د. ناهدة التميمي
هنالك مصلحة اقليمية ودولية ان يكون الحكم في العراق غير محسوم لطرف ما.. والنتائج متوقعة .. ثلاث قوى متقاربة لحد ما تتفاوت بشكل ضئيل فيما بينها مما يضطرها الى التحالف مع القوى الصغيرة .. معتقدة انها بذلك تستطيع ان تشكل حكومة ولكن هذا كمن يركض وراء السراب .. اي ان تشكيل حكومة مع القوى الصغيرة مستحيل .وبالتالي تدخل القوى الكبيرة مع بعضها في تحالفات لتشكل حكومة بطريقة المحاصصة او الشراكة الوطنية وينتج عن ذلك حكومة ضعيفة او شكلية لاتستطيع ان تحكم فعلا لان كل منهم يعرقل عمل الاخر .في اي بلد تحصل فيه انتخابات تفرز كتلة حاكمة وكتل اخرى تعارض الا في العراق فالحال فوضى لاتوجد كتلة فائزة تحكم بشكل واضح وكتل معارضة تراقب اداء الحكومة لتشخيص الهفوات والهنات وتصوب الاخطاء والانحرافات عن المسار .. في اي حال من الاحوال فان الاكراد سيكونون موجودين في اي تشكيل حكومي وهم اكثر الفئات المسنودة من جهات واطراف اقليمية ودولية مهمة.النسبة التي شارك فيها العراقيون 62% تعتبر معقولة مقارنة بغيرنا من الشعوب وليست كبيرة .. ففي اوربا وفيها المواطن مستقر ومرتاح تكون نسبة المشاركة في اغلب البلدان فيها حوالي 55%.. فمابالنا بالعراقيين بعد كل هذه الكوارث والمآسي التي مرت بهم فحتى هذه النسبة تعتبر قليلة .. لانهم يبحثون عن حل ويريدون الخلاص ..ولاننسى ان الوعي الانتخابي لدينا مازال منخفضا والقصد هنا ان المواطن العراقي حتى وان ذهب للانتخابات فانه سينتخب وفق الطائفة او العرق او العشيرة او الحزب .. فهو غالبا مايكون غير قادر على تشخيص مصالحه الى امد بعيد حتى مستقبل اولاده قد لايعرفه .. وهذه لاتقارن بدوافع المواطن الاوربي في ذهابه الى صناديق الاقتراع .. فالاخير يبحث اول مايبحث عمن يوفر له رفاهية اكثر ويزيد ارباحه ويخفض ضرائبه ويمنحه مستوى معيشة وامن اعلى. .. وعلى العموم مازلنا في بداية طريق الديمقراطية ولكن كنا سابقا نصرخ ونقاتل من اجل الخلاص من المحاصصة اللعينة التي عرقلت كل شيء ووضعت العصي في الدولايب والتي يبدوا انها اصبحت قدرا مقدراعلينا ... واليوم نصرخ باعلى صوت بان هذا الوضع .. وضع المفوضية غير مقبول وتوزيع الاصوات وكانها حسبت بالمليم بين ثلاثة كثل للمرة الثانية او الثالثة اذا ماحسبنا انتخابات مجالس المحافظات امر مرفوض وبات العراقي يعرف ويدرك كيف ستحسب الاصوات والنتائج سلفا .. يجب ان نتخلص من هذه المحاصصة الافرازية العدية الاحصائية للمفوضية والتي تظهر دائما وبقدرة قادر مفصلة تفصيلا شبه دقيق على قياس ثلاث كتل كبرى ليست محسومة لاحد وليس فيها فائز واضح ولاخاسر واضح ولاكتل معارضة واضحة .. اي ان الوضع يراد له ان يكون دائما مشوشا وغير مستقر وغير محسوم لطرف او حزب او كتلة.
https://telegram.me/buratha