المقالات

السيد الصدر مفكر نعم ...سياسي فيه تامل

1144 13:23:00 2010-04-08

قلم : سامي جواد كاظم

كلما اتذكر تلك الحقبة السوداء التي دفع ثمنها علماؤنا وشعبنا الثمن باهضا نتيجة الاجرام البعثي وعلى قمة الشهداء السيد محمد باقر الصدر قدس سره اقف بتامل مما جرى علينا من قساوة هذه الاعمال واحاول ان اجد مخرج لها كي ابررها .في عام 1969 لم اكن اعرف حزب الدعوة وقفت اسب الحكومة التي نصبت مدير مدرسة علينا اسمه ابو سفيان وحينها قلت لزملائي ان سكتنا سياتينا الاتعس وعندها لما علم والدي حبسني في الغرفة مع ( الجلاق والراجدي ) وكرر السؤال علي اكثر من مرة امام من قلت هذا الكلام ؟ كانت بداية حزب الدعوة حسب ماذكر في كتاب سنوات الجمر وكتاب صلاح الخرسان وبقية الكتب التي تحدثت عن حزب الدعوة هو عام 1958 يقولون السيد الصدر اسسه في حين المقابلة التي اجريت مع السيد مرتضى العسكري قدس سره عام 2004 في ذكرى استشهاد الصدر لم يذكر كلمة حزب دعوة بل قال وضع مفاهيم اسلامية لبناء حكومة اسلامية وكانوا اربعة فقهاء رواد هذا الفكر بالاضافة الى الاثنين السيد مهدي الحكيم والشيخ محمد حسن ال ياسين في الكاظمية الذي انتقل الى رحمة الله قبل اربع او خمس سنوات .كانت الدعوة سرية وبعد عام 1961 حسب ما يقول صلاح الخرسان ان السيد محسن الحكيم طلب من السيد الصدر وولده السيد الشهيد مهدي الحكيم ترك العمل السياسي والالتفات الى الحوزة وفي حينها كان الشيخ علي الكوراني في الكويت ممثلا عن المرجعية والحزب وفي عام 1963 تازمت العلاقة بين الكوراني والصدر بسبب الحزب حتى اشتدت الكلام بينهما ونشرت بعض الصحف الكويتية هذا الجدل وعلى اثرها ترك الكوراني الحزب وبعد السقوط لما قابلته في قم سالته عن الاحزاب قال لي التفوا حول المرجعية فقط .هلك عبد السلام عارف وجاءت الفرصة على طبق من ذهب لحزب الدعوة والعجيب انه لا يزال يصر على سرية العمل لا يعلم ان اوراقه كانت مكشوفة امام المخابرات الاستعمارية الا ان التفاصيل عن قيادات الحزب كانت فيها ضبابية بالنسبة لهم سنتان وثلاثة اشهر مدة حكم عبد الرحمن عارف اشبه بشهر العسل لم يستطع الحزب الالتفاف على السلطة العارفية بل حتى اني لا اشك قد يتعاون معهم عبد الرحمن عارف .هنا موقف نذكره بالمناسبة كان يتجول عارف في كلية الادارة والاقتصاد فقام له الطالب حسين جلو خان مقترحا على عارف تدريس الاقتصاد الاسلامي افضل من الاشتراكي والراسمالي فقال له عارف ومن اين المصادر قال له كتاب اقتصادنا وفلسفتنا وبعد ثلاث ايام جاء امر وزاري بتدريس هذين الكتابين ، وهذه دلالة على عدم تشدد عارف مع الشيعة .هذا التراخي العارفي استغله الحزب الفاشي فاستطاع ان يتسلق على كرسي السلطة بتامر مع الغادر الذي غدر به عبد الرزاق النايف ولا زال حزب الدعوة يعمل بالسر ظانا ان اوراقه غير مكشوفة ،وبعد عام تهجم البعث على دار السيد محسن الحكيم ومن ثم ملاحقة ولده سيد مهدي الحكيم الذي يعتبر قائد حزب الدعوة ماذا فعل الحزب حيال ذلك ؟ لا شيء بل انه صدق بالبعث انهم سوف يمنحون الحرية للشعب العراقي في الانتماء للحزب او الرفض .كل هذه السنين والسيد الصدر يعتقد ان له جماهيرية واسعة اذا ما نهض بالامر فانه سيقلب سافلها على عاليها وهذا الاطمئنان جاء بعد مظاهرات حاشدة في النجف تطالب باطلاق سراح السيد الصدر عندما اعتقل لاول مرة وبالفعل تم اطلاق سراحه . هنا طرد البكر وجاء الطاغية عام 1979 وبعد افتضاح امرهم اعلنوا عن تنظيمهم علانية بل الصحيح البعث الفاشي هو من اعلن ذلك ،وحينها جاء بعض اعضاء حزب الدعوة طالبين مني الانضمام اليهم وحينها سالتهم هل تعلمون من هو عدوكم ؟ اجابوني بالثورة الحسينية قلت لهم انا اعلم ولو كانت ثورتكم في زمن عارف لاتت اوكلها ولقوي عودها الان، ولكن اليوم لا ينفع المجابهة مع هذا الطاغية ، اين كنتم عندما منع الملايين من ممارسة الشعائر الحسينية ؟ اين كنتم عندما قمعت انتفاضة صفر ؟ اين كنتم عندما عدم كوكبة الهدى ؟ سابقا قلت لكم لتفعّلوا المعارضة بالشعارات والمنشورات بل وحتى استخدام شريط التسجيل كما استخدمها الشعب الايراني ضد الشاه وكنتم تخشون ذلك تحت ذريعة سرية الدعوة ، وكانت نتيجتها اعدام مئات الالاف من الشباب العراقي بتهمة الانتماء لحزب الدعوة .في كتاب سنوات المحنة اعتقد يقول السيد الصدر قدس سره الشريف عندما وضع تحت الاقامة الجبرية قبل اعتقاله الاخير كان يتمنى ان يكون بيده مسدس ويقود مجموعة مسلحة للجهاد ، انا لااعلم لماذا لم تكن هذه الخطوة حاضرة لدى قيادات حزب الدعوة قبل استفحال داء السرطان الفاشي في العراق .الفكر والاجتهاد لم تنجب الساحة الاسلامية فطحل فيهما مثل السيد الصدر قدس سره ولكن في السياسة التي لا محظورات ولا محذورات فيها فانها لا تليق بالسيد الصدر صاحب المبادئ الحسينية العظيمة التي احد دروسها ان الحسين عليه السلام في يوم الطف يقول لا اريد ان ابتدأهم القتال .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي ابراهيم
2010-04-09
السلام عليكم جميعا -واخص بالذكر الاخ محمد الكرادي_احببت ان اضيف: اولا:المقال يخلومن اي اشارةلامن قريب ولامن بعيدالى نوع السياسة التي يقصدهاوهذا مادعاني للتعليق حتى يتدارك الكاتب ذلك وقدأشرت الى ان ذلك اخطر ما في المقال..وقد فعل-جزاه الله خيرا-واوضح مقصده في احد التعليقات. ثانيا:اذا كانت هذه السياسةلاتليق بالسيدالصدر-على حد تعبيرالكاتب-فهذالايعني بانه-قدس سره-عندما يريدأن يصحح مسارها فهو يمارسها..وبهذايبقى الاشكال قائما على المقال. ثالثا:رأيي في المقال لم يتغير-مع فائق التقدير للاخ كاتب المقال
سامي جواد كاظم
2010-04-09
الاسلام هو السياسة وسياسة اليوم ليست الاسلام وبريء منها الاسلام وعرفا يقال عنها سياسة والاصح هو النفاق ولا حل لها الا بظهور الامام الحجة عليه السلام والحديث تملا الارض ظلما فالسياسة اليوم هي التي تملاها ظلما
علي الهنداوي
2010-04-09
اتمنى ان يعرض علينا ممن هم على علاقة مع السيد الصدر وحزب الدعوة ورقة او تسجيل صوتي للسيد الصدر كتب او قال فيها كلمة حزب الدعوة
سامي جواد كاظم
2010-04-09
مراجعنا وعلماؤنا وفقهاؤنا خط احمر نحن نتحدث عن حالات حدثت بين صفوف المسلمين مع الحقبة التاريخية البعثية السوداء ، ولو تابعتم قناة المنار التي كشفت عن بعض الحقائق وما هية معاناة السيد الصدر في حينها لانجلت بعض الحجب عن المبهم
عباس خضير
2010-04-09
وامر اخر اود الاشارة اليه الكل لا حظ بعد السقوط كثيرا ما ترفع صور السيد الصدر مع هذه الكتلة او تلك الشخصية اضافة الى سرد القصص من كثيرين انهم كانوا على صلة بالسيد عجيب امرهم اين كانوا لما اعتقل واعدم السيد حتى بح صوت اخته الشهيدة بنت الهدى لترفع الهمم ولا من مجيب
عباس خضير
2010-04-09
امير المؤمنين عليه السلام يقول عن معاوية بانه ما ادهى منه ونفس الامر ينطبق على السيد الصدر فالذين قتلوه ما هم بادهى منه ولكن النتيجة كما كانت في بوم التحكيم كانت في حياة السيد الصدر فالسياسة اليوم لا يخوض بها السيد الصدر ولا يقدر عليها ، اما السياسة الاسلامية الحقة مفكرها السيد الصدر ويكفيه انه كتب اساس الدستور الايراني الاسلامي فطالما انه لا يعمل بها احد فالمتمسك بها يصبح هو الخاسر دنيويا امامهم . يتبع
سامي جواد كاظم
2010-04-09
السيد الصدر قدس سره خط احمر لا يتجرا اي انسان لا انا ولا اكبر شخص ان يقترب من ظل السيد الصدر ، المشكلة فينا هذا اولا وثانيا لو كانت الحكومات المتعاقبة على العراق في حياة السيد الصدر تستطيع مناقشة السيد مناقشة موضوعية اسلامية حول سياستهم لاقنعهم السيد الصدر باخطائهم وخروجهم عن الشريعة الاسلامية ، وثالثا هنالك كثير من العناصر سواء كانت مندسة او من حزب الدعوة وبحسن نية او سوء نية قد اساءت لمرجعية السيد الصدر وبالتالي تشوشت الصورة لدى الكثيرين عن م%
محمد الكرادي
2010-04-09
الى الاخ علي ابراهيم الدين الاسلامي هو الحياة بما فيها السياسة ولكن ليست هي السياسة التي يعمل بها اليوم فاليوم السياسة نفاق والدين براء من هكذا سياسة ، فالسياسة الاسلامية الحقة لم يعمل بها احد وكان السيد الشهيد الصدر مفكرا بمعنى الكلمة وبما فيها السياسة الاسلامية الشرعية اما سياسة اليوم فهي سياسة الغاب والنفاق وهذا لا يقدر عليها حتى المؤمن المتواضع لا يقبلها فكيف بمفكر مثل السيد الشهيد قدس سره هذا ناهيك عن كثير من الجهلة الذين التفوا حوله باسم الانتماء اليه وكانوا ليسوا بمستوى المسؤولية
محمد الوائلي
2010-04-08
خسرنا ونخسر وسنخسر مئات الاف من شبابنا هدرا باسم حزب الدعوه ..مرتضى العسكري كان يحرض الشباب في الكراده وبعد الصلاه بالخروج في مضاهرات ضد السلطه وكانت السلطات تمسك بهم وغدا يحرض مجموعه اخرى ويمسك بهم وهكذا خسرت الكراده عشرات الاف من خيره شبابها وعندما شعر مرتضى العسكري بالخطر هرب الى ايران تاركا الابرياء للمقصله وهذا حال بقيه المحرضين على الخروج على الطاغيه وهم بعملهم هذا اعانوا صدام بالكشف عن خيره الشباب واعدامهم .. يجب ان نصحوا ونعرف عدونا الحقيق والمتخفي باسماء عديده ورحم الله شبابنا
ابو حسنين النجفي
2010-04-08
يابه والله اللذين اعدموا وسجنوا وشردوا اغلبيتهم لم يكونوا من حزب الدعوه ولكن الدعوجيه حصلو على اصوات هؤلاء مثل ما حصل اليوم على السلطه اناس لا علاقة لهم بالدعوه علما ان الدعوه مخترقه منذ البدايه والصحيح ان المظلومين والمحرومين هم اهلها واحق بها من غيرهم لهذا الاسم فقطوهم ضحيت هذا الحزب
علي ابراهيم
2010-04-08
اولا:لي على حزب الدعوة نقاط استفهام عديدةواكبرها علاقته كحزب اسلامي بالمرجعيه وعدم وضوح المباديء ثانيا:المقال-عموما-مرتبك وفاقد للعرض التسلسلي الموضوعي بغض النظر عن المحتوى ثالثا:المقطع الاخير من المقال اخطر مافيه لانه على هذا الاساس فان من يتصدى للسياسة يجب ان لايراعي مباديء الاسلام ولامحظوراته ولامحذوراته على حد تعبير الكاتب وهذا ينبيء عن عدم ايمانه بشمول الشريعه لكل مناحي الحياة رابعا:ارى الاخ كاتب المقال لم ينتبه لما يترتب على مقاله من نتائج خطيرةيضيق المقام عن ذكرها وفي ما قلته كفاية
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك