كرار الياسري
يشكل الإعلان عن اتفاق الكتل الفائزة في الانتخابات البرلمانية على اختيار مرشح لتولي مهمة القيام بتشكيل الحكومة التي ستقود العراق للسنوات الأربع القادمة خطوة عظيمة في طريق تحقيق الاستقرار السياسي والقضاء على الاحتقان الذي ساد الشارع العراقي بالتزامن مع الانتخابات حيث أبدت الكتل السياسية أقصى درجات الوعي السياسي ونكران الذات وتغليب المصلحة الوطنية العليا على المصالح الفئوية الضيقة من اجل الوصول بالعراق إلى مصاف دول المنطقة كمرحلة أولى ومن ثم الدول المتقدمة ، وقد لاقت تلك الخطوة احترام وثناء وتقدير أبناء الشعب الذين خرجوا بمظاهرات عفوية للتعبير عن تقديرهم العالي لرموزهم الوطنية وينظر إلى هذه المظاهرات على إنها تجديد بيعة وولاء للقادة الذين تم انتخابهم ، وأبدى الكثير من المتابعين والمهتمين بالشأن العراقي ترحيبهم بهذا الاتفاق الذي تم بعيدا عن التدخلات الخارجية ويرى المحللون إن من شان هذا الاتفاق المساهمة في دفع عجلة البناء والتطوير في بلد يعاني من تدني واضح في مستوى الخدمات حيث يؤمل إن تسارع الشركات العالمية الكبرى للدخول في استثمارات ضخمة تقدر بعشرات المليارات من الدولارات وتوفير فرص العمل التي تقضي على البطالة مع إمكانية الاستعانة بالعمالة الأجنبية لتغطية الحاجة للأيدي العاملة .عزيزي القارئ قبل أن يسرح بك الخيال وتأخذك الأحلام والآمال بعيدا أعلمك بكل أسف إن ما قرأته لا يمكن أن يتحقق حتى في الأحلام ما لم يتنازل الجميع عن المصالح الشخصية وتغليب المصلحة العليا للعراق كل العراق دون مكان على حساب أخر .في عام 1564 م تم اعتماد التقويم المعدل في فرنسا من قبل شارل التاسع قبل أن يمتد إلى انكلترا ، إذ كان الاحتفال بحلول العام الجديد يستمر من 21 آذار لغاية اليوم الأول من نيسان ويتم خلال الاحتفال تبادل الهدايا بين العائلة والأصدقاء واستمر الكثير على هذا الحال حتى بعد أن تم تغيير موعد الاحتفال إلى الأول من كانون الثاني .اتخذ البعض يوم الأول من نيسان يوما للمقالب الطريفة والمواقف البريئة التي يرتبها الأصدقاء بعضهم للبعض وللترفيه عن أنفسهم والتخفيف من أعباء العمل اليومي الروتيني وضغط متطلبات الحياة الأخذة بالازدياد فيما نظر قسم أخر إليه على انه يوم للكذب الأبيض بعد أن قسموا الكذب إلى ابيض واسود . فهل إن التعامل اليومي على تلك الدرجة العالية من المصداقية بحيث نلجأ إلى تحديد يوم للكذب من باب المحافظة على تراث ؟ أو خوفا عليه من الانقراض ؟ إن الكثير من الأمور التي تحصل يوميا في مختلف إرجاء المعمورة مبنية على أكذوبة . في بلد مثل العراق حيث اختلط الحابل بالنابل أصبح من الصعوبة بمكان أن تميز بين ما هو صحيح وما دون ذلك في ظل الصورة الضبابية والمشوشة وعدم عرض الحقائق بموضوعية بفضل الفوضى التي أوجدت وباسم حرية الإعلام وسائل إعلام لا تحترم إلا من يدفع أكثر دون الاكتراث للمهنية والمصداقية وبفضل تصريحات أناس أصبحوا بين عشية وضحاها سياسيين من الطراز الأول .
https://telegram.me/buratha