بقلم / أحمد سعيد / أستراليا
أُبتلي العراق والعراقيون بمرض دس ألانوف العربية في قضاياهم الداخلية منذ أمد ليس بالقصير . ونحن لسنا بصدد سرد تاريخي عن كم ومقدار تلك التدخلات وما وراءها من أحقاد وأطماع بخيرات بلدنا التي كانت نهباً لعربان الصحراء بفضل حاكمنا الاهوج صدام التكريتي لما يقارب الاربعين عاماً ، ناهيك عن حجم التبرعات والعطايا والمنح للدول الصديقة والشقيقة وما أكثر شقيقات البعث وأخواته في أوروبا الشرقية وبلدان العهر ألاممي .وقد تنامى هذا المرض العرباني منذ زوال حكم العفالقة في نيسان من عام 2003 حتى أصبح ظاهرة تؤرق نوم الحكام والملوك وألامراء المتؤرمين من طول ألالتصاق بكراسي حكم شعوبهم التي تعاني ألامريين من ظلمهم .القذافي كان واحداً من هؤلاء الذين ظل يطاردهم شبح التغيير، ومخاوفه لم تبرح خيمة الوساوس والعفاريت التي يلجأ اليها كلما أنتابته حالة هيستيريا الخوف من النهاية الملتصقة بشخصيته ، فالقذافي يعاني ومنذ عام 1969 من أضطرابات نفسية كبيرة ومخاوف وأشباح تطارده أينما يكون ، وقد تلقى علاجاً نفسياً في أحدى مستشفيات القاهرة أيام حكم جمال عبد الناصر ، ولم تفلح جلسات العلاج النفسي والتي أستمرت لعامين شيئاً مع حالته المرضية . وقد أزدادت حالته النفسية والعقلية سوءً بعد قتله لنائبه ألاول عبد السلام جلمود .مما لاشك فيه إن زوال حكم الطاغية صدام التكريتي ، وثبوت نجاح التجربة الديمقراطية العراقية الجديدة وخاصة ما أفرزته تجربة ألإنتخابات من أصرار العراقيين على تبنى مشروع التغيير السياسي والنهوض بعراق واحد متكاتف ومتأزر لبناء بلد يجمع كل العراقيين تحت لواء الديمقراطية ، قد نمّا حالة المرض النفسي لدى القذافي ، وأزداد في داخله شعورالخوف والقلق من المصير المحتوم ، خاصة وأن يداه هي ألاخرى ملطخة بدماء ألابرياء من الليبين في الجبل ألاخضر الذي داست فيه دبابات جيشه على رؤؤس المعارضين لحكمه وديكتاتوريته في ثمانينات القرن المنصرم .ورغم مناوراته السياسية وأستعراضاته البهلوانية في مؤتمرات العربان ، ألا أن مخاوفه ووساوسه من أنتشار نموذج التغيير العراقي ، دفعته الى التسليم للامر الواقع فأعطى بيده اليمنى كل الملفات السياسية والعسكرية المتعلقة بليبيا لاسياده في أوروبا ولأمريكا وظل يلوح باليد ألاخرى على مؤخرة العربان المفتوقة بعلامة النصرالبعرانية العربانية .أطل علينا برأسه المنكوش ووجهه العبوس من خيمة وساوسه ليتبنى موقف المدافع عن حقوق القتلة والجلادين والمرتزقة من ازلام حكم صدام التكريتي وينصب نفسه محاميا عن فضائحهم وجرائمهم دون خجل أو إستحياء ، وممثلاً رسمياً لصفحاتهم السوداء في تاريخنا ، وهو إذ ينتهج في ذلك خطى غيره من حكام ألاعراب المرعوبين والمهزوزين من الاعماق من هذا التواصل مع الحياة وتلك ألإرادة الفولاذية التي ترسخت في شخصية الفرد العراقي في مقارعة الظلم وألانتصار للديمقراطية والكرامة . وسيكون رد العراقيين هو المزيد من الصمود والتفاني في العمل للوقوف بوجه الدسائس والمؤمرات التي تحاك في خيام البدو لعرقلة مسيرة النجاح .
https://telegram.me/buratha