حافظ آل بشارة
لماذا يتباكى القذافي على العراق ؟ وماذا يقصد بالمقاومة العراقية ؟ وكيف يقول انا امثل الشعب العراقي في القمة العربية ؟ رئيس ليبيا استقبل مجموعة من الهاربين المطلوبين للقضاء العراقي واعتبرهم يمثلون العراق وهو اعلان حرب ليبي على العراق وعدم اعتراف بحكومته المنتخبة ، والقذافي شاخط كما هو شائع في العالم العربي ، وكان الرئيس المصري السابق انور السادات يسميه : مجنون ليبيا ، وكان صدام نفسه قد رزله بقوة في احد مؤتمرات القمة كما رزله ملك السعودية في مؤتمر آخر ، زوجته صفية تهيمن على قراره السياسي وقد شكت منه ذات يوم لجيهان زوجة السادات وقالت لها ان حياتها معه جحيم لانه انسان متناقض ويبحث عن الشهرة ومصاب بجنون العظمة ، وعرف باتخاذه القرارات السريعة وتأثره بالنساء بشكل هوسي وفي بداية رئاسته جعل فريق حمايته من النساء ، وفي احد مؤتمرات القمة في القاهرة وقبل بدء الافتتاح فوجئ الرؤساء العرب بدخول فصيل من الجنديات ذوات الشكل الغجري بالمكياج والبنطال الضيق الى قاعة المؤتمر وهن يفتشن المكان بوقاحة فعلق الرئيس السوداني جعفر النميري وقتها بأن على الرؤساء العرب الصبر على مفاجئات القذافي ، وكانت تقلباته في المواقف والشعارات تدل على أن الرجل يعاني من مشكلة ذهنية ، فبعد محاكمة عاصفة للمرضات البلغاريات اللواتي نقلن الايدز الى الاطفال الليبيين قرر فجأة اطلاق سراحهن بتدخل من زوجته التي كانت تدرس في فرنسا مفرطا بحقوق الاهالي الذين طلب منهم رفع دعاوى ضد الممرضات ! كما انه اثار استغراب المراقبين عندما سلم المتهمين الليبيين في قضية اسقاط طائرة الركاب في لوكربي بعد امتناعه وعناده وتهديداته العاصفة ، فجأة اصبح الرجل انعم من الدخن ناسيا سيادة ليبيا وعظمة ليبيا ونضال ليبيا مسكينة ياليبيا ، وفي موقف آخر اعلن تنازله عن المشروع النووي الليبي وتطبيع العلاقات مع الغرب بعد ان كان يذبح ويسلخ ويدعي انه المناضل الحديدي ضد امريكا والغرب ، بعد هذه المواقف فقد القذافي المعجبين به من بعض العرب البسطاء وجعلهم يشعرون بالخجل امام هذا الجنون ، هناك لمسات صدامية واضحة في شخصية القذافي لذا فسوف يزاح الستار في العاصمة الليبية عن تمثال لصدام ! كلاهما رجل عصابة اذا تمكن عربد وهدد واذا رأى عينا حمراء تنازل واستنعج ، كما يقول مقربون منه انه بين مدة واخرى يعلن زعله على الشعب الليبي فيهجر قصره ويقيم في خيمة شعر في الصحراء ومعه عدد من النوق يحلبها ويشرب وهو محاط بالغجريات المسلحات ، وبعد ايام قليلة يتوافد البدو ورؤساء القبائل على خيمته ليسترضوه ويعتذروا منه ويقولوا له نحن بدونك لانساوي نعلا مع تقبيل يديه وينتحبون في باب خيمته فيشعر بنشوة هائلة وانتصار ووانطلاق مزاجي عجيب فيعود الى القصر وسط الاهازيج . اذن واضخ جدا لماذا يكره القذافي العراق ، ولماذا يعتبر القتلة الصداميين اكثر تمثيلا للعراق من الحكومة الوطنية المنتخبة ، وفوق ذلك يقول انا امثل الشعب العراقي في المؤتمر ، (قبر يطم) أي شعب يرضى بالقذافي ممثلا له ، نحن مع العاقلين لدينا كومة مشاكل فكيف سيكون حالنا مع المجانين ؟ القذافي مثل بقية العرب يخاف الديمقراطية في العراق لانها تشكل تحديا للنهج القمعي التاريخي ، وهو مثلهم ايضا يشعر بالاسف والحزن لان البعث الصدامي فشل في العودة الى الحياة السياسية رغم كل الاموال التي انفقوها لاجله ورغم كل الخطط الارهابية وفتاوى الابادة . وهو حزين لان التغيير في العراق انهى اسطورة حاكم دكتاتور يشبه القذافي في كل شيء ، القذافي يتباكى على سقوط الدكتاتورية وليس على العراق واستقبل الصداميين الهاربين ليشم فيهم رائحة صدام ، انه زعلان على العراق لكن أي عراقي لن يذهب لاسترضاءه وان شرب صهريجا من حليب النوق في الصحراء .
https://telegram.me/buratha