المقالات

حوارات العقل الباطن

887 18:25:00 2010-03-24

حافظ آل بشارة

لم تكن مفاجئات الانتخابات سارة للجميع ، كانت لعبة دستورية وشرعية مثل أي لعبة سبقتها ، اللعب 3 انواع لعبة طاولة تعتمد الصدفة ولعبة شطرنج تعتمد الخطة ولعبة دومينو نصفها للصدفة ونصفها للخطة ، الانتخابات لعبة استخدمت الاساليب الثلاثة ، كتلة لعبت الطاولي فيما لعبت اخرى الشطرنج اما الثالثة فكانت طريقتها الدومينو ، يقول الدكتور علي الوردي في كتابه (خوارق اللاشعور) ان مايقرره عقلك الباطن هو الذي يتحقق وان لم تبذل لاجله جهدا و ما يرفضه عقلك الباطن لن يتحقق وان بذلت عمرك لاجله ، كذلك اللعب الانتخابي ربما انتصرت فيه الحسابات السرية للعقول الباطنة لكل من المرشحين والناخبين ، اذا استبعدنا التزوير جدلا فالنتائج تعني ان الناس انتخبوا من يريدون ولا احد يعاتب الشعب ، وكيفما تكونوا يول عليكم ، والمرشحون اشكال فهناك من تسابقوا على كسب حب الناخبين ، فيما تسابق قوم آخرون لكسب مزيد من الكراهية بدون قصد ، كم شخصية تحاول تحبيب نفسها للناس فيقابلونها بالريمونت الذي ينتقل بهدوء الى قناة اخرى ، شخص كلامه ساحر لكنه في عقله الباطن لا يحب الناس ويريد ان يخدعهم ويتاجر بهم فيظهر الود المصطنع ، فتقابله عقولهم الباطنة بالاستنكار والبغض والرفض ، معركة صامتة بين العقول الباطنة . وكثير منا يصادف ان يحب شخصا بلا سبب ويكره آخر بلا سبب ايضا ، العقول الباطنة تعمل على اساس الحقائق الراسخة ولا تنفع معها الشعارات والخطابات والتودد والتباكي فهي لا تغيير اشعاعات العقل الباطن التي تستقبلها عقول الاخرين وترد عليها في حوار ملكوتي اثيري لاحسي لا صوتي ، هذا الحوار هو الذي يحسم المواقف وليس الحوار المسموع . اذا كانت العقول الباطنة قد لعبت لعبتها في الانتخابات ورسمت الخارطة السياسية ، الا يمكن ان تلعب تلك العقول دورها في ايجاد تحالف هادئ وبريء بين شطري جماعتنا الاقدمين ، اقصد الائتلاف الوطني ودولة القانون ، الا تميل عقولهم الباطنة الى ان كلا الائتلافين في اطار العراق تجمعهما عناصر كثيرة جدا تتعلق برؤيتهما السياسية ، وتماثل مشروعيهما في ادارة شؤون البلاد ؟ الا يعتقد الطرفان ان أي تشتت في قدرات القوى الوطنية العريقة التي قاومت النظام السابق قد تفتح ثغرات تؤدي الى اختراق العملية السياسية وحرف مسيرتها لصالح قوى لاتؤمن بالديمقراطية ولا بالشراكة الوطنية ؟ ان خطأ التقدير البشري هو الذي منع ائتلاف دولة القانون من التحالف مع الائتلاف الوطني قبل الانتخابات فقد كان الاخوة هناك يعتقدون ان الساحة ساحتهم والجمهور جمهورهم والهواء معهم ومدربهم من الرواد والحكم صديقهم فلماذا التحالف مع الآخرين واعطائهم امتيازا ؟ وعندما انتهى الشوطان وامتلا الكيس تصاعدت الاعتراضات في الوقت الضائع ، ان لعبة تحالفات ما بعد الانتخابات اصعب بكثير من من التحالفات التي تسبقها ، لان الخيارات المتاحة قبل الانتخابات تتعلق بمكاسب محتملة اما مابعدها فالامر يتعلق بمكاسب مؤكدة ، في اطار مشروع تشكيل الحكومة ستكون الخيارات كثيرة ومتضاربة ومثيرة للصداع والدوار ، يقال ان أي كلام في هذا الاتجاه حاليا مجرد مقدمات اما النقاشات الحاسمة فلن تبدا قبل الجمعة المقبلة موعد الاعلان عن النتائج النهائية للانتخابات ، ستكون مثل نتائج انتخابات الرئاسة في افغانستان التي نسيها الناس لتأخرها وقرروا ان يستثمروا وقتهم في مزيد من القتال. ولكن الاندماج بين الوطني ودولة القانون يجب ان يعلن الآن فورا لانه ليس خيارا من خيارات اجواء تشكيل الحكومة ورهاناتها ، بل هو اكبر بكثير وابعد مدى ، انه خيار مرتبط ببقاء العراق دولة موحدة وشعبا مستقرا ومشروعا ناجحا والاسباب معروفة ، ومن لا يعرفها فليراجع نفسه وليبحث عن عقله الباطن هل مازال يعمل بقوة ام (رافع راس الباتري) بانتظار يوم الجمعة ؟..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
army
2010-03-27
الاندماج بين الوطني ودولة القانون يجب ان يعلن الآن فورا لانه ليس خيارا من خيارات اجواء تشكيل الحكومة ورهاناته...... نعم هو امر شعبي يلزم قادة الائتلافين بغض النظر عما جرى وحصل فنحن نقولها وبصراحة اتباع ومحبي امير المؤمنين وهذا هو بيت القصيد في كل ما جر ويجري علينا والحمد لله على ذلك حباً . الحب والاخاء والوحدة يا ابناء واتباع علي الكرار عليه افضل الصلاة والسلام. و تكرروا ماسي الماضي .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك