بقلم:فائز التميمي.
أتحرج كثيراً من الكتابة في هذه الأيام خشية أن تنكيء الكلمة جرحاً في ظرف نحن أحوج فيه الى الصبر والتصبر والغض عن السفاسف بل والغض حتى عن المظلومية إذا كان المردود للكلام مفرقاً ونتائجه وخيمة وإذا لم يكن ذلك تقوى فعلى الأقل فمن باب الأنانية والحرص من أن يغرق بنا المركب جميعاً.والمشهد العراقي اليوم غريب ففيه من المنظور الشيء الكثير وربما وعلى الأكثر المستور أكثر وأقوى تأثيراً مما يشاهده الناس.وأول ما يُلاحظ هو ثنائية الإجتماعات وبصراحة ولأن الثقة متأرجحة بين الأطراف كافة بين الضعيفة والوسط والمنعدمة وهذا لا يعني عدم وجود مشتركات بين بعض تلك الجهات. وإبتداءً فإن تلك الإجتماعات لا محذور منها ولكن على أن تتحول الى إجتماعات لكل الأطراف وبصراحة أكثر فإن أي إجتماع بين طرفين قد يُفسر من الأطراف المتبقية على أنه مناورة أو تكتيك أو ضغط أو لعب بالأوراق فيلجأ كل من الأطراف الأخرى الى لعب مثله وهو خطير وخصوصاً أن التناوشات قبل الإنتخابات وبعدها التي حصلت بين الفرقاء خلقت شكاً لا يمكن لنا أن نكابر وننفي وجوده. فالدائرة المستديرة ليس كما ظنها البعض محاولة ليقفز الإئتلاف أو إحدى مكوناته على سطحها ويفوز بالمغانم وكأننا في معركة بين أعداء ولسنا نبغي خدمة الشعب ولو بأدنى مستويات الخدمة!!. لقد كان المجلس منذ الأيام الأولى للدخول الى العراق حمامة السياسة العراقية وحتى عندما حاول يوما ما أن يكون صقراً لم يحسن أداء ذلك لأنه لا يحسن التمثيل وربما هذه واحدة من العوامل التي أدت الى مصاعب وإنتكاسات لأنه لا يتفاعل مع الشعارات التي ليس لها رصيد في الواقع والتي قد يتفاعل الشارع معها بحسن نية ظناً منه ان لها واقع ويلوم المشفقين المحبين المجلس على مواقفه تلك ثم تمر الأيام وإذا بالشعارات تبخرت وإذا بالتهم ترتد على مطلقيها !!.بإختصار لقد خدع المجلس حتى أنصاره لأنهم ظنوه حمامة ولكنه حمامة بعيني صقر تنظر أبعد مما كنا نتوقع!! ومن مثل حاله فلا تخافوا عليه حتى لو فاز بمقعد واحد بشرط أن لا يغره بريق الكراسي!!.
https://telegram.me/buratha