سعد البصري
ان التصريحات الاخيرة التي ادلى بها السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الاسلامي حول القائمة العراقية ورئيسها اياد علاوي لم تأتي من فراغ او لمصلحة سياسية كما يتصور البعض للأسف الشديد ، بل ان هذه التصريحات كانت مدروسة وبشكل جيد جداً لا يخفى معناها عند الكثير من العقلاء الذين ينظرون الى واقع الشارع العراقي نظرة واعية وثاقبة . ان مواقف آل الحكيم معروفة عند كل أبناء الشعب العراقي بالإضافة الى الدول التي يهمها الشأن العراقي ، فما يذكر التاريخ ان هذه الأسرة المجاهدة تعاونت او تهاونت مع كائن من يكون على حساب مصلحة الشعب العراقي ودماءه الطاهرة بل كانت السباقة دوماً الى وحدة الشعب ونبذ سياسة العنف ضد أبناء هذا الشعب بكل الوسائل المتاحة كالذي حصل في زمن السيد محسن الحكيم ( رضوان الله عليه ) عندما أفتى بحرمة مقاتلة الأكراد كونهم مسلمون ، وبقيت هذه الفتوى التي تنم عن الرؤية الاسلامية والوطنية للمصلحة العراقية جمعاء ولكل أطياف الشعب العراقي ، وما فعله السيد عمار الحكيم إنما هو امتداد لتلك السلسلة من المواقف المشرفة ، وهو عين العقل والصواب ، فقد أدرك سماحته ان العراق الان بأمس الحاجة الى حكومة يشترك فيها الجميع لان المرحلة القادمة تستدعي من الجميع التكاتف والتعاون من اجل بناء الإنسان العراقي قبل بنيان الطابوق والخرسان ، لذا فأن ما صرح به السيد الحكيم حول القائمة العراقية وإنها عنصر مهم في تشكيل الحكومة القادمة ولا يمكن تجاوزها ، وهذا هو واقع الامر الذي يجب على الكل ان يعترفوا به . فلا يمكن والعراق الان يمر بالكثير من الأزمات وخاصة في هذه الايام من تفجيرات إرهابية تذهب بالأبرياء تباعاً مع فراغ كبير في الجانب الامني ــ لا يمكن ــ لأي جهة تُريد للمصلحة الوطنية العراقية النجاح ما لم تكون مؤمنة بمشاركة الجميع لان الجميع لهم الحق في المشاركة بالحكومة القادمة حتى ينعم العراق بالأمن والاستقرار ويمكن له خلال المرحلة القادمة ان يستعيد عافيته ودوره في المنطقة ، وهذا بالضبط ما أراده السيد عمار الحكيم بهذا التصريح ، فلابد للجميع من الجلوس على طاولة واحدة ونبذ الخلافات التي يمكن اعتبارها تسديد ولو شيء بسيط للدين الذي في أعناقهم ( أي السياسيين ) للضحايا الابرياء التي تسقط يوميا في العراق الجريح بسبب تكالبهم علىفي الحصول على المكاسب والكراسي .
https://telegram.me/buratha