قاسم العجرش
مشكلة العراق تكمن في سيطرة الشمولية وأيدولوجيتها على تفكير الساسة حتى وإن إدعوا إعتناق الديمقراطية ،وبالمحصلة فالمشكلة تمكن في غياب الديمقراطية التي هي الدواء الشافي للازمة العراقية ، ومن المؤلم أنه قد ساهمت كل من النخب السياسية والثقافية في حرب الساسة ضد الديمقراطية، مما سيفضي لاحقا الى تدخل المؤسسة العسكرية التي لم تغادر تقاليدها ولم تع التغيرات الحاصلة في البلاد في الشئون السياسية، ناهيك عن أن ذلك أدى الى استمرار فرض الدكتاتوريات السياسية الجاهلة. وأوجد مساحة واسعة تصل الى مستوى الحظوة للطائفية ومفاهيم رجعية تستغل الشعب من اجل اغراض الطائفيين، ولم يتم البحث عن الهوية لدولة متعددة الثقافات، وعدم الإعتراف بتخلف الشعب وجهله بالديمقراطية وعناصرها، وكان هناك غياب لدور المثقف الذي هو إحداث اثر ايجابي على الراي العام..والنخبة المثقفة مكملة للسياسية وكانت النتيجة سيطرة الطائفية المتسيسة، فشل النخبة المثقفة دعم فشل النخبة السياسية في صياغة قوانين ناظمة للحياة السياسية تاخذ و تعطي التباين والتعدد في مكونات الدولة في الاعتبار، مما أدى الى هامش كبير من القمع الممنهج مارسته نخب الصفوة الحكومية التي باتت ترتدي ثياب الليبرالية بمقاس غير مقاسها . وما دامت النخبة السياسية والنخبة المثقفة مدنية اوعسكرية مكملة لبعضها البعض باعتبارهما الصفوة التي نالت قدر من التعليم الحديث ،ويفترض بهم قيادة بلادهم نحو مصاف الاستقرار غير انهم اخفقوا. فأن جميعهم جزء من الازمة. اذن فجانب كبير من ازمة البلاد هي ازمة المتعلمين لدى هذا الاتجاه . وكانت بواكير أزمتهم إختلافهم على تعريف محدد للديمقراطية مما أدى الى اختلافهم حول تعريف ازمة بلادهم.وأبسط دلالات ذلك هو أن بعض زعماء المؤسسات السياسية منهم يمارس في مؤسسته (حزب او كيان أو مؤسسة مجتمع مدني) ما يعده هو نفسه ليس عملا ديمقراطيا - حتى بتعريفه - ليس لأنهم لا يعون دورهم، ولكنهم من قوى القرن الماضي وعناصرها التي مازالت الفاعلة في الساحة العراقية.إن الخلل الأكبر كامن في تركيبة الدولة. وفي غياب مشاركة عادلة في السلطة والثروة بعدالة. والأزمة بالمحصلة ازمة مجتمع انعكست على الممارسة السياسية التي سببها فشل النخبة السياسية في ادارة مؤسساتها السياسية انعكس على ادارة الدولة. واستمر ممارستهم للانتهازية بغرض الوصول الى السلطة. أن الأزمة لا تكمن في غياب الديمقراطية بل تكمن في غياب مرتكزات الديمقراطية الأساسية، فالديمقراطية الحقيقة لم تفشل عندنا لأنها لم تمارس أصلا بشكلها المتعارف عليه عالميا..وحل مشكلة العراق في ( كيف يحكم ) وليس (من يحكمه).
https://telegram.me/buratha