* عبد الجليل الزبيدي
يبدو ان المفاوضات بين ائتلافي دولة القانون والوطني العراقي والكتل الكردية والحزب الاسلامي والكتلة المسيحية , تتجه الى التوافق على تشكيل الحكومة وعزل كتلة اياد علاوي , وذلك لاسباب عديدة تجمع اقطاب هذه القوى الرئيسية وتتعلق بالمصالح الستراتيجية العليا للشعب والبلد . وتجتمع رؤى قادة الائتلافين والقادة الاكراد على ضرورة تعزيز مسيرة العملية السياسية بركائزها الثلاث , الدستور والديمقراطية وبناء مؤسسات الدولة العراقية . ولايحظى اياد علاوي وحلفاءه بالثقة من قبل بقية القوى السياسية الفائزة في الانتخابات لاسباب كثيرة : فالكتلة العراقية , تفتقر الى ثوابت اساسية , ولايجمع اقطابها رابط ايدلوجي يمكن التعامل معه او مقايسته مع البرامج السياسية للقوى الاخرى . وهناك اعتقاد بين السياسيين بان كتلة العراقية لا مستقبل لها, فضلا عن انها قابلة للكسر والتفكك وبالتالي سيكون مستقبل العراق ومصير العملية السياسية معرضان للخطر اذا ما تولت هذه الجماعة ادارة السلطة في البلاد . ويعتقد الكثيرون ان الصراع على قيادة الكتلة العراقية سيندلع في اليوم التالي من توليها السلطة, وسيتكرر الصراع بين قيادة حزب البعث عندما شارك الحزب في الحكومة عقب انقلاب 8 من شباط فبراير عام 1963 , فالاقطاب السنية في حزب البعث انذاك والممثلة باحمد حسن البكر وحردان التكريتي وعبد الخالق السامرائي , نجحت في الاطاحة بالقيادة الشيعية التي كانت ممثلة بفؤاد الركابي وعلي صالح السعدي وسعدون حمادي وطالب الشبيبي .وبالاضافة الى ما سبق , يعتقد اقطاب التيار الاسلامي في العراق الذين حجزوا 160 مقعدا في البرلمان الجديد ان لدى الكتلة العراقية اجندة عدائية دينيا ومذهبيا , وذلك لحساب اطراف عربية واميركية , تناصب العداء لاي نظام عراقي تطغى على قياداته ملامح اسلامية شيعية وبالتالي ادخال العراق في اتون حرب اقليمية تجري على ارضه بالوكالة . وقد فشل اياد علاوي في تفنيد هذا الاعتقاد والاتهامات لكتلته بانها جاءت لتنفيذ اجندة خارجية وان هذا < اللملوم > حوله , تشكل اصلا وفق اسهم وحصص دول مثل سورية وقطر والسعودية ومصر والامارات والولايات المتحدة .والمشكلة في كتلة علاوي لاتقتصر على هشاشتها وعدم انسجامها مع نفسها ومع العملية السياسية , بل تتعدى الى مخاطر تكمن في اتجاهات سلبية لدى بعض اقطاب هذه الكتلة , فوجود اسامة النجيفي وطارق الهاشمي من شانه اعادة اثارة النعرات العرقية سواء مع الاكراد ام مع العراقيين الذين ينحدرون من اصول غير عربية اضافة الى العقدة الطائفية لدى النجيفي والهاشمي واخرين في الكتلة , ما يزالون حانقين على وصول موسى الكاظم الى المنطقة الخضراء التي خرج منها هارون الرشيد . وفي الاجمال سيكون الامن القومي للعراق عرضة للتهديد اذا تولت كتلة العراقية تشكيل الحكومة , لاسيما وان المنظومة الامنية العراقية هي في مرحلة التشكيل وبالتالي يتعين على السيد علاوي ان يعي خطورة جماعته على امن البلاد وعليه ان يقبل بمقعد المعارضة في البرلمان وفي المؤسسة السياسية , واعتقد ان هذا الدور هو الانسب لتصويب عمل الحكومة المقبلة وتحقيق نوع من التوازن في العملية السياسية .اما اذا اصر علاوي وجماعته على تشكيل الحكومة فان ازمة كبيرة ستنشب و شبيهة بالازمة التي حصلت في النمسا عندما فاز النازي المتطرف يورك هايدر في الانتخابات البرلمانية عام 1999 . لكن هايدر وعى جيدا التبعات السلبية اذا اصر على تشكيل الحكومة , فعمد الى التراجع لمصلحة بلاده بعد ان هددها الاتحاد الاوروبي بالمقاطعة والعزلة , فهل سيقتدي علاوي بيورك هايدر ؟؟
https://telegram.me/buratha