احمد عبد الرحمن
التراجع الامني الواضح مؤخرا، والذي عبر عنه ارتفاع معدل العمليات الارهابية في العاصمة بغداد ومحافظات اخرى، واعاد في جانب منه الى اذهان الكثير من ابناء الشعب العراقي صور الوضع الامني السيء خلال عامي 2005 و2006 في محافظات ومناطق عديدة من العراق، ولعل من بينها الجزء الاكبر من العاصمة، هذا التراجع الامني لم يأت من فراغ، ولم يحصل بطريقة عفوية وتلقائية، وانما لابد ان يكون مرتبطا في جانب منه بطبيعة اداء الاجهزة الامنية والعسكرية للدولة، وفي جانب اخر منه مرتبط بأجندات ومشاريع تخريبية وتدميرية قد يكون مصدرها جهات واطراف داخلية، وقد يكون مصدرها جهات واطراف خارجية، وربما الاثنين معا.ومن الطبيعي ان التراجع والتدهور الامني يستتبع تراجعا وتدهورا في الوضع السياسي، وانحسار اجواء ومناخات الاستقرار والهدوء التي تحقق الشيء الكثير منها خلال العامين الماضيين بفضل الجهود المخلصة لمؤسسات الدولة الامنية والعسكرية والسياسية، ومختلف القوى والتيارات الوطنية، وابناء الشعب العراقي الخيرين والمخلصين الذين يريديون لبلدهم الامن والامان والخير والصلاح، لاسيما واننا امام استحقاقات سياسية مهمة للغاية تتمثل اساسا بضرورة شروع البرلمان الجديد بعمله في اسرع وقت ممكن، وتشكيل الحكومة الجديدة على اسس ومعايير وطنية شاملة.والتراجع الامني والسياسي، يعني -لاسمح الله-فشلا للمشروع الوطني وللعملية السياسية برمتها، وتفريطا وتبديدا بكل ما تحقق من منجزات مهمة وتضحيات كبيرة.ومن هنا ينبغي علينا نحن العراقيين بصرف النظر عن عناويننا السياسية وانتماءاتنا القومية والمذهبية والطائفية والدينية، وتوجهاتنا الفكرية ان نتنبه الى طبيعة وحقيقة الاجندات التخريبية والتدميرية التي يراد تمريرها، وان نكثف جهودنا، ونوحد مواقفنا، وننظم صفوفنا، ونعبأ طاقاتنا وامكانياتنا للمحافظة على ما حققناه من منجزات ومكاسب بفضل تضحيات جمة وهائلة، ولمواصلة التقدم نحو الامام، لان ذلك خيارنا الوحيد، اذا اردنا فعلا ان نبني عراقا جديدا مختلفا كل الاختلاف عن عراق الماضي.
https://telegram.me/buratha