المقالات

رسـائل البعـث المـلغمـة في ذكـرى تأسيسـه للشـعب العـراقـي

1647 16:00:00 2010-04-07

ما تزال الذاكرة تعج بكم المأسي التي عاناه الشعب العراقي وما زال يئن من تبعاتها ابان حكم البعث العفلقي الذي جثم على قلوب العراقيين ومقدرات البلد على ما يربو أربعة عقود من أسوء ما مرعلى الشعب الذي كان يعيش سجنا كبيرا بعيد عن أنظار المنظمات العالمية والعربية لحقوق الانسان وبعيدا عن قرارات مجلس الامن وتدخلاته الا اذا كان هناك دفع تعويضات أو إستحصالحا , فلم يسمع أحد عن الحبس الجماعي أو الانفرادي للمجاميع أو الأشخاص ولم يسمع أحد بالتصفيات الجسدية بسبب وبغيره, ولم يطلعوا على المقابر الجماعية والمنشآت التي كانت تدفن مع من فيها وهم أحياء في صحاري البلد , وكما لم يصلهم خبر الأنفال  وحلبجة وتجفيف الاهوار وأنشاء البحيرات الصناعية بغية قطع المياه عن مناطق الوسط والجنوب التي كادت تهلك من العطش وكثرة الامراض !! , أخبار حرق بساتين النخيل وتجريفها وهدم الدور على رؤوس ساكنيها غضوا الطرف عنها جميعا , وكأن العراق كان يعيش على كوكب أخر يصعب اكتشافه وسبر أغواره . كل هذه الجرائم وأضعافها تكاد تكون العلامة المميزة والماركة المسجلة بأسم البعث البائد .

أرادت فلول البعث في ذكرى تأسيسه المشؤوم أن ترسل برسائل تذكير للشعب العراقي بعد أن يأست في سبع سنوات من العودة للتسلط , رسائل مفادها انهم باقون على نفس الاهداف وبنفس الطرق والأساليب في الترويع ونشر الخراب والدمار , وما سلسلة التفجيرات النوعية التي قامت بها خلال الايام الماضية وابتدئا من جريمة قرية البوصيفي في هور رجب وقتل عوائل تابعة للصحوات التي أريد منها معاقبة هؤلاء لانخراطهم بالأجهزة الأمنية وحفظ أمن مناطقهم وقراهم وأشتراك عناصر منهم في العملية السياسية وترشيحهم  بالانتخابات . هذه الجريمة التي حاول وفيق السامرائي حرفها عن مفهومها خلال لقاء صحفي معه في أحدى قنوات العهر العربي  محاولا أثارة النعرات الطائفية , ويدافع عن حزام بغداد الطائفي وخطط عمل بها وساعد في تثبيتها مع قياداته البعثية  انذاك, محاولا رمي تهمة استهداف جريمة البوصيفي في هور رجب على قيادات حاكمة وبمنطق مضحك لانه ما زال يستخدم نفس اللغة التي سئمها العراقيون وكرهوا مطلقيها .

السامرائي يعلم جيدا وقبل غيره ان هؤلاء من أسكنوا في ثمانينيات القرن الماضي في محيط بغداد في قرى أطلق عليها حزام بغداد , ضمن خطة النظام المباد إحداث تغيير ديمغرافي في العديد من المناطق العراقية فأستحدث قرى مثل المشاهدة والطارمية والتاجي شمالاً، وأبو غريب والفلوجة والرضوانية غرباً، وخان بني سعد والنهروان شرقاً، بالإضافة الى منطقة الجنوب التي اطلق عليها مثلث الموت وتضم مدناً مثل اللطيفية واليوسفية والمحمودية والمدائن.

وكما حدث في كركوك بأستقدام العرب اليها واقتطاع العديد من القرى والمناطق من محافظات وإلحاقها بمحافظات أخرى بهدف أحداث توازن طائفي وعرقي وحسب منظور قيادات البعث المنحل والتي ظهرت نتائجها السلبية لاحقا في كم المشاكل التي عانت منها تلك المناطق والى يومنا هذا .

بالنسبة لحزام بغداد الطائفي ذو الطبيعة الجغرافية المتميزة بان القرى والمدن الصغيرة فيها مرتبطة مع بعضها بشبكة معقدة من الطرق والممرات والمزارع التي يصعب السيطرة عليها , وتوفر لمجاميعهم الارهابية المسلحة مساحة للتمويه والحركة والتنقل والكر والفر التي تستخدم في حرب العصابات والتي راح ضحيتها الألف من اتباع أهل البيت في تلك المناطق والتي سكت عنها السامرائي او ربما لم يسمع عنها الى الان ! .

حزام بغداد الطائفي الذي أريد منه أن يكون الطوق "السني" الحامي لعاصمة القائد الضرورة , وكان له الأثر السلبي في بعد سقوط النظام فتكونت مثلث ومربع ودوائر الموت التي كانت تقتل وتذبح على الهوية بعد أن استقطنتها عصابات البعث التي عجزت عن الدفاع عن العاصمة . وبدأت بأستكمال مسلسل جرائهما بعد أن وجدت الحليف السلفي الذي يمتهن قطع الرؤوس والتمثيل بالضحايا , فبعد أن كان الأجرام يتم تحت جنح الظلام اصبح بعد سقوط النظام في العلن وتحت الشمس ويسجل ويبث في مواقعهم الاجرامية  ليظهروا حقيقة ما كانوا عليه سابقا , وندعو وفيق السامرائي لمراجعة ارشيف المواقع ليطلع على حقيقة ما كان يجري.

وعودة على سلسلة التفجيرات يوم الأحد الماضي التي طالت فيها السفارات الايرانية والمصرية والالمانية التي إختيرت بعناية لتوصل رسائل الى دول الجوار الاقليمي والعربي والاوربي  بأعادة النظر في علاقاتها الدبلوماسية مع بغداد وبأن الاوضاع الأمنية لا تسمح بأستمرار أعمالها في فترة ما بعد الأنتخابات التشريعية , في رسالة مفادها " لا عراق الا العراق الذي يحكمه البعث ولا حكم الا للقائد ألاوحد خليفة صدام على الارض عزة ابو الثلج " , وتفجيرات الامس التي طالت مناطق سكنية سقط فيها الابرياء بين شهيد وجريح أريد منها إعادة لزرع بذور الفتنة الطائفية في البلد بأستهدافهم المناطق الشيعية الفقيرة ونسوا بأن الشعب تسامى على جروح الماضي وخبر أساليبهم الخبيثة وألاعيبهم التي أرادوا جر البلد فيها الى التطاحن المذهبي الذي هو السبيل الامثل لهم بحلم العودة ثانية .

عراقيـــة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
نفاذ صبر البعثيين
2010-04-08
خاب امل البعثيين بعد محاولاتهم عبر الانتخابات بانقلاب ابيض يمهد تدريجيا الرجوع الكلي للسلطةبتواطو عربي امريكي وبذكاء خارق لرموزنا المرابطين الذين التفتوا لكيدالاعداء ومحاولةسحب البساط فما اخطرهم وهم الان موجودين وسط تكتلات سياسيةتمثلهم تحتل مكانةبالعراق الجديد فهم بدلا من تبييض صفحاتهم السوداء للشعب العراقي ومحاولةكسبه بتغيير ايدليوجيتهم الدموية نراهم اكثر اصرارا على تدمير كل ماهو حي بالعراق لذا لابد من قطع الطريق عليهم بكل السبل بدأ بالتضييق على علاوي وكتلته المشؤومة وانتهاءً بضبط الوضع الامني
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك