المقالات

لا وصاية ولا قيمومة مفروضة في العراق الجديد

821 19:04:00 2010-04-03

ميثم الثوري

هناك حقيقة لا غبار عليها وهي ان التفاهمات السياسية حق مشروع للجميع وهي الخطوة باتجاه تكريس العملية السياسية ونجاحها وهذه التفاهمات لم ولن تصب ضد احد بالتحديد ولن تضر مكوناً بالتأكيد.وقد اعتادت القوى السياسية والكتل النيابية من ايجاد حالة من التفاهمات والتوافقات من اجل وضع رؤية مشتركة لتقريب وجهات النظر والاتفاق على القدر الجامع بين مصالح الاطراف السياسية ومتطلبات المرحلة السياسية في العراق.ونعتقد بشكل جازم بان اي تفاهم بين الكتل السياسية افضل من التصادم وان الاتفاق بينها افضل من الافتراق والشقاق وهذه قناعة اجماعية لا يختلف عليها اثنان في العراق.ومن فوائد هذه التفاهمات السياسية انها تحقق القدر الاهم من التقارب وتبديد سوء الفهم الحاصل بين الاطراف الفاعلة في العملية السياسية وتستدعي حالات الخلاف من اجل ايجاد الحلول الفورية لها افضل من تعمقها وتجذرها بحيث تصبح عصية على الحلول.وربما كان التفاهم الرباعي بين الحزبين الكرديين والمجلس الاعلى وحزب الدعوة قبل عامين المنقذ للحكومة من السقوط او حجب الثقة وهو التفاهم الذي حاول البعض تناسيه او الانقلاب عليه والتنصل عنه بعد ان تجاوز ازمة حجب الثقة عن الحكومة في ظروف انسحاب وزراء الكتل بغية اضعافها واسقاطها.ولابد ان نراعي في هذه التفاهمات امران مهمان وهما:الاول: المصلحة الوطنية وثوابت العراق فهي خط احمر امام اي اتفاقوالثاني: التعامل بشمولية غير انتقائية مع هذه التفاهمات بعيداً عن البراغماتية والانانية الحزبية ولابد ان تخضع هذه التفاهمات الى التزام كل الاطراف بها وعدم التخلي عنها.واليوم وبعد ظهور النتائج الجزئية في اغلب محافظات العراق يصبح لزاماً على القوى السياسية الفاعلة التي تؤمن ببناء الدولة وفق المعايير الصحيحة وتنأى بنفسها عن شخصنة الدولة او حزبية الحكومة ان تتوصل الى تفاهمات لتقريب القناعات الموصلة الى تحقيق المناهج والبرامج السياسية بعيداً عن الشخوص والاتجاهات السياسية مازلنا نعتقد ببناء دولة ديمقراطية تتجاوز الافق الفئوي والحزبي والطائفي.ونحن في الائتلاف الوطني العراقي لم نضع خطاً احمر على احد من المشاركين في العملية السياسية ولم نرفض او نفرض احداً ولا نحتاج الى اذن من الاخرين لكي نتفاهم فيما بيننا.الخط الاحمر كان مع البعثيين المشمولين بقرار المسائلة والعدالة ودونهما مشاركون حقيقيون لا نمتنع من التفاهم او التفاوض معهم لاننا ندرك بان العراق لا يمكن ان يدار بجهة واحدة او فئة محددة او كتلة معينة وانما يدار من كافة ابنائه بعيداً عن المحاصصة والتقاسم الخاطىء للسلطة والقرار.ان ظاهرة التفاهم السياسي والتفاوض بين القوى السياسية المشاركة في العملية السياسية امر ضروري ومشروع ولا يحتاج الى وصاية او قيمومة احد وهي تفاهمات لا تستفز احداً من اطراف العملية السياسية سواء جرت بعد او قبل او اثناء الانتخابات.فلا نحتاج الى اذن او اجازة احد مهما كان لكي يمضي لنا هذه التفاهمات مازلنا في نظام يحترم الحريات ولا يؤمن بالمؤامرات او الغرف المظلمة او الكواليس المعتمة فقد اصبح كل شىء واضحاً امام الجميع الا من تكرست في وعيه اوهام نظرية المؤامرة الذي يرى كل حركة سياسية او نشاط هو جزء من التآمر على حاضره ومستقبله.لا نريد في العراق الجديد ان تتكرر الظاهرة الفرعونية التي تعتقد بحقيقة خطيرة وهي " لا أريكم الا ما أرى" او لا ايمان بالاشياء الا بموافقة واذن الفرعون "آأمنتم له قبل أذن لكم"

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك