المقالات

القوة سارقة الاصوات

791 17:15:00 2010-03-27

عادل العتابي

اختلف اخوتي ابناء العراق الجديد في اطلاق التسميات على القوات الاميركية والبريطانية وغيرها من القوات التي دخلت العراق بعد حرب الخليج الاخيرة والتي كانت نهايتها عبارة عن تهاوي الصنم الفارغ للرئيس الاوحد في ساحة الفردوس في التاسع من نيسان عام 2003، ومعها اختفاء تام من الساحة لكل اصحاب اللون الزيتوني،البعض من اخوتي ابناء العراق الجديد قالوا انها قوات تحرير لاسيما بعد ان اسهمت بخلع اعتى نظام دكتاتوري في المنطقة وحررت العراقيين من كل ذلك الظلم الذي كان جاثما على صدورهم طوال اكثر من اربعين عاما،فيما يقول البعض الاخر انها قوات احتلال لاغير وبالتالي فان الدفاع عن الوطن والشعب وتحرير البلد من الاحتلال الاميركي والبريطاني هو واجب على كل وطني غيور على البلد ولايمكن باي حال من الاحوال ان نضع ايدينا بيد المحتل،الطرف الثالث كان اقل تشددا واكثر اعتدالا من الاراء السابقة اذ يؤكد اصحابه على انها قوات حليفة فقط ساعدت الشعب بالقضاء على نظام مقيت.كلنا يتذكر بان تسمية القوة متعددة الجنسية كانت تشير الى تلك القوات ويتم متابعة اخبارها من خلال تلك التسمية،وابدع الشعب العراقي باطلاق اسماء والقاب اخرى على تلك القوات كان الغرض الاساس منها هو التقليل من شانها واصابة هيبتها في الصميم،ورفع اسم البلد عاليا بالمقابل ،كما عرف الشعب العراقي المضحي على الدوام من هو الذي يقف الى جانب تلك القوات ويرجوا رضاها عنه ،ومن يفجر نفسه وسط فقراء العراق ونسائه واطفاله باعتباره مقاوم،فلم يعد مفهوم المقاومة واسعا جدا ليدخل في جلبابه من يقتل العراقيين من دون تميز،بل كانت هناك مقاومة معروفة للجميع وفي اغلب المدن العراقية وهي تستهدف القوات الاجنبية وليس قوات الشرطة والجيش العراقيان،او الانسان العراقي الاعزل من كل شيء حتى من قوت يومه.بعد سقوط النظام السابق جرت في العراق انتخابات عديدة ومختلفة كان اخرها انتخابات مجلس النواب التي ظهرت نتائجها قبل يومين،هذه الانتخابات وبغض النظر عن كل النتائج التي آلت اليها،اضافت اسما جديدا للقوات الاميركية والبريطانية بدأ يتداوله الشارع العراقي وهو (القوة سارقة الاصوات) نتيجة لما يظنه عدد كبير من ابناء العراق بان القوات الاميركية والبريطانية غيرت بنتائج الانتخابات وتلاعبت بالحاسوب ليعطي نتائج المخرجات وهي مخالفة تماما للمدخلات،اي ان ما يتم ادخاله من معلومات في جهاز الحاسوب لن يكون هو الناتج الصحيح في المعلومات التي يخرجها الحاسوب نفسه،مما يعني اعطاء اصوات لغير مستحقيها وشطب اصوات من مستحقيها وبالتالي فقد تحول اعداء الامس الى اصدقاء اليوم وكل ذلك على حساب الشعب العراقي.ان التاريخ يعيد نفسه ولكن باساليب وشخوص مختلفة وكما كان القطار الاميركي يوما حاملا لعدد من الانقلابين ليوصلهم الى بغداد في شباط 1963 وفي تموز 1968 فان الحاسوب الاميركي يعود اليوم ليحمل الاصدقاء مجددا من خلال سرقة الاصوات.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد الربيعي
2010-03-28
ببساطه القوات الامريكيه كانت قوات تحرير الى ان غيرت قرارات الامم المتحده واعتبرت نفسها قوات محتله وبالتالي نحن نعتبرها قوات احتلال بعد تغيير قرارات الامم المتحده..اما بخصوص المقاومه ففي وضعنا لايوجد افضل من المقاومه السياسيه التي نجحت في اخراجهم من المانيا واليابان والعمل العسكري يجب ان يكون اذا اخلوا بفقره انسحابهم وفق الاتفاقيه الامنيه وبعيدا عن المواطنين
زيــــــد مغير
2010-03-28
نعم التاريخ يعيد نفسه , حينما تدخل أبو موسى الأشعري وعمروا بن العاص وحصل ما حصل ,كنا حينما نقرأ التاريخ نقول ماذا كان رد فعل أجدادنا يوم التلاعب بنتيجة التحكيم ..سبحان الله نذوق كما ذاق أجدادنا بالأمس . السلام عليك سيدي محمد باقر الصدر والسلام عليك سيدي محمد باقر الحكيم .أنتم ترون ما نحن فيه وقد أوصيتم ورحلتم ونحن بانتظار ما سيفعله الرجال الذين أئتمنتموهم وإنشاء الله سيعملون ما نريد بحكمة وثبات من أجل أن لا يخذل العلويين .والله ولي التوفيق
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك