حافظ آل بشارة
تصاعدت الاعتراضات على نتائج الانتخابات التشريعية ، ومن يقول بأن هذه الانتخابات انجاز حضاري فهو مخطئ ، لا انجاز ولاهم يحزنون ، التزوير وصل الى أخوة موزه ، قال مراقبون ان التزوير نوعان نوع ابتدائي أستهدف الاستمارات ونوع ثان في العد والفرز ، الشارع العراقي يشعر بالاحباط والمرارة ، يفترض تطور العملية الانتخابية دورة بعد دورة باتجاه الضبط والمهنية وسيطرة القانون وليس باتجاه المزيد من التزوير ، العزاء الوحيد بعد هذه الفاجعة قبول الاعتراضات الرسمية ومعالجتها بمهنية عالية من قبل المفوضية عساها أن ترتق بعضا من هذا الفتق الكبير ، يجب ان نشكر المفوضية لانها اجرت الانتخابات ، بغض النظر عن مئات الالاف من المواطنين الذين لم يجدوا اسماءهم في مراكزهم المزعزمة ، وبغض النظر عن التأخر في اعلان النتائج خلافا لاصول العد والفرز في الدول مع ان الاجهزة الحديثة متوفرة لدى الجميع ، وبغض النظر عن اعلانات النتائج الجزئية التي دمرت اعصاب الناخب والمرشح واثارت النزاعات والفتن ، يبدو ان ملابسات العملية الانتخابية تركت تاثيرها السريع على المفوضية واعضائها ، فالاخبار تقول ان المفوضين اختلفوا في موقفهم من عمليات التزوير ، مما ادى الى انشقاقهم فرجال المفوضية تقبلوا ماحدث وارادوا تمشية هذه القضية المرهقة لكي يريحوا ويستريحوا ، اما نساء المفوضية فكان لهن موقف آخر ، لذا قاطعت السيدة حمدية الحسيني والسيدة امل البيروقدار المؤتمر الصحفي لاعلان النتائج ، واصل المشكلة ان هناك معركة نسوان داخل المفوضية حيث رفضت السيدتان تدخل المرأة الامريكية ساندرا ميتشل المستشارة في بعثة الامم المتحدة في ترتيب بعض النتائج في اللحظات الاخيرة ، يقال ان مقعدين انتزعا من قائمة واضيفا الى اخرى لتحقيق تفوقها ، كما حصل تغيير في المقاعد التعويضية ، و سلمت ساندرا نتائج معدلة الى المفوضين قائلة انها اكتشفت خطأ في استخدام البرنامج . الا ان الاخبار لم تتوقف عند هذا الحد ، فقد اشار موقع اعلامي الى قضية ثانية لاتقل اهمية عن الاولى في خبر يقول : ان شركة (ناشيتا) المسؤولة عن تنظيم حساب الأصوات و تأمين الإتصالات الخاصة بالمفوضية ، و التي تقدم خدماتها لوزارة الدفاع ايضا هي شركة مملوكة لمنظمة (مجاهدي خلق) وهي منظمة معادية لايران وكانت تعمل ضمن الاجهزة القمعية لنظام صدام وتحتفظ بعلاقات ودية مع امريكا ودول الغرب ويحبها البعثيون وتحبهم ، وتستقر في معسكر اشرف في محافظة ديالى رغم انف العراق . كلا الخبرين اما ان يكونا كاذبين ومثل غيرهما من الاخبار الكاذبة التي تملأ الافاق ، واما ان يكونا صادقين وهذه كارثة ، الخبران انتشرا كالنار في الهشيم ، المشكلة اننا نتحدث ليلا ونهارا عن السيادة العراقية والاستقلال والكرامة ، واذا قال لنا احد انتم بلد محتل ابتلى على عمره وندم على يوم ميلاده فيعود ليعتذر ويلوذ بالصمت ، صحيح نحن دولة ولدينا دستور وبرلمان وحكومة وقضاء مستقل ومفوضية انتخابات مستقلة وعلم ونشيد وطني وقوات مسلحة وكتل سياسية ، وليس من المعقول ان تتساقط هذه الرموز الكبيرة بما فيها من اصحاب الشوارب الغليضة وتتهاوى تحت جرة قلم المرأة الرقيقة ساندرا ميتشل ، وتلعب بنا منظمة خلق الارهابية التي تقودها امرأة اخرى اسمها مريم رجوي ولا يعترض احد سوى امرأتين عراقيتين ايضا . ماهي حكاية المعركة النسائية التي اسفرت عن هزيمة كتل وتفوق كتل اخرى؟ هل هي معركة حقيقية ام افتراضية ؟ يترتب على رجال المفوضية ان يكشفوا الحقيقة لتطويق ازمة مازالت في بداياتها ، واذا لم تكشف المفوضية عن الحقيقة فسوف نتقبل النتائج ونغلق افواهنا ، ولكن في اعماقنا مناد ينادي ان حمدية وامل هما الرجلان الوحيدان في الساحة .
https://telegram.me/buratha