زهراء الحسيني
قد تكون الزيارات المكثفة للمسؤولين والقيادات اثناء الحملة الانتخابية مشحونة بالمصالح الحزبية ومحاولة لجذب وكسب الاصوات والمواقف وانتزاع التأييد الجماهيري لهذا الحزب او تلك الجهة. وربما يتساءل المواطنون عن اسرار الاندفاع والكثافة للزيارات التي رافقت الانتخابات وحملتها الانتخابية ويطرحون السؤال الوجيه البرىء وهو اين كان عنا المسؤولون طيلة الفترة الماضية ولماذا يتزاحمون ويتدافعون لزيارتنا وتفقدنا في الحملة الانتخابية؟ ويستغرب المواطنون ايضاً غياب المسؤولين عنهم وعدم رؤيتهم بعد انتهاء الانتخابات وربما يتوقعون مجيئهم في الانتخابات القادمة، وهذا ما يجعل تلك الزيارات بعيدة عن المصداقية والتأثير الواقعي على مشاعر الجماهير. واما الزيارات التي تعقب الانتخابات وتنتهي معها كل حسابات مصلحية لها علاقة بالحملة الانتخابية وكسب الاصوات فهذه الزيارات هي الاهم والاكثر مسؤولية ومصداقية والتزام. هذه الزيارات يمكن ان نطلق عليها ولو تسامحاً هي زيارات الوفاء ورد الجميل وهي الاكثر تأثيراً في نفوس الجماهير لخلوها عن اي مصلحة انتخابية وهي الاشد فاعلية وتمنح الزائرين مصداقية ومحبوبية واحترام بين الناس. ومن هنا فان زيارة سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي لمحافظة الديوانية والناصرية وميسان وكذلك زيارة الاستاذ هادي العامري الامين العام لمنظمة بدر لمحافظة ديالى وتفقد ابنائها وخاصة جرحى العمليات الارهابية الاخيرة وتقديم التعازي لذوي شهدائها تعطي انطباعاً ايجابياً ورسالة كبيرة المداليل والاشارات المؤثرة والمعبرة لكي يتكرس في مرتكزات وعي الجماهير بان هؤلاء القياديين لا يفكرون بمصالح حزبية وفئوية وانتخابية بل انهم يتحركون بعد وقبل الانتخابات من اجل مواساة الجماهير والتفاعل معها رغم انشغال العاصمة بغداد بصفقات وتحالفات ومفاوضات لاعتقادنا بان الصفقة مع الجماهير هي الابلغ والاكثر مسؤولية والتزاماً.
https://telegram.me/buratha