حافظ آل بشارة
سيكون لدينا مجلس نواب جديد ، حقيقة مخيفة ، لدينا ذكريات مرعبة ترتبط بالمجلس القديم الذي انهت ولايته ، عندما يحين اداء القسم سنتذكر فورا أداء القسم في المجلس السابق ، ذلك القسم الذي لايقدم ولايؤخر ، بعض النواب اقسموا بالله وكتابه على ان يكونوا مخلصين للشعب والوطن والدين ، قسم كشربة الماء بل هو اهون بعده يبدا ذلك النائب بشحذ ساطوره بانتظار فريسته ، كان في قريتنا رجل يقال له حمادي سرق عنزا وانكرها فأخذه صاحب العنز الى العباس (ع) ليحلف ، لكن حمادي جن جنونه هلعا قبل وصوله الى جسر المسيب وأخذ ينادي (على جسر المسيب سيبوني) وبقي مجنونا فاضطر صاحب العنز بطيبته وتسامحه ان يتحمل تكاليف عيشه ونقله الى الاطباء حتى مات مجنونا ، كان حمادي لصا مؤمنا بعظمة اليمين وقد وقع في المصيدة ، بعض نواب المجلس السابق اقسموا بالله في اداء استعراضي وخشوع كاذب وعرفنا فيما بعد ان هؤلاء النواب بينهم عدد من الامراء في العصابات الارهابية وان اقلهم قسوة من ذبح عشرة عراقيين ، بعد القسم انصرفوا فورا لادارة الارهاب والجريمة المنظمة من قاعة البرلمان وباموال العراق وسياراته وامكاناته المختلفة ، ولو كان لنا نواب مثل المرحوم حمادي ذلك الحرامي الشريف الذي لم يسرق سوى عنز وقد جن بسببها لوجدناهم بعد هذه الخيانة المدوية ينادون باعلى اصواتهم (على جسر المسيب سيبوني) ، ليتهم سرقوا مليون عنز ، وليت القسم يكون بالعباس (ع) على طريقة حمادي ، لقد تركوا في كل بيت مجلس فاتحة ولوعة يتيم وعبرة ام ، كانوا يقتلون ناخبيهم ! نواب كان شغلهم الشاغل تجهيز المفخخات والكذب وتزوير الحقائق والتهديد والوعيد ، وتمجيد صدام وشرعنة جرائم البعث ، البعض يعتقد انهم نواب ارهابيون لكنهم في الحقيقة كانوا ارهابيين نوابا حملتهم الموجة الى مقاعد السلطة الاولى في مهزلة تاريخية مخجلة وهم يضحكون في سرهم على كل من يتكلم حول الديمقراطية وحقوق الانسان والتنمية والاعمار ، ولم يجدوا من يوقفهم عند حدهم فنفذوا عمليات القتل داخل مجلس النواب نفسه ، وعندما طفح الكيل أخذوا يتقافزون الى الدول الشقيقة ليختبئوا هناك بكل فخر واعتزاز ، نائب يلوذ بدمشق وآخر يلوذ بعمان وثالث في قطر ورابع في الخرطوم او ماليزيا ونائب يتنقل بين العواصم ويعطي وعودا لمخابرات اكثر من بلد يتعهد لهم بتدمير بلده مقابل أسعار محددة ، عمليات الفساد الشائعة عندنا تحدث في عقود البناء والاعمار ، لكن مابالك بمن يوقع عقود التدمير والابادة ، تفجير وزارة له سعر يختلف عن سعر تفجير مستشفى وتفجير مدرسة اطفال اغلى من تفجير محطة بنزين لان العملية في المدرسة ستثمر عن عشرات الجثث لاطفال صغار ، نائب يساوم مخابرات بلد على التفجيرات حسب الاسعار فيقول لهم :(والله هذا سعر تفجير وزارة سيادية مابيه أي مجال وعيونك ميصرف ، بسعر السوق انت منطيني اربعين دفتر هي علينة بثلاثين لعد آنه شنو ربحي ، زين ليش منضيف للمشروع مدرسة بنات ونضاعف المبلغ ، روح اسأل اذا حصلت مثل اسعارنا افجر لك بلاش تره غيرك ينطي اكثر موعبالك راح انعطل) هذا مقطع افتراضي لحوار احد النواب المنتخبين مع ضابط مخابرات في دولة شقيقة ، من المسؤول عن تلك المهزلة ؟ لماذا يحاول البعض هذه الايام اعاقة برنامج المسائلة والعدالة لو كانت المسائلة موجودة في ذلك الوقت هل سيتمكن المجرمون من الوصول الى البرلمان ؟ عندما عرض برنامج الاجتثاث ذات يوم في الاعلام تصور الضحايا ان المجرمين السابقين لايحق لهم العمل كناسين في العراق وان مكانهم السجن ، لكنهم فوجئوا ان المجرمين اصبحوا رموزا في السلطة التشريعية ، ما شاء الله ، هذه الحقائق المرة نعرضها على هيئة المسائلة والعدالة لعلها تستذكر معنا تلك الكارثة فتحول دون تكرارها ، ونقول لهم انتم اليوم رأس الحربة في معركة العراق ، انتهيتم من اجتثاث الارهابيين المرشحين فعليكم بالارهابيين الفائزين .
https://telegram.me/buratha