قلم : سامي جواد كاظم
كلما اتذكر تلك الحقبة السوداء التي دفع ثمنها علماؤنا وشعبنا الثمن باهضا نتيجة الاجرام البعثي وعلى قمة الشهداء السيد محمد باقر الصدر قدس سره اقف بتامل مما جرى علينا من قساوة هذه الاعمال واحاول ان اجد مخرج لها كي ابررها .في عام 1969 لم اكن اعرف حزب الدعوة وقفت اسب الحكومة التي نصبت مدير مدرسة علينا اسمه ابو سفيان وحينها قلت لزملائي ان سكتنا سياتينا الاتعس وعندها لما علم والدي حبسني في الغرفة مع ( الجلاق والراجدي ) وكرر السؤال علي اكثر من مرة امام من قلت هذا الكلام ؟ كانت بداية حزب الدعوة حسب ماذكر في كتاب سنوات الجمر وكتاب صلاح الخرسان وبقية الكتب التي تحدثت عن حزب الدعوة هو عام 1958 يقولون السيد الصدر اسسه في حين المقابلة التي اجريت مع السيد مرتضى العسكري قدس سره عام 2004 في ذكرى استشهاد الصدر لم يذكر كلمة حزب دعوة بل قال وضع مفاهيم اسلامية لبناء حكومة اسلامية وكانوا اربعة فقهاء رواد هذا الفكر بالاضافة الى الاثنين السيد مهدي الحكيم والشيخ محمد حسن ال ياسين في الكاظمية الذي انتقل الى رحمة الله قبل اربع او خمس سنوات .كانت الدعوة سرية وبعد عام 1961 حسب ما يقول صلاح الخرسان ان السيد محسن الحكيم طلب من السيد الصدر وولده السيد الشهيد مهدي الحكيم ترك العمل السياسي والالتفات الى الحوزة وفي حينها كان الشيخ علي الكوراني في الكويت ممثلا عن المرجعية والحزب وفي عام 1963 تازمت العلاقة بين الكوراني والصدر بسبب الحزب حتى اشتدت الكلام بينهما ونشرت بعض الصحف الكويتية هذا الجدل وعلى اثرها ترك الكوراني الحزب وبعد السقوط لما قابلته في قم سالته عن الاحزاب قال لي التفوا حول المرجعية فقط .هلك عبد السلام عارف وجاءت الفرصة على طبق من ذهب لحزب الدعوة والعجيب انه لا يزال يصر على سرية العمل لا يعلم ان اوراقه كانت مكشوفة امام المخابرات الاستعمارية الا ان التفاصيل عن قيادات الحزب كانت فيها ضبابية بالنسبة لهم سنتان وثلاثة اشهر مدة حكم عبد الرحمن عارف اشبه بشهر العسل لم يستطع الحزب الالتفاف على السلطة العارفية بل حتى اني لا اشك قد يتعاون معهم عبد الرحمن عارف .هنا موقف نذكره بالمناسبة كان يتجول عارف في كلية الادارة والاقتصاد فقام له الطالب حسين جلو خان مقترحا على عارف تدريس الاقتصاد الاسلامي افضل من الاشتراكي والراسمالي فقال له عارف ومن اين المصادر قال له كتاب اقتصادنا وفلسفتنا وبعد ثلاث ايام جاء امر وزاري بتدريس هذين الكتابين ، وهذه دلالة على عدم تشدد عارف مع الشيعة .هذا التراخي العارفي استغله الحزب الفاشي فاستطاع ان يتسلق على كرسي السلطة بتامر مع الغادر الذي غدر به عبد الرزاق النايف ولا زال حزب الدعوة يعمل بالسر ظانا ان اوراقه غير مكشوفة ،وبعد عام تهجم البعث على دار السيد محسن الحكيم ومن ثم ملاحقة ولده سيد مهدي الحكيم الذي يعتبر قائد حزب الدعوة ماذا فعل الحزب حيال ذلك ؟ لا شيء بل انه صدق بالبعث انهم سوف يمنحون الحرية للشعب العراقي في الانتماء للحزب او الرفض .كل هذه السنين والسيد الصدر يعتقد ان له جماهيرية واسعة اذا ما نهض بالامر فانه سيقلب سافلها على عاليها وهذا الاطمئنان جاء بعد مظاهرات حاشدة في النجف تطالب باطلاق سراح السيد الصدر عندما اعتقل لاول مرة وبالفعل تم اطلاق سراحه . هنا طرد البكر وجاء الطاغية عام 1979 وبعد افتضاح امرهم اعلنوا عن تنظيمهم علانية بل الصحيح البعث الفاشي هو من اعلن ذلك ،وحينها جاء بعض اعضاء حزب الدعوة طالبين مني الانضمام اليهم وحينها سالتهم هل تعلمون من هو عدوكم ؟ اجابوني بالثورة الحسينية قلت لهم انا اعلم ولو كانت ثورتكم في زمن عارف لاتت اوكلها ولقوي عودها الان، ولكن اليوم لا ينفع المجابهة مع هذا الطاغية ، اين كنتم عندما منع الملايين من ممارسة الشعائر الحسينية ؟ اين كنتم عندما قمعت انتفاضة صفر ؟ اين كنتم عندما عدم كوكبة الهدى ؟ سابقا قلت لكم لتفعّلوا المعارضة بالشعارات والمنشورات بل وحتى استخدام شريط التسجيل كما استخدمها الشعب الايراني ضد الشاه وكنتم تخشون ذلك تحت ذريعة سرية الدعوة ، وكانت نتيجتها اعدام مئات الالاف من الشباب العراقي بتهمة الانتماء لحزب الدعوة .في كتاب سنوات المحنة اعتقد يقول السيد الصدر قدس سره الشريف عندما وضع تحت الاقامة الجبرية قبل اعتقاله الاخير كان يتمنى ان يكون بيده مسدس ويقود مجموعة مسلحة للجهاد ، انا لااعلم لماذا لم تكن هذه الخطوة حاضرة لدى قيادات حزب الدعوة قبل استفحال داء السرطان الفاشي في العراق .الفكر والاجتهاد لم تنجب الساحة الاسلامية فطحل فيهما مثل السيد الصدر قدس سره ولكن في السياسة التي لا محظورات ولا محذورات فيها فانها لا تليق بالسيد الصدر صاحب المبادئ الحسينية العظيمة التي احد دروسها ان الحسين عليه السلام في يوم الطف يقول لا اريد ان ابتدأهم القتال .
https://telegram.me/buratha