المقالات

جيفن , وسيناريو 113 < > 89 , والحكومة القادمة

1525 21:24:00 2010-03-31

عمار آل عيسى

السياسة تتحرك وفق المصالح , والمصالح ترتبط " غالبا " بالاقتصاد , والاقتصاد يبنى على السوق , والسوق اسير قانون ( العرض والطلب ) , وهو بالطبع - القانون - ينبطق على سلة ( اوبك ) مثل ما ينطبق على سلة ( بطاطا ) ؛ اذا ً هناك علاقه بين السياسة والبطاطا !!البطاطا تحديداً ؛ لانها كانت محور فكرة متمردة على قانون ( العرض والطلب ) , اكتشفها الايرلندي روبرت جيفن قبل قرن تقريباً , حيث وجد ان ارتفاع سعر البطاطا قد يجعل الاقبال عليها اكثر , فالمستهلك الفقير المحدود الدخل سيضطر للاستغناء عن سلع اخرى مثل ( اللحم ) ليشتري حاجته الاساس من البطاطا ؛ وكي يسد فراغ اللحم سيشتري مزيداً من البطاطا ؛ اذاً فاستهلاكه لها سيزيد بالرغم من ارتفاع ثمنها !!قانون متناقض .. حتى انه لم يسمَ قانون بل سُمي بـ ( متناقضة جيفن ) .في العراق , وكما يحدث في السوق , ظهرت التسعيرات الجديدة للكتل السياسية ؛ وهي بالطبع المنتج والمستهلك في آن واحد ؛ لذا فلا بد من رسم خارطة بازارية جديده .الكتل الكبيرة الاربع تقاسمت ( 293 ) مقعد من اصل ( 325 ) ؛ وهي كالتالي : العراقية 91 , القانون 89 , الوطني 70 , الكردستاني 43 .حجم المقاعد في هذه اللعبه قد لا يمثل الورقة الاقوى , انما تمثلها العلاقات والتحالفات وتنسيق المواقف , اذ ان المحكمة الاتحادية فسرت ( الكتله الاكبر ) على انها الكتلة التي تعدو حاجز 163 ؛ وهذا ما لم تحققه اي من القوائم .ووفقاً لتبعات المرحلة السابقه والحملة الانتخابية وما تلاها فإن التقاطعات تظهر جلية بين ( العراقية - القانون ) و ( العراقية - الكردستاني ) . هذا يعني ان التحالفات الفاعله ستكون على الارجح ( القانون - الوطني ) ( الوطني - الكردستاني ) ؛ وهم الثلاثه يشكلون ( 202 ) مقعد ؛ ويبدو ان هؤلاء الثلاثه سيكونون اساس الحكومة القادمة . فإذا افترضنا ان الائتلافين سيندمجان ؛ ويحققان 159 مقعد ؛ فإن امر رئاسة الحكومة سيكون لاحدهم , وسيكون للاكبر حجماً على الاغلب وهو لإتلاف دولة القانون .لكن اذا اما اذا افترضنا ان الائتلاف الوطني شكل بداية الامر موقفاً موحداً مع الكردستاني الحليف الستراتيجي التاريخي للمجلس الاعلى ؛ ثم دخلا في جبهة وطنية مع المالكي , فستكون المعادلة التاليه : الوطني 70 + الكردستاني 43 = 113 الوطني والكردستاني 113 + القانون 89 = 203 113 - 89اي ؛ اذا تم التوصل الى موقف موحد بين الوطني والكردستاني , فعلى طاولة التفاوض مع المالكي الذي لا يملك خياراً آخر غيرهم سيكونون اكبر منه حجماً , وذلك يحدد بالتأكيد رئاسة الحكومة .هذا قد يفسر لنا دعوات قياديين في دولة القانون لـ ( اندماج الائتلافين ) , و تصريحات الائتلاف الوطني التي تتحدث عن ( استبعاد الاندماج ) و ( فوات الاوان ) و ( ضروره التقارب ) ؛ كما ويكشف ايضاً عن اهمية مشروع ( الجبهة الوطنية ) الذي اعلنه عمار الحكيم زعيم المجلس الاعلى بعد لقاءاته بالمسؤولين الاكراد في زيارته الاخيرة لكردستان قبيل الانتخابات . فإذا كانت رئاسة الحكومة بين الوطني والكردستاني فسيكون الائتلاف وافر الحظ طبعاً , للاستحقاق الانتخابي والطائفي في آن واحد ؛ واذا كانت له فستكون اما للمجلس الاعلى واما للتيار الصدري ؛ المجلس لديه اكثر من مرشح قد يحظون بقبول وطني , اما التيار الصدري فإنه قد لا يتمكن من تقديم شخصيات مقنعه للاطراف الاخرى ؛ فضلاً عن كونه ينأى بنفسه دائماً عن الاحتكاك المباشر مع الجانب الامريكي ؛ فلعله وفق ذلك سيفضل ( زعامة الائتلاف ) بينما يعطي رئاسه الحكومة الى غريم الامس , حليف اليوم ؛ وذلك ما بدا واضحاً في تصريحات المرشحة عن التيار الصدري لقاء آل ياسين التي اعربت عن رغبه كتلتها بتولي مرشحها قصي السهيل زعامة الائتلاف .رئاسة الحكومة لشخصية من الائتلاف ستكون عرضاً مقبولاً للصدريين ؛ سيما اذا كانوا ( زعماء الائتلاف ) . وبالتأكيد فإن مرشح الائتلاف الوطني لرئاسة الحكومة او بالاحرى ( مرشح المجلس الاعلى ) سيحظى بمقبولية الاكراد , وعلاوي ايضا , اذا ما كان الخيار الاخر هو المالكي ؛ وسيضطر المالكي لقبوله لقاء تمثيل حكومي مُرضي . بينما فرص المالكي بالقبول من علاوي , ومن الوطني , ومن الكردستاني ستكون ضعيفه , اذا ما كان الخيار الاخر عادل عبد المهدي مثلاً . اما علاوي , فسيكون مرفوضاً من اصدقاء ايران قاطبة .. سيما بعد موقف الاكراد من تصريحات الهاشمي والنجيفي حول رئاسة الجمهورية . هذا السيناريو غير حتمي طبعاً .. لكنه وارد جداً , وقد تؤيده بوادر مقبولية اقليمية ودولية قد توحي لها زياره عبد المهدي الاخيرة الى طهران , اضافه الى تصريحات البيت الابيض بعد لقاء عبد المهدي بالرئيس اوباما قبل الانتخابات , والتي اكدت رغبة واشنطن بحكومة عراقية تحضى بعلاقات طيبة مع واشنطن وطهران في آن واحد . لعل المجلس الاعلى الذي ضاعت رئاسة الحكومة من بين يديه في وقت كان يمثل فيه قطب الرحى السياسية , سيحصل عليها وهو اقل قوة من ذي قبل , في معادلة سياسية تشبه متناقضة جيفن الاقتصادية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
راهي العذب
2010-04-02
بحسبه بسيطة نقول: إذا افترضنا عدم إلتقاء القانون و العراقية بسبب التنافرات الواضحة . إذا الرقم السري الأكيد سيكون بيد الوطني لاغير و احسبوها كيف شئتم . لذلك ندائي للسيد عمار الحكيم و الأخوة في الأحرار أن يقفوا مع أخوهم عمار الحكيم و أقول للسيد عمار الحكيم مخاطب كل عراقي شريف عبره و أكرر ما قلت في موضوع سابق الكلام التالي : سيد عمار ( الله يحفظك ) و يرحم جدك (الطوب) قدس الله سره المهم حكومة شريفة لو بنسبة 13% و حكومة مهنية عملية تعرف كيف تفتح إعتمادات مصرفية ناجحة ! هل تعرف لماذا يا سيد؟ لأن كوريا الجنوبية سنة ال 1980 كانت تبعث بصفائح الحديد إلى اليابان لكي تطعج و يرجعوها لكي يلحموها حاويات ! من 1980 إلى 1992 و بقرض أمريكي أوربي قيمته 34 مليار دولار تحولت كوريا الجنوبية إلى وحش صناعي و بلد متحظر و متقدم بينما في العراق ضُخ 240 مليار دولار خلال 4 سنوات (تفرهدت) بقدرة قادر و لم نرى غير الفشل و الزبالات و تعطيل الخدمات و التوسع في قضاء الحوائج بالرشوات ! هذا إيضاح بسيط عن مدى الفساد الهائل الذي ساد العراق في الحكومة المحاصصية السابقة . فرجاء يا سيد عمار و يا كل شريف ذو غيرة على شعبه المساكين المحرومين أن توزعوا الوزارات حسب الكفاءة و المهنية وأن تنشؤوا جهاز رقابة صارم بقوانين صارمة بسجن طويل الفترة و مصادرة الأموال و أن يكون جوازات الوزراء بيد مجلس النواب و بدون مجاملات لأن 240 مليار دولار يطول حسابها عند رب العالمين و العقاب سيشمل كل المقصريين و أنت أعرف مني بهذا يا سيد عمار.
علي
2010-04-02
هذا السيناريو مقبول وليس عليه اشكال في رأيي ولكن يا اخوان في الوقت الحاضر الاربعة سنوات للحكومة غير كافية مما يتطلب لحكومة المالكي دورة ثانية لاكمال مابدأه المالكي وكلنا يعرف المنجزات التي تحققت في حكومة المالكي وبفضل الائتلاف الوطني العراقي الذي هو جزء منه فانا على قدرفهمي المتواضع أرى في المصلحة العامة للبلد هي في تولي المالكي دورة ثانية مع احترامي وتقديري العالي لكل شخصيات الائتلاف الوطني واخص منهم بالذكر الدكتور عادل عبد المهدي والدكتور ابراهيم الجعفري والاستاذ باقر جبر الزبيدي
احمد الربيعي
2010-04-01
بعيدا عن كل الحسابات والارقام التي وردت في هذه المقاله..كل مايتمناه العراقيون وبالخصوص اتباع اهل البيت ع هو اندماج الائتلافين...وطبعا اختيار شخصيه رئيس الوزراء من المجلس الاعلى وفق التحليل في المقاله يوم المنى لكل العراقيين
عراقي
2010-03-31
منطقي لكن بعيد عن الاستحقاق الانتخابي وعن التكوين والتمثيل العراقي حسب ماتراه امريكا والعالم وكثير من في العراق وفي نظري البسيط رئاسة الحكومة الى علاوي وباقي مفاصل الدول الاساسية والسيادية للوطني والكردستاني والمعارضة الى دولة القانون فهو استحقاقهم الانتخابي والسياسي والمنطقي وهو الاقرب الى ارضاء كل الاطراف الخارجية والداخلية في الوقت الحالي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك