احمد عبد الرحمن
مهما تنوعت وتعددت اساليب الجماعات الارهابية المعادية للشعب العراقي، والمعادية لكل ما يمت الى القيم والمباديء الانسانية بصلة، فأنها تبقى تدور وتتمحور حول هدف واحد، هو ايقاف عجلة الحياة، عبر سفك الدماء الطاهرة، وازهاق الارواح البريئة، واهلاك الحرث والنسل، بصرف النظر عن الهوية والانتماء والدين والقومية والمذهب والعرق.ماجرى صباح يوم امس الثلاثاء في العاصمة بغداد، يشكل حلقة من حلقات مسلسل الاجرام الدموي التكفيري والصدامي ضد العراق والعراقيين.ولعل العمليات الارهابية التي شهدتها اكثر من منطقة من مناطق العاصمة، بدت مختلفة من حيث اسلوب التنفيذ عن سابقاتها، اذ انها استهدفت مجمعات سكنية يقطنها اطفال صغار، وشيوخ كبار، ونساء، ومن الطبيعي جدا ان يكون عدد الضحايا كبيرا وحجم الدمار هائلا، وهذا ما كشفت عنه الارقام والمعطيات الاولية، والمشاهد التي بثتها وسائل الاعلام المرئية.بيد ان تفجيرات المجمعات السكنية في حي العامل والسيدية والشعلة ومناطق اخرى، كان صورة لاتختلف من حيث جوهرها ومضمونها عن صورة تفجيرات يوم الاحد الماضي، أي ما جرى قبل ثلاثة ايام فقط، ولاتختلف عن صورة الاربعاء الدامي قبل ثمانية شهور، ولاتختلف عن الاحد الدامي قبل ستة شهور، ولاتختلف عن تفجيرات الثلاثاء الدامي قبل اربعة شهور ونصف.وقد لانأت بجديد عندما نتحدث عن طبيعة وحقيقة اجندات الجماعات الارهابية ومن يقف ورائها، ولانأت بجديد ايضا عندما نعيد التذكير بما ينبغي فعله والقيام به من قبل الجهات الرسمية السياسية والامنية والاستخباراتية لوضع حد لنزيف الدم العراقي، ولانأت بجديد عندما نشدد مرة اخرى على ان تكاتف وتازر العراقيين بمختلف الوانهم واطيافهم هو العامل الاساسي لدحر الارهابيين، والوصول الى شاطيء الامن والامان.انهم يريدون اعادتنا الى عهد الديكتاتورية والتسلط والظلم والطغيان، ونحن نريد العيش في في ظل اجواء الوئام والحرية والديمقراطية. وشتان بين الارادتين، فأرادة الشر لا-ولن-تلتقي مع ارادة الشر.
https://telegram.me/buratha