قلم : سامي جواد كاظم
قانون قديم والبعض لا زال يعمل به الا وهو وجود محرم مع المراة المسافرة وهذا بعينه ينطبق على كل وسائل الاعلام قاطبة فما من وسيلة اعلامية الا ولها كفيل حتى يتاح لها التواصل مع متابعيها شريطة ان لا تتجاوز الخطوط الحمر التي يضعها لها الكفيل .الكفيل ليس هو المدير او رئيس التحرير او سكرتير التحرير بل الكفيل هو المتمكن ماديا على بذخ المال من غير مقابل مادي فالاعلام استهلاكي بحت الا ما ندر وخصوصا الوسائل المعتمدة على الاعلان التجاري اما البقية منها السياسية او الرياضية او العلمية واصناف اخرى فانها استهلاكية بحتة ففي عام 2008 مصروفات الفضائيات من المغرب الى العراق بلغ 18 مليار دولار تقريبا والارباح 4 مليار دولار تقريبا الخسارة 14 مليار دولار من تحمل عبء الخسارة ؟ ثلاثة اصناف تتحمل هذه الخسارة الحاكم وعائلته ورجل الاعمال المرتبط بالسلطة والمؤسسات الدينية التي تعتمد على التبرعات والهبات والاموال الشرعية وهوية الاعلام تتحدد من هوية الكفيل .وسلاطين الخليج الاكثر استحواذا على وسائل الاعلام العربية مثلا رجل الاعمال اللبناني تحسين الخياط هو صاحب ملكية قناة تلفزيون الجديد في لبنان لكن الكفيل الحقيقي للقناة هو رئيس مجلس وزراء قطر وهو نفسه كفيل قناة الجزيرة وصحيفة القدس العربي ، خالد بن سلطان هو كفيل جريدة الحياة وقناة ال بي سي وخالد الفيصل كفيل جريدة الوطن السعودية وفيصل بن سلمان كفيل الشرق الاوسط بل وحتى تمتد الاموال السعودية لتتكفل صحف مغربية .الغاية من الكفالة معروفة الا وهي توجيه وسائل الاعلام هذه وفق ما يرتأيه الكفيل ، وحتى رجل الاعمال فان مصيره مرتبط بالدولة لان هذه الاموال الضخمة لا يمكن له ان يجمعها لولا التسهيلات التي يمنحها الحاكم للتجار مقابل الخضوع لسياسة الدولة .اما الاعلام الاسلامي فانه يكون تبع اتجاهات كفيله وتقليده للفقهاء ودائما حسابات الكفيل الاسلامي كيفية الربح الثقافي بما يناسب الصرف على عكس البقية وخصوصا السياسية التي لا تتقيد بمقدار معين من الصرف مهما بلغ حتى يصلوا للغاية المرسومة لهم واذا ما وصلوها فالمال المصروف يعد مكسب .لهذا السبب نجد الكفاءة المهنية في الاعلام الاسلامي تكاد تكون معدومة قياسا الى بقية وسائل الاعلام ذات الاتجاهات المعادية ، وقد يحاذر الكفيل في اختيار برامجه حتى لا يكون عرضة لانهاء عقد البث مع محطة القمر الصناعي المتعاقد معها لان ادارة الاقمار الصناعية هي خاضعة لمن منحها ادارة الاقمار الصناعية ولهذا اذا ما كان هنالك برنامج مؤثر في المتلقي فمن السهولة اتهام الفضائية بتجاوزها على بنود العقد ومن ثم انهاء بثها كما حدث لقناة العالم مع القمر نايل سات وعرب سات ،اذن لا يمكن ان تكون هنالك قناة مستقلة .الكوثر والمنار معروفة الادارة والكفيل ولكن بقية القنوات التي انهمرت علينا بعد سقوط طاغية العراق من هو كفيلهم ؟
https://telegram.me/buratha