حسين علي الصافي
كثيرا هي النداءات التي وجهت لدولة القانون بأن تكون جزء من الائتلاف الوطني العراقي والبعض منها كان على مستوى عال وكان لله تعالى تقديرا لمصلحة معينة نجهلها نحن بالتأكيد ولعل ما عرفناه بعد الانتخابات هو حجم التدخل الخارجي الكبير الذي حاول عدم إحداث صدمة بالنسبة للكيانات الكبيرة لذا كانت هناك استمالة إلى التزوير المدروس بحيث جعلت نسب متقاربة بين الكيانات السياسية الكبيرة وكذلك قريبة من ما حصلت عليه هذه الكيانات من أصوات في الانتخابات الأخيرة وحصل الائتلافان الوطني والقانون على ما يقارب 160 مقعد في البرلمان المقبل بينما لو كانوا مندمجين لما اعتقد أن الجهات الخارجية المسؤولة عن التزوير تعطيهم هذا العدد من المقاعد لكن ما أثارني هو هرولة البعض خلف الإعلام العربي قبل الانتخابات الذي كان معاديا للعملية السياسية الجديدة في العراق منذ نشأتها وليس لشيء سوى إن هذه العملية قائمة على الديمقراطية وهذا الإعلام يمثل سياسات لا ديمقراطية فيها بل البعض من هذه القنوات يسخر من نفسه عندما يجيب على هذا التساؤل و يقول إن بلداننا مستقرة ولا تحتاج إلى انتخابات !!!!! متناسيا إن أكثر الدول استقرارا هي أوربا والأمريكيتين ودول شرق آسيا فاغلبها دول ديمقراطية ومستقرة .
الإعلام العربي كان يشجع ائتلاف دولة القانون على عدم الاندماج مع الائتلاف الوطني وبدئت الحملة الإعلامية العربية الشهيرة والمعروفة التي تحدثت عن إن السيد رئيس الوزراء نوري المالكي وطني ويجب أن لا يعود إلى الاصطفافات الطائفية التي كانت موجودة في عام 2005 والى يوم الانتخابات كان الائتلاف الوطني اصطفاف طائفي ودولة القانون اصطفاف وطني !!!!!
اليوم وبعد ظهور النتائج انقلبت الموازين وبدء الإعلام العربي الجزء الثاني من هذه الحملة وأصبح الائتلاف الوطني العراقي ائتلافا وطنيا وائتلاف دولة القانون ائتلاف طائفيا وعلى الائتلاف الوطني العراقي أن لا يندمج مع ائتلاف دولة القانون فيكون ائتلاف طائفي حينها ويعيد الاصطفافات الطائفية !!!!!!
فيا وسائلنا الإعلامية العربية المحايدة !!! أي الائتلافين طائفي ؟؟؟؟
أليس انتم الطائفيون ..... أليس انتم من صفق كثيرا لظالمي العراق من الداخل والخارج ...... أليس انتم من قاطعتم العراق بعد التغيير وتنتقدونه إذا كانت لديه أي علاقة مع دولة أخرى .... أم أصبح أعداء البعث لعبة بأيديكم ...
اليوم إحدى القنوات تبث تقريرا على ابرز الشخصيات التي لم تفوز بمقعد في البرلمان القادم وهي تسلط الضوء على الشيخ جلال الدين الصغير الذي رفض الترشيح في مدينته تاركا الساحة لوجوه جديدة والذي كان مطلب الجميع بضرورة التغيير لكن من طبق هذه الضرورة غير الشيخ الصغير وكان الأجدر بها أن تعمل تقرير على الشخصيات التي سعت للتغيير فعلا وليس كذبا ؟؟؟؟ ومن ثم تذكر الأستاذ هادي العامري مصرتا على ذكر الأمين العام لمنظمة بدر مع العلم انه الفائز الأول في الائتلاف الوطني العراقي في مدينة ديالى فهي تلاحق حتى الفائزين من هذه القوائم وتترك الكم الكبير من الشخصيات الخاسرة والتي ملأت صورهم وخطاباتهم شاشاتها في الدعايات الانتخابية .
وهكذا تستمر المحاولات المشبوهة والمعادية حيث أصبحت كلمة إيران السلاح الوحيد الجاهز والقوي لمهاجمة القوى الممثلة للطائفة الأكبر في العراق ويستمرون بحربهم التي تحتاج إلى وقفة جدية من العراقيين الوطنيين ليس الذين يخدعون الناس بشعارات فارغة مع احترامي للجميع واعتذاري لكل من وضع نفسه بغير موضعه لأن الطيور لا تجتمع إلا مع أشكالها .
وأخيرا لا أقول إلا الحذر الحذر اليقظة اليقظة مع احترامنا الكامل للجميع فهكذا علمنا أهل البيت (عليهم السلام) أن نحترم الجميع وتبقى مصالحنا فوق كل شيئ ونصيحتي للكل عدم الهرولة مجددا وراء الإعلام العربي .
https://telegram.me/buratha