باسم العلي
كل من عاصر حزب البعث يعرف مصائبه وبلاويه, لايوجد هنالك في العالم نظير له في جميع اشكال المصائب التي جلبها للشعب العراقي على مدى اربعة عقود. فهنالك احزاب سيطرت على الحكم في بعض بلدان العالم وادخلت بلادها في مصيبة او اخرى ولكن حزب البعث لم يكتفي بمصيبة او اثنين او ثلاثة ولكن جلب للعراق مصائب عدة واحدة ابلى من الاخرى.
فمن قبل سيطرته على الحكم في العراق استعمل العنف ضد عامة الناس في ايام اضراباته ضد عبد الكريم قاسم وبعد استلامه السلطة اباح القتل في الشوارع واباح اعراض الناس وممتالكاتهم لتكونا نهبا للبعثيين. استراح الشعب العراقي منهم فترة قصير حين انقض عليهم عبدالسلام محمد عارف ولكن مالبثو ان رجعو الى حكم العراق في انقلاب تموز المشؤم وبالتالي مجئ صدام حسين لحكم العراق.
لم تمر فترة في تاريخ العراق كان فيه الحكم طائفيا ومناطقيا وعشائريا وعائليا كما كان في حكمه. فجرائم صدام وزبانيته البعثيون يندى لها الجبين فلم يسلم منهم رجل دين او رجل عادي, مسلم او غير مسلم, عربي او غير عربي, سني او شيعي, امراءة او رجل, طفل او عجوز.
المقابر الجماعية, والانفال والقتل على الشبهه كانت سمة من سمات ذلك الحكم. لم تقتصر تلك الممارسات ضد الاشخاص المعنين خاصة بل امتدت الى اقرباءهم ايضا. هذا ماجرى للعراق!
اما ماحصل للعروبة التي يتمشدق البعث بانه راعيها فلقد تحطم ماتبقى من روح للتضامن العربي باحتلاله للكويت واذا لم يكن ذلك كافيا فلقد ادخل كل من العالم العربي والعراق في حروب طاحنة استنزفت ما حصل عليه العرب من اموال نتيجة النهضة في تجارة النفط ومنذ السبعينات.
فلو تسالنا ماهي انجازات حزب البعث على المستويات الثلاثة: العراق كبلد, والعراق كامة متكونة من قوميات واديان مختلفة, والامة العربية ... نجد الجواب عليها: دمار وخراب. ان ماساة الشعب العراقي في حكم البعث وبعد سقوط دولتهم ولحد الان ليست غائبة عن اي من القراء الكرام.
هل انتهي داء البعث بعد ان انهار حكمهم وافول نجمهم! الجواب لا !!!! بعد السقوط كان في تصورهم (انتقاما لما ماعملوه في السابق) ان اقل مايكون رد الشعب العراقي هو اعدام كل زبانية صدام ممن اذاقو العراقيين الدمار والفناء والظلم بالاضافة الى مصادرة كل اموالهم, فكانو كالجذران يختبئون من جحر الى اخر وكما فعل سيدهم ومولاهم صدام حسين. ولكن بعد ان شاهدو ان في العراق الجديد حرية (لايعرف البعثيون عنها شئ الا العبث), وحقوق انسان (لايفهمون منها شئ الا الاستهتار بارواح الخلق), وصحافة تسب وتلعن الشعب والنظام الجديد من دون ان يمسهم احد بسوء ,ووجدوا بان بامكانهم دخول العملية الساسية من خلال المحسبوين على تلك العملية, وامة عربية نست الماسي التي جلبها صدام وحزب البعث عليها, ودول جوار تريد الانتقام من العراقيين لجرائم صدام ضدهم, كل تلك العوامل شجعتهم واعطتهم زخما قويا وطمعا لمحاولة الرجوع الى الحكم مرة اخرى وبطريقتيين متزامنتين الاولى الارهاب والثانية عملائهم من المحسوبين على العملية السياسية.
في بادء الامر استعملو خراف العرب لكي يفخخوهم ويرسلوهم لقتل الشعب العراقي وفي تلك الاثناء اكتفو بالتخبي وراء القاعدة بحجة انهم مسلمون غيورون على الدين ويحاربون المحتل ولم يكتفوا بذلك ولكنهم اشعلوها حربا طائفية كادت تحرق الاخضر واليابس. عندما فشلت محاولة تقسيم الشعب العراقي الى سني وشيعي وعنما نجحت الحكومة في تشكيل قوى امنية تمكنت من ان تستلم مقاليد الامن من الامريكان وعنما ادرك جميع العراقيون بان العراق الجديد عراق الكل وليس هنالك فرق بين عراقي واخر والسلطة تنتقل سلميا احسو بافلاسهم وفشل محاولاتهم السابقة.
خرجو باستراتيجية بعثية قديمة جديدة الا وهي الارهاب المباشر اي يعني القتل الجماعي والاعلان عن ان المنفذين هم حزب البعث وانهم انما يعملون ذلك فانه من اجل الشعب واخراج المحتل. ان العرف البعثي وعلى مدار وجودهم يصر على ان الارهاب هي الوسيلة الوحيدة القوية التي تمكنهم من السيطرة على العراق متذكرين نجاحاتهم في هذه الاستراتيجية في زمن عبد الكريم قاسم وبعد انقلاب شباط المشؤم وتبعاته ثم انقلاب تموز وويلاته. فلقد جعلوا العراق والعراقيين رهينة لاهدافهم , اجبر العراقيين جميعا على الانضمام للحزب فلايهم اذا كنت عربيا او غير عربيا مسلما او غير مسلما سنيا او شعيا يجب ان تنضم في صفوف الحزب ومن لم يدخل فهو معاد لخط الثورة اما يحرم من اية امتيازات او حقوق او يراقب ويهدد بين الفينة والاخرى, فمن دخل في حزبهم ولم يتلوث بوساختهم فلم يتعدى ان يكون نصيرا اما من استفاد وتقدم في صفوف البعث فهم الذين مارسوا القتل والتعذيب واذية الناس بصورة او اخرى.
خلاصة اعمالهم!!! في الماضي كانوا يديرون الارهاب بخرفان القاعدة وحرصوا على ان تكون جرائمهم منسوبة للقاعدة فقط ولم ينسبها احدا اليهم وفادهم ذلك ان الحكومات المتعاقبة والامريكان بعلم او غير علم لم يشيروا باصابع الاتهام الى الايادي البعثية. انتقلوا الان من هذه المرحلة الى مرحلة الاعلان وبشكل صريح وواضح بانهم سوف يحرقون بغداد مالم يرجعوا الى الحكم. وها نحن نرى التفجيرات الارهابية المتتالية وعظم ضحايا تلك التفجيرات وهانحن نسمع بان الناطق الرسمي باسم البعث صالح المطلك يقول وعلى القنوات الفضائية بان حزب البعث هو افضل الاحزاب الموجودة على الساحة وها هو يقول اذا لم يسمح له بدخول الانتخابات فان بغداد سوف تحترق.أن التصريحات المستمرة من قبل قادة حزب البعث ومهرجاناتهم ونشاطاتهم التي اصبحت علنية وفي دول الجوار" الحريصة على امن وسيادة العراق" ما كانت ان تكون لولا تفتت القوى الوطنية قبل وبعد النتائج المزورة في الانتخابات الاخيرة. لقد قالها قبلهم سيدهم ومولاهم صدام: لن اسلم بغداد الى مدينة مهدمة وبدون ناس.
عجبي من هولاء الناس كل الوسائل محللة لهم من اجل التسلط على مصير العراق والعراقيين: بتزوير الانتخابات, بقتل الناس بدون تميز بمفخخات وطرق تنم عن حقد دفين وضمير ميت وارهاب متمرس ووسائل شيطانية.
يقف عقلي حائرا من تفكيرهم !!!! هل يتصورون ان عراقي اليوم هم نفسهم عراقي الامس! الا يعرفون ان عراقي اليوم ذاقو طعم الحرية والانعتاق وخرجوا من طوق الظلم والاستبداد ولايمكن لهم ان يبدلو النور بالظلام!
اقارن محاولة البعث للرجوع الى حكم العراق بمحاولة صدام احتلال الكويت! لاادري كيف فكر صدام وكيف يفكر البعثيون اليوم! عندما دخل صدام الى الكويت هل يتوقع ان يستقبله الكويتيون بالورود والاهازيج لانه سوف يقدم لهم حكما افضل : "اقل ظلما", و"اكثر ترفيها" و"اوفر حرية واستقلالية" من حكم اميرهم!!! انهم شهود عيان على الحرمان والعوز والموت والظلم المحيق بالشعب العراقي تحت حكم صدام... فكيف له ان يتوقع منهم قبوله ورفض اميرهم!!!! وبالمقابل كيف يتوقع البعثيون اليوم ان الشعب العراقي سوف يرفض الحرية والانعتاق( ورغم كل تلكؤات الحكومة التي يختارها الشعب) ويفضل رجوع البعث الى حكم العراق.
الخزي والعار لكل بعثي لايعترف بجرائم حزبه في الماضي والحاضر ولا ,على اقل تقدير, يقطع صلته بهذ الحزب المجرم.
يااعداء البعث ويا مناصري الحق ويا كل شريف مؤمن بالله واليوم الاخر واكراما لشهداء الانفال والمقابر الجماعية وجميع شهداء العراق من كل القوميات والاديان والمذاهب ورجال الدين امثال الصدرين والحكيم والبدري ان ربكم واحد وعدوكم واحد, فبالتعاون واذا امكن بالوحدة فقط يمكن ان تننصروا وينتصر العراق على اعداءه من البعثين وكل مريدي عودة القهر والظلم للعراق ومن اجل تشكيل حكومة قوية وقادرة على ادارة الدولة بحرية وليس محكومة بارادات ورغبات اشخاص وكتل وكما حدث للحكومة السابقة وفي خلافها سوف يلعنكم الشعب والتاريخ لانكم اضعتم فرصة ذهبية لن يسمح البعث برجوعها مرة اخرى.
https://telegram.me/buratha