اكرم الثوري
ان مفهوم الشراكة الوطنية لم يكن مفهوماً حديثاً ابتدعته ظروف العراق الجديد وطبيعة التنوع وتعدد المكونات العراقية ومحاولة احتوائها واستيعابها.ان مفهوم الشراكة اول من طرحه شهيد المحراب اية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم (قدس) وفي بدايات تأسيس المجلس الاعلى في بدايات العقد الثمانيني من القرن الماضي وكرر طرحه في المؤتمرات والملتقيات والندوات كقناعة اكيدة في احترام المكون الاخر في العراق وخطورة اقصائه والغائه في بلد عانت الاغلبية فيه من ظلم وقمع وتهميش بسبب سياسيات النظام السابق الخاطئة.وقد يقال ان طرح الشراكة الوطنية جاء لاقناع الواقع الاقليمي والمحيط العربي ذات الاغلبية السنية وتبديد مخاوفهم وكسب تعاطفهم وتأييدهم في مرحلة التغيير لنظام صدام، كمحاولة تكتيكية وامساك السلطة والانقلاب على مفهوم الشراكة وادارة الدولة بعقلية طائفية وحزبية.ولكن سقوط النظام كشف عن مصداقية تيار شهيد المحراب وجدية متبنياته في مفهوم الشراكة الوطنية وهو ما لمسه الجميع دون استثناء، فلم ينقلب تيار شهيد المحراب او يتنصل عن قناعاته السابقة بحجة الاستحقاق الانتخابي والاغلبية السياسية بل اصر وباستمرار على اهمية تفعيل الشراكة الوطنية وادارة البلاد بعقلية الجميع والفريق الوطني الواحد.وقد تحملنا الكثير من التشويه والاتهامات بسبب هذه المواقف قبل وبعد سقوط النظام ولكننا لم نتراجع عن هذه المفاهيم التي نراها ضرورية في كل زمان ومكان في بلد كالعراق.تيار شهيد المحراب لم يناور او يراوغ في قناعاته او يتحايل على شركائه وما اطلقه سماحة السيد عمار الحكيم من احترامه للقوائم الفائزة ذات الاغلبية من مكون معين يصب في سياق تأكيداته الدائمة على اهمية الشراكة الوطنية وتطبيقها قولاً وعملاً ونظرية وتطبيقاَ وشعاراَ وشعوراَ.
https://telegram.me/buratha