهما. ليس المهم ارضاء الشارع ومجاراة انفعالاته ولكن الاهم من ذلك كله هو توجيه مساراته وتهدئة انفعالاته وعقلنة جموحاته وتهذيب شوائب ورواسب المرحلة السابقة وهذا مسؤوليتنا جميعاً لكي نحقق الضمانة الاكيدة لديمومة العملية الديمقراطية في العراق الجديد.
https://telegram.me/buratha