د.محمد السبطي النجفي
لايخفى على الجميع ان المحافظات العراقية قد شهدت مضاهرات واسعة مطالبة باعادة فرز الاصوات كما شاهدنا ان المتظاهرين ملئوا مناطقهم صخبا واحتجاج بعد ان ملئت مقابر جماعية وسجون عند تولي حزب البعث العربي التكفيري فشتان بين الاثنين . وقد كانت للمتظاهرين غاية معلنة وغايات باطنة وما يهمني هنا هي تلك الغايات الباطنة لان الاعلام كفيل باظهار تلك الغاية المعلنة .
ان اهم الغايات الباطنة للمتظاهرين كانت الحيلولة دون خسارة المالكي حتى يكسب الرهان الذي راهن عليه عندما انفرد من الائتلاف الرئيسي وكون تشكيله المعروف بدولة القانون حتى لا يلامون على عواقب هذا الانشقاق فهم يعلمون جيدا ان اي خسارة في اغلبية الاصوات يعني الضوء الاخضر لعلاوي لتشكيل حكومته المرتقبة والتي كلفته (علاوي ) مليارات المال الخارجي من الاخوة القوميين العرب ومثل هذه الاموال لاتصرف لاجل ان يعود المالكي بولاية ثالثة بحزبه المشؤوم على الامة العربية (على حد تعبير احد عرابي الحكومة العربية المرتقبة ) واضف الى جنابكم الموقر ان المشكلة العربية هنا لاتنتهي بالمليارات التي صرفت لعلاوي لان هذه المليارات (سلف) اخذها علاوي لاجل معلوم (على حد قول احد وزراء علاوي المرتقبين ) ، بل المشكلة تعدت الاموال التي انفقت ، المشكلة ان الاخوة الاشقاء العرب اجهدوا انفسهم طيلة السنة الاخيرة وبكل ما اوتوا من اعلام ومخابرات وخطط استراتيجة شاملة ، وبما ان الفكر (الميكافيلي ) عند الاخوة الاشقاء لذا فغايتهم (السامية ) بررت لهم وسائلهم (القذرة ) حتى وان تطلب الامر بضعة ارواح من العراقين (ولد الخايبة ) عن طريق اربعائات وثلاثائات وجمع (دامية ) لان ميكافيلي قال يوما الغاية تبرر الوسيلة لذا عودة لبدء لايمكن للمالكي او غير المالكي او اي شخص متخندق بخندق المالكي الطائفي (على حد قول الربع العرب ) ان يرجع للحكومة للسنوات الاربع القادمة لان السيناريوا المعد والمخطط له عن طريق اكبر مؤامرة سياسية عرفتها الدول هي كالاتي :
بعد ان ينهي الحكم الدولي المباراة بفوز قائمة علاوي لذا على الرئيس السابق تكليفه بتشكيل الحكومة وهذا طبيعي . علاوي لاربع سنوات قادمة ماذا يعني ؟ يعني
اولا: انتصار ( لارادة الشعب) في الابتعاد على الاحزاب الدينة التي جلبت الفساد والسرقات والدمار للبلاد بعد حكومة ابو عداي (على حد قول الشرقية ) وهنا الحرب النفسية التي تتولد جراء هذا الامر وخيبة الامل والاحباط لدى الاحزاب الدينية مما يقلل من رصيدها الجماهيري .
ثانيا : اعلان حزب البعث (العربي) التكفيري بانه فاز باكثر من اربعين مقعد ويعلن انضمامه للعملية السياسية (على حد قول رابع المستحيلات ) خصوصا ونحن علمنا ان البعثين (العرب ) تبادلوا التهاني بهذا الفوز بعد اعلان النتائج الجزئية (على حد قول المفوضية العليا للانتخابات ) مما يعني ان حكومة علاوي المرتقبة سوف تكون توافقية مع البعث التكفيري مما يشل من حركة المتفجرات والانتحاريات والعبوات المنفذة من الاخوة المقاومون (العرب ) . وانتم تعلمون عراق بدون بعث (مقاوم) يعني عراق بدون دماء .
ثالثا: ونتيجة للاتفاقية الامنية التي اعلنتها حكومة المالكي (الطائفية ) (على حد قول احدهم اعلاه ) مع القوات المحتلة والتي تعنى بالانسحاب النهائي لنهاية هذا العام ، هنا سوف يأتي دور فصائل (صابرين ) المقاوم ليعلن انتهاء فترة (المقاولة ) المسلحة بعد ان خرج اخر جندي امريكي (مختصب لصابرين ) وبالنهاية يعني العراق سيعود امن بعيد عن مهاترات التكفيرين والبعثيين والمقاولين .... عفوا المقاوميين ، وهنا جاء دور التصور العراقي للوضع الحالي علاوي علماني حاكم العراق الاسلامي . احزاب اسلامية خارج السلطة (معارضة ) وبعثيين بالعملية السياسية (مؤقتا ) والاخوة التكفيرين العرب والقاعديين الافغان رموا السلاح ولملموا جراحهم برتق بكارة (صابرين ) بالمقابل اعلام العربية (ملمع للحكومة ) (ليش لا اذا بيها ساعات ذهب ) واعلام الشرقية تظهر انجازات البعث العربي العلاوي وايضا (ملمع للحكومة ) وناهييك عن البعثيين في الداخل والخارج ودعاياتهم واشاعاتهم . هنا سيصب وابل الغضب وجل الويلات على الاحزاب الحاكمة السابقة وهنا بيت القصيد عندما نعلم ان الاحزاب السابقة احزاب اسلامية (طائفية ) (نفس المصدر ) وبالتالية فقدان الجماهير التي اصرت على ان لاتعطي صوتها الا لهذه الاحزاب بثلاث انتخابات لكن للاسف الصراع الداخلي والتشتت المصطنع والمصالح الشخصية حالت دون توحد هذه الاحزاب وتشكل الكتلة الاكبر لتشكيل الحكومة وعندها يعلم ان الذي اعطى صوته لائتلافين لم يكن بمحله لانهم سمحوا للبعثيين التكفيريين المرتزقة بان يتحدوا فيما بينهم بينما الائتلافيين الكبيرين المولودين من صميم المعاناة ورحم المقابر الجماعية وزنازين السجون وويلات الثكالى وصراخ الارامل ونحيب الايتام وفداء المراجع الشهداء ، لم يتحدوا يوما .
الائتلافين الذين لهم الدور الاهم والاكبر في ترسيخ ثقافة الديمقراطية بالعراق الجديد وطمر الماضي في مستنقع السفالة والخزي والعار . لهم الدور الاكبر في بناء اكبر منظومة ديمقراطية عرفتها المنطقة لكن للاسف حال عدم اتحادهم سوية الى ان يعيدوا الدفة للجلاد ويحكموا على الشعب بالمعاناة مجددا .لذا مقالى بطلب متواضع (على حد ما ذكر اعلاه ) يجب ان يتحدا الائتلافين ومن بعدها يتم توزيع الادوار والمناصب والا فالبعث قادم قادم قادم .
https://telegram.me/buratha