عماد الاخرس
لأن العمل بالديمقراطية الانتخابية لأعلى هرم في الدولة ( كرسي الرئاسة ) يعنى إزالة الأنظمة الديكتاتورية المتسلطة على رقاب وأموال الشعوب.. وهى المعمول بها في العراق الديمقراطي الجديد. أما عن آخر الأعراض الهستيرية لخوف العقيد القذافى فهي إعلانه الجهاد ضد دولة سويسرا وكأنه يعيش في عصر الفتوحات الإسلامية ! إن تصرفه هذا دليل على انه لم يضع أي اعتبار للقوانين والأنظمة الدولية ولم يتعظ من حادثة لوكربى عندما نفذ أفكاره في الاعتداء على الشعوب والتي دفع ثمنها غاليا من أموال الشعب الليبي حفاظا على كرسي حكمه ! وهنا أيها القارئ الكريم عليك أن تُحدد وبموضوعيه أي الدول تستحق رفع راية الجهاد الإسلامي ضدها.. التي تهيمن عليها انظمه ديكتاتوريه يُربى ويمنح سلاطينها أبناؤهم حق الاعتداء على مواطنيهم ومنهم الفقراء والبؤساء من شريحة الخدم كما فعل ابن القذافى أم الدول التي تحكمها انظمه ديمقراطيه توفر الحماية وتمنح الحقوق لأبسط الناس !! لقد اجتمع القذافى بمجموعه من العراقيين أنصار النظام الصدامى السابق ليلقى عليهم واحده من خطبه المألوفة والمعروفة بغطائها الديني في الدفاع عن المسلمين وحقوقهم .. وتبرع العقيد بان يكون ممثلا لهم وللشعب العراقي اجمع في اجتماع التنديد والاستنكار القادم الذي سيحضره الملوك والرؤساء الجمهوريين الوراثيين العرب والذي يُعقد في مدينة سرت الليبية .. ولا عجب أن توافق هذه المجموعة على إعطائه شرف هذا التمثيل لأن هناك تقارب كبير في سياسته وأخلاقه مع قائدهم الضرورة صدام ولكن يبقى المصير مجهولا.. وهنا على الجميع الانتظار!! وبدلا من هذا التعدي الصريح على كيان ووجود الحكومة العراقية الحالية بحجة كونها حكومة احتلال كان عليه بصفته رئيسا لهذا الاجتماع مطالبة الأنظمة العربية بوضع حد لتدفق الإرهابيين من بلدانهم إلى العراق وإيقاف الدعم لهم لان جرائمهم القذرة هي التي أطالت أمد الاحتلال ووفرت الذرائع لبقائه.كان الأجدر به إثبات وإظهار حسن نواياه تجاه الشعب العراقي وتجربة حكومته الديمقراطية في تعزيز ودعم المصالحة الوطنية العراقية ونصح هذه المجموعة بضرورة نسيان الماضي والبحث عن نقاط الالتقاء مع حكومتهم العراقية الجديدة .أما قيامه بالتدخل وبسوء نية في الشأن الداخلي العراقي واتخاذه الاحتلال الذي أصبح معروف للجميع بأنه سلاح الحاقدين على التجربة الديمقراطية العراقية فهذا أمر مرفوض لان في العراق حكومة منتخبه قادرة على رسم السياسة الصحيحة للبلد وإنهاء الاحتلال .واختم مقالي بتوجيه النصح للعقيد بان الحل الوحيد للشفاء من هاجس الخوف من الديمقراطية ليس التفكير في إفشال التجربة العراقية بل إجراء إصلاحات في نظام حكمه ومنح شعبه الحق الانتخابي لأرفع مستوى في الدولة وأعنى بها الرئاسة وعسى أن تُغفَر له ذنوب أربعة عقود من التسلط على رقاب وأموال الشعب الليبي .. وعليه اليقين بان الديمقراطية قادمة لا محال بصيغة وأخرى وقد تكون بنفس الأسلوب العراقي وحينها سينال عقاب الموت الذي هو مصير كل الديكتاتور!
https://telegram.me/buratha