عادل العتابي
اختلف اخوتي ابناء العراق الجديد في اطلاق التسميات على القوات الاميركية والبريطانية وغيرها من القوات التي دخلت العراق بعد حرب الخليج الاخيرة والتي كانت نهايتها عبارة عن تهاوي الصنم الفارغ للرئيس الاوحد في ساحة الفردوس في التاسع من نيسان عام 2003، ومعها اختفاء تام من الساحة لكل اصحاب اللون الزيتوني،البعض من اخوتي ابناء العراق الجديد قالوا انها قوات تحرير لاسيما بعد ان اسهمت بخلع اعتى نظام دكتاتوري في المنطقة وحررت العراقيين من كل ذلك الظلم الذي كان جاثما على صدورهم طوال اكثر من اربعين عاما،فيما يقول البعض الاخر انها قوات احتلال لاغير وبالتالي فان الدفاع عن الوطن والشعب وتحرير البلد من الاحتلال الاميركي والبريطاني هو واجب على كل وطني غيور على البلد ولايمكن باي حال من الاحوال ان نضع ايدينا بيد المحتل،الطرف الثالث كان اقل تشددا واكثر اعتدالا من الاراء السابقة اذ يؤكد اصحابه على انها قوات حليفة فقط ساعدت الشعب بالقضاء على نظام مقيت.كلنا يتذكر بان تسمية القوة متعددة الجنسية كانت تشير الى تلك القوات ويتم متابعة اخبارها من خلال تلك التسمية،وابدع الشعب العراقي باطلاق اسماء والقاب اخرى على تلك القوات كان الغرض الاساس منها هو التقليل من شانها واصابة هيبتها في الصميم،ورفع اسم البلد عاليا بالمقابل ،كما عرف الشعب العراقي المضحي على الدوام من هو الذي يقف الى جانب تلك القوات ويرجوا رضاها عنه ،ومن يفجر نفسه وسط فقراء العراق ونسائه واطفاله باعتباره مقاوم،فلم يعد مفهوم المقاومة واسعا جدا ليدخل في جلبابه من يقتل العراقيين من دون تميز،بل كانت هناك مقاومة معروفة للجميع وفي اغلب المدن العراقية وهي تستهدف القوات الاجنبية وليس قوات الشرطة والجيش العراقيان،او الانسان العراقي الاعزل من كل شيء حتى من قوت يومه.بعد سقوط النظام السابق جرت في العراق انتخابات عديدة ومختلفة كان اخرها انتخابات مجلس النواب التي ظهرت نتائجها قبل يومين،هذه الانتخابات وبغض النظر عن كل النتائج التي آلت اليها،اضافت اسما جديدا للقوات الاميركية والبريطانية بدأ يتداوله الشارع العراقي وهو (القوة سارقة الاصوات) نتيجة لما يظنه عدد كبير من ابناء العراق بان القوات الاميركية والبريطانية غيرت بنتائج الانتخابات وتلاعبت بالحاسوب ليعطي نتائج المخرجات وهي مخالفة تماما للمدخلات،اي ان ما يتم ادخاله من معلومات في جهاز الحاسوب لن يكون هو الناتج الصحيح في المعلومات التي يخرجها الحاسوب نفسه،مما يعني اعطاء اصوات لغير مستحقيها وشطب اصوات من مستحقيها وبالتالي فقد تحول اعداء الامس الى اصدقاء اليوم وكل ذلك على حساب الشعب العراقي.ان التاريخ يعيد نفسه ولكن باساليب وشخوص مختلفة وكما كان القطار الاميركي يوما حاملا لعدد من الانقلابين ليوصلهم الى بغداد في شباط 1963 وفي تموز 1968 فان الحاسوب الاميركي يعود اليوم ليحمل الاصدقاء مجددا من خلال سرقة الاصوات.
https://telegram.me/buratha