المقالات

(( مقال مضى عليه ثلاث سنوات في التحالف الرباعي ))

999 21:11:00 2010-03-31

حميد الشاكر

أن تقرأ مقالا كتب منذ اكثر ثلاث سنوات في 2007/8/21 م عندما اعلن العراقيون عن تحالفهم الرباعي الذي انقذ العراق الجديد من الضياع ليس بالامر الشيّق ولكنه حتما بالامر المفيد الذي يضعك بصورة الماضي وهل هي نفس صورة الحاضر ام مختلفة قليلا

**********************

أثار التحالف الرباعي المعلن حديثا بين القوى السياسية العراقية الفاعلة(المجلس الاسلامي والديمقراطي الكردستاني وحزب الدعوة الاسلامية والوطني الكردي)زوبعة من ردود الفعل المختلفة على الصعيدين المحلي والاقليمي وحتى العالمي ، وكأن أعلان هذا التحالف العراقي ،كان بمثابة مفاجئة غريبة للبعض العراقي الداخلي والاقليمي والعالمي ايضا ، حتى اخذتنا نحن الدهشة من بعض الردود الداخلية العراقية وهي (( تصعق )) لسماع الاعلان لهذا الحلف الوطني العراقي وهو يتنفس الصعداء بعد طول غفوة لم يكن لها اي مبرر سياسي واقعي ، وقد تمثلت هذه الردود من الافعال بهذه الاشكال المختلفة الاتجاهات من مثل :

نائب رئيس الجمهورية السيد طارق الهاشمي يرى : ان التحالف لايضيف جديدا للمعادلة السياسية العراقية !.علي بابان : وزير التخطيط السابق ينظر للحلف على انه (تحالف من اجل الحكومة )وسرعان ماسينهار في الوقت القريب !.اما اعضاء من كتلة القائمة العراقية فرأوا :ان هذا الحلف الطائفي القومي لاينقذ العراق من ما هو فيه ، ولاعمليه انقاذ حقيقية الا باسقاط الحكومة وتسلم السلطة من قبلهم كوطنيين منفردين في الخلقة !.صاحب الرأس الارتدادي ورئيس جبهة اللاتوافق العراقية رأس الفتنة في العراق عدنان الدليمي عبرعن ((صعقته )) عند سماع نبأ اعلان التحالف بصرخته المعهودة لانقاذ السنة من الصفويين وانقاذ (( بغداد رشيد)) من الهجمة الصفوية ؟.النائب سامي العسكري يرى : ان التحالف ضرورة سياسية لتثبيت الاسس العراقية الجديدة لبناء الدولة !.

أما باقي ردود الافعال الاخرى على اعلان التحالف العراقي الجديد فقد جاءت في هذا السياق العام والذي مرة ينظر لاعلان الحلف بصورته السلبية والاخر ينظر له على اساس انه اعلان حلف ايجابي للعراق الجديد !؟.

نعم غابت الكثير من الرؤى لقوى سياسيةعراقية فاعلةوحيوية ايضاعن مشهد ردود الافعال على ماهية هذا الحلف الرباعي العراقي ، لاسيما من التيار الشعبي الصدري ، وحزب الفضيلة ايضا باعتبار ان لهذين الاتجاهين نوع من الشعبية العراقية المهمة على الساحةولكن وعلى اي حال مايهمنا هنا هو ليس رصد ردود الافعال السياسية فحسب بقدر مايهمنا فهم هذا الحلف العراقي الجديد وماهية اهدافه الحيوية وما الذي اضافه هذا التحالف للعملية السياسية القائمة في العراق الجديد ، وعليه من حقنا ان نتساءل بالصيغ التالية :

لماذا جاء الاعلان عن هذا الحلف في هذه المرحلة بالذات ؟.وهل ان هذا الحلف او التحالف الرباعي هو حديث الولادة ،ام هو قائم منذ عقود من السنين ولكن بشكل عقد غير مكتوب بصيغته الرسمية ؟.

ما الذي يضيفه هذا الحلف للعملية السياسية العراقية الحديثة ؟.وماهية مضمونه بشكل مباشر للواقع العراقي الجديد ؟.

الحقيقة ان هذا التحالف الرباعي والذي اعتبره البعض يشكل مفاجأة غريبة للعملية السياسية العراقية القائمة اليوم هو تحالف قديم جدا وقبل اسقاط الدكتاتورية بعشرات السنين ، ولكن وبعد اسقاط نظام صدام حسين المشنوق بأمر العدالة الالهية - يبدو - ان الكثير من الكتل السياسية القديمة والتي استحدثت بعد التغيير في العراق ، اعتقدت ان المستجدات على الساحة العراقية ، بعد اسقاط الدكتاتورية ستؤثر بشكل مباشر على التحالفات التي كانت قائمة ابان عمل المعارضة العراقية انذاك ، بين مكوناتها السياسية لاسيما منها (( الكردستاني الديمقراطي والمجلس الاسلامي العراقي والدعوة الاسلامية والوطني الكردي .... والشيوعي العراقي وباقي التشكيلة السياسية الاخرى )) ولذالك جاءت توقعات الكثير من القوى السياسية تقول : ان ماكان موجودا في حقبة المعارضة العراقية قد تغير تماما بعد الوصول الى الدولة ، لاسيما ان بعض التحليلات كانت ترى ان معادلة وجود القوى الامريكية المحتلة على الارض العراقية ودخولها المباشر في صياغة العملية السياسية هي التي ستحسم قرارات التحالفات العراقية الجديدة وعليه من المحتمل والحال هذه اسقاط الاسلاميين من المعادلة والاكتفاء بمن يساير التطلعات الامريكية في العراق الجديد !.وعلى وقع هذه الرؤية التحليلية جاء اعلان التحالف الرباعي الجديد كوقع الصاعقة على من كانوا يروون استحالة اقدام العراقيين على تحالفات ،هي ان لم تكن بالنقيض لرغبة الادارة الامريكية فهي في المسارات المزعجة لادارة الاحتلال الامريكية هذه ، لاسيما ان الاعلان كان عراقيا مئة بالمئة، وفاجئ حتى الامريكيين انفسهم ، عندما اعلن العراقيون تحالفهم الرباعي الوطني الخالص بعيدا عن اي اجندة خارجية او غير عراقية هنا ومن هذا كان للتحالف الرسمي الرباعي المعلن الوقع الكبير على الداخل العراقي والخارج الاقليمي ايضالاسيما ايضا ان بنود هذا التحالف الوطني العراقي لم يراعي اي عنوان طائفي او قومي وانما كان تأكيده وبشكل مباشرعلى (مبادئ العملية السياسية العراقية الجديدة)بغض النظر عن وجود هذاالمكون الطائفي او ذاك القومي في صلب هذا التحالف العراقي المبارك فكان للكتل الطائفية اعتراضها عليه وذهولها منه باعتبار :ان هذا التحالف تجاوز المحاصصة الطائفية بوضوح في العراق الجديد !.

وكذاباقي الكتل القوميةكانت معترضة عليه باعتباره التحالف الوحيدالذي ارسى لبنةاللامحاصصةالقومية المفضوحة فيه مع احترام بنود هذا الحلف للجانبين الطائفي والقومي في العراق الجديد !.

أن هذا الاعلان وحقيقة جاء متاخرا جدا عن موعده الذي كان ينبغي ان ياتي فيه ليشرح وبوضوح وجهة العملية السياسيةالعراقية الجديدة وليضع الخطوة الواقعية لقيام عراق الدولةوالدستوربدلا من قيام عراق التجاذبات والافكار والاتجاهات ، التي كانت تعصف بالعملية السياسية العراقية وتلاطم من حركتها السياسية ، ولهذا تفاجئ المغامرون بمستقبل العراق ، ان هذه العملية التحالفية وبهذه الرؤية من التضامن العراقي ستشكل الاساس القوي لقيام الدولة على حساب التكتلات السياسية المتشرذمة والمتفرقة وصاحبة الاتجاهات والمصالح المتضاربة ؟!.

نعم ان اهم ما اثار المعارضين لهذا التحالف الرباعي انه وضع المبادئ الاساسية للعراق الجديد (الفدرالية احترام الدستور وقيام الدولة على اساسه)كمعيار على اساسه تأخذكل الكتل السياسية العراقية شرعيتها في العمل السياسي داخل وخارج العراق ، مما يعني ومن جانب اخر وبشكل مباشر تثبيت هذه الصيغة الدستورية ، والسياسية للعراق الجديد والى الابد ، وعدم امكانية حصول ، خرق دستوري كبير في صلب الدستور ، او اساس العملية الديمقراطية السياسية العراقية القائمة ، وهذا مافهمه المطالبون بضرورة تغيير او الاطاحة بالدستور باعتباره ورقة ذات ثغرات كبيرةوكذا المطالبون بضرورة اجراء تغيير جذري للعمليةالسياسية العراقيةأما والحال ان التحالف الرباعي العراقي رفع شعار الدستور والديمقراطية اولا ، كأقنون يجب ان تنصهر بداخله كل المكونات السياسية العراقية، فهو يعني وبشكل جدي ، قداسة الدستور العراقي واحترام بنوده المذكورة وتطبيقه بشكل محترم في الدولة العراقية واعتباره القاعدة التي بني عليهاالعراق الجديد الذي ان اراد ايا كان النيل منه فهو وبالضرورة يريد النيل من قواعد العراق الجديد لتهديمه من جديد !.

ان هذه الخطوة ، وعندما نقول انها اتت متاخرة الا انها افضل بكثير مما لاتأتي مطلقا حسمت الترددات السياسية العراقية التي كانت تقلق العملية السياسية بشكل عام للعراق الجديد ، والتي كانت(هذه الترددات والقلق ....) من اهم العوامل المساهمة في ديمومة عجلة الارهاب التي تمارسه بعض القوى السياسية المجرمة في الداخل العراقي والخارج على امل الاطاحة بالدستور وبالعراق الجديد ، لاسيما ان هناك من العراقيين الوطنيين من كان يساهم في اعطاء الامل الكبير لتلك الشرذمة الارهابية الخطيرة على العراق عندما كان يعلن (( بعقلانية المطالب .... مطالب اعادة صياغة الدستور او العملية السياسية ...)) التي تنادي بضرورة اعادة كتابة الدستور ومن ثم اعادة التركيبة السياسية العراقية الجديدة لالصياغة عراق ديمقراطي قانوني دستوري جديد بل للاطاحة بالعراق الديمقراطي الجديد والرجوع الى عراق ماقبل الديمقراطية ، وهو العراق الصدامي الدكتاتوري !.

اما والحال ان التحالف العراقي الرباعي ، قد بادر بقلب الطاولة على المعادين للعراق الجديد باعلانه : ان الدستور والفدرالية والديمقراطيةاسس العراق الجديدوأسّ مشروعية من يريد العمل السياسي فانه وبهذا الاعلان وفر الكثير من دماء العراقيين واستقراره ونهاية امال من يعيشون على امل عودة الدكتاتورية من جديد ،لتصبح اللعبة وبشكل صريح ونهائي مفادها : هذا هو العراق الجديد بدستوره وديمقراطيته وشرعيته والى الابد انشاء الله سبحانه فأما العمل السياسي تحت راية دستوره الشرعي واما عداءه واعلان رفض العراق الجديد بكل عمليته السياسية الحديثة والمنبثقة بعد اسقاط الدكتاتورية !؟.

اذن : هذا التحالف الرباعي العراقي الجديد لم يأتي من فراغ بقدر ماكان ضرورة عراقية ملحة لحسم هوية العراق الجديد ،وتوجهاته السياسية المستقبلية والى الابد انشاء الله سبحانه ، كما ان ثمار هذا التحالف اورقت بشكل مبكر جدابحيث من اول ثماره ان العملية السياسية العراقية ومنذ لحظة سقوط الدكتاتورية وحتى اليوم لم تتلمس وجهتها من جراء التجاذبات اللامعقولةللكتل السياسية العراقيةاما اليوم وصاعدافلديناالمقياس الدستوري والديمقراطي الذي من خلاله نحددالهدف العراقي الكبير في احترام الدستور والايمان بنظام العراق الفدرالي الديمقراطي الجديد ونفهم من هو ضد العراق الجديد من هو معه ويملك نية البناء في العراق الجديد !.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
army
2010-04-03
ان التحالف بين هذه القوى هو السد المنيع والقوي امام التفكير فقط بعودة النظام العفلقي البعثي الوهابي. هذا التحالف هو الامان حتى تبنى دولة المؤسسات الدستورية ويتخطى الشعب مرحلة التفكير السطحي لمجريات الامور الى مرحلة البعد والعمق الستراتيجي لذلك.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك