بقلم:نوال السعيد
في المرحلة السابقة التي سبقت اجراء انتخابات مجلس النواب العراقي، بينما كان رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم وقياديين اخرين في تيار شهيد المحراب يؤكدون على مبدأ الشراكة الوطنية الحقيقية في تشكيل الحكومة المقبلة، وفي ادارة العملية السياسية برمتها، كان هناك اخرون من الذين لم يقرأوا الواقع السياسي بدقة، وراحوا بعيدا في غرورهم وثقتهم بأنفسهم يرفضون رفضا قاطعا مبدأ الشراكة، ويتحدثون عن تشكيل حكومة اغلبية سياسية-برلمانية ، لانهم كانوا متيقنين بأنهم سيحققون فوزا كاسحا في الانتخابات، وبدلا من ان يذهبوا الى الاخرين، فأن الاخرين سيأتون اليهم ويتوسلونهم للحصول على شيء ما في الحكومة الجديدة. واكثر من ذلك كانوا يستخفون بمن يطرح مبدأ التوافقات السياسية والشراكة الوطنية، ويعتبرون ذلك المنطق بأنه منطق الضعيف والانهزامي والخاسر، والان وبعد ان انتهت الانتخابات وتبينت نتائجها، تغيرت الامور كثيرا وتبدلت لغة الخطاب، واصبح من كان السبب بتفكك الكيان الشيعي يتحدث عن ضرورة واهمية توحيد الصفوف والاندماج ومواجهة التحديات المشتركة، كان بالامس يتحدث بمنطق ينطبق عليه المبدأ القراني (وضرب لنا مثلا ونسي خلقه)، وبعد الانتخابات واعلان النتائج انقلبت الامور والمواقف والتوجهات رأسا على عقب، وماكان يقوله المجلس الاعلى ويؤكد عليه ويدعو اليه، ويلاقى بأستخفاف ، اصبح اليوم لغة ومبدأ المغرورين واصحاب المصالح الضيقة والحزبية. وهم ما ان ادركوا ان اوضاعهم ليست على مايرام، وانهم يوجهون اوضاعا لايحسدون عليها حتى راحوا يطرقون الابواب، واذا لم تلبى مطاليبهم ويتم النزول عند رغباتهم، يقومون ببث الشائعات بأن هذا الطرف او ذاك لايريد توحيد اللصف الشيعي، ويذهب الى الاخرين-البعثيين-ليتحالف معهم، ناسين او متناسين انهم من مكن البعثيين، وانهم بأنانيتهم تسببوا في اضعاف الكيان الشيعي. ولكن نقول مازالت هناك فرصة لتصحيح الامور ، في حال صدقت وخلصت النوايا، وفي النهاية لايصح الا الصحيح.
https://telegram.me/buratha