المقالات

المعارضة النيابية بين خطورة الماضي وضرورة الحاضر

712 18:13:00 2010-04-03

ميثم المبرقع

الحساسة المفرطة والكراهية التقليدية بين الحكومات والمعارضات نابع عن الممارسة الخاطئة لكلا الطرفين المعارض والحكومة في ظل الانظمة الاستبدادية والديكتاتورية حتى اصبح مفهوم المعارضة مشوهاً في ادبيات الحكومة وخطابها العام بل اصبح مفهوم المعارضة يعني الانقلاب على السلطة والانتقام من رجالات الحكومة كما ان الحكومة في نظر المعارضين اصبح مجرد عصابة تستحوذ وتهيمن على الحكم والقرار دون شرعية.هذا التدافع والتجاذب بين طرفي الحكومة والمعارضة ادى الى اضعاف الطرفين واستنزف خطابهما ودورهما الفاعلين في اطار الدولة وتحول وجود المعارضة الى مؤامرة تستهدف الحكومة وتسعى الحكومة الى مواجهة المعارضة باقسى واسوء الخيارات المتاحة والمفترضة.قد يكون التفاهم والتخادم بين الحكومة والمعارضة يثري الطرفين قوة واستمراراً فيما لو حصل نوع من التفهم والتفاهم بين الطرفين بعيداً عن المواجهة الخاطئة عبر العنف المتبادل الذي يسهم في ارباك حركة البلاد والعباد ويؤدي الى نتائج سلبية لا تحقق لاي طرف ما يصبو اليه فليس ثمة خاسر او منتصر في طبيعة هذا المواجهة العنيدة بين الحكومات ومعارضاتها. وقد يتبادر الى الاذهان والذاكرة طبيعة الاداء الخطير الذي مارسه النظام السابق ضد معارضيه واستخدام اسوء وابشع اليات القمع والردع في مواجهة الخصوم والمعارضين واصدار القرارات البشعة ضدهم التي وصلت الى الاعدام والمؤبد لمن تهجم او هاجم على السلطة الحاكمة. هذا النمط من المعارضة والحكومة في ظل الانظمة الاستبدادية هو النمط الخطير والمرفوض بينما وجود المعارضة في اي بلد ضمن السياقات العامة التي تحترم الدستور والقوانين العامة وتصون الحريات والحقوق هو وجود ايجابي تحتاجه الحكومات وشعوبها كمؤشر مراقب ومنبه لاخطاء الحكومة وحالة تنفيس للاحتقان الشعبي والغضب المرتكز في وجدان الشعوب. الدولة المتحضرة والمتطورة التي تحترم حقوق الانسان وتسعى لخدمة المواطن لا تكترث لوجود معارضة داخلية بل تحاول ايجادها بعيداً عن نظرية المؤامرة من اجل ايجاد عناصر القوة والتطور في اداء الحكومة ومفاصل الدولة وهو ما يؤدي الى التنافس الدائم وايجاد بدائل للحكم وعامل استفزاز لكل الاخطاء والفساد في اداء الحكومة ووزاراتها بل سيؤدي الى ارتكاز الحفاظ على اركان الدولة واستبعاد كل وسائل العنف واللجوء الى الانقلابات العسكرية لاستلام السلطة. واذا كانت المعارضة ضرورية للنظام السياسي من اجل الاستمرار ورصد اخطاء الحكومة وتنبيهها عبر وسائل الاعلام التي تمتلكها المعارضة كالصحف والفضائيات فان الاكثر ضرورية هو وجود معارضة نيابية داخل البرلمان وهو ما نريد تأكيده في هذا السياق ونحن مقبلون على تشكيل حكومة ائتلافية من عدة كيانات واحزاب.المعارضة النيابية داخل مجلس النواب امر ضروري ومهم يعكس الدور الرائد لمجلس النواب وهو الدور الرقابي فضلاً عن التشريعي وتقنين وتصويب القرارات.لو كانت الحكومة والبرلمان من طيف واحد قد يجعل اداء الطرفين اداءً هادئاً ولكنه يغري الحكومة في اخطائها ويغيب الدور الرقابي لمحاسبتها وكشف عيوبها واخفاقاتها والتستر على مفاصل الفساد في اداء وزاراتها.نحتاج في مجلس النواب القادم الى معارضة واعية حريصة على كشف الفساد وفضح المفسدين والدفاع عن حقوق المواطنين بموضوعية بعيداً عن الانتقائية والازدواجية ومعارضة من النمط المراقب والمحاسب بعيداً عن مجاراة ومداراة الاخرين ووضع معادلة الربح والخسارة الحزبية في طبيعة المعارضة.واما المعارضة المشاكسة التي لا يهمها الا اضعاف دور الحكومة واصطياد العثرات وعرقلة دورها ومشاريعها فهي المعارضة المرفوضة السلبية التي لا تقل خطراً عن اعداء العملية السياسية والمشروع الديمقراطي في العراق الجديد.فما أحوجنا الى موقف سعد زغلول رئيس الوزراء المصري في حقبة العشرينيات من القرن الماضي عندما اجتمع نواب من حزبه والمتحالفين معه واعلنوا اقالته من رئاسة الوزراء فما كان جوابه الى ان اعتلى منصة البرلمان وقال"اني الان في غاية السعادة والسرور لاني هؤلاء الذين اقودهم في البرلمان لم يعودوا قطيع غنم"

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك