نعم هو شرف ورفعة وعزة يحملها بفخر انه مذ كان في الارحام المطهرة والاصلاب الشامخة وهو سيدا محمديا علويا حسينيا وهؤلاء هم لب الاسلام والعرب واساسه ورفعته وهو وان كان فارسي المولد فلايعيب الانسان ذلك ولكنها جاهلية من يرددها يكررها قاصراعقله , وضيعة حجته , ناقص ادراكه , قليلة معلوماته, لم يقرا " لافرق بين عربي واعجمي الا بالتقوى " ولم يعرف " ان اكرمكم عند الله اتقاكم " وهو عبد من عباد الله ذلك المتقي المحمدي القرآني الايمان والحركة والهوى وسبق وان قالها جده في مثل هكذا موقف ليربي الاجيال من بعده وليضع الحجة على الشاذين عن نهجه منهم من يردد اليوم ذات النشاز المنكروسبق وان قال جده في يوم من ايام التمييز العنصري الجاهلي " سلمان منا اهل البيت " وسلمان المحمدي كان فارسيا ولم يكن نسبه في المولد محمديا ولكنه اصبح محمديا و" منا اهل البيت" حينما امن بالله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فقط فيما كان سيدنا السيد علي السيستاني حفظه الله المحمدي العلوي الحسيني النسب والمولد والولاء والايمان والعشق والهوى فحق عليه القول علي السيستاني منا اهل البيت نسبا وصلبا وايمانا بالله ورسوله وال بيته الطيبين الطاهرين ولانه عشق العراق وآثر العيش فيه على موطنه طوال عمره فحق على العراق والعروبة ان يقولا ان السيد السيستاني منا اهل العراق ومنا اهل العروبة والاسلام المحمدي ..
ليست هي المرة الاولى التي اراه فيها فمنذ ان وعينا على دنيا الظلمة والطواغيت ونحن نعيش قرب من يجاهدهم بكل مايتمكن تلك الكوكبة الخيرة من الاحرار الابرار كان ونخبة العمالقة الافذاذ من مراجعنا العظام امام عيوني اراهم ويراهم اهلنا في كل يوم وساعة بحكم الجيرة وقربهم من ابنائهم وتلامذتهم والمستضعفين ولكنني في اخر زياراتي للعراق العزيز تشرفت وتكحلت عيوني برؤية تلك الطلة البهية لسليل الدوحة المحمدية العلوية الحسينية الاسلامية عن قرب وازدان سمعي وبصيرتي بنغم الايمان الشجي ينطلق من فاهه العطر العذب غمرنا بالحنان الابوي والدعم التربوي والمدد المعنوي ومن المؤكد انكم في شوق لمعرفة المزيد ..
لن اتي بجديد حينما اقول انهم من كانو ايام الطغمة الباغية محميين برحمة الله وحدقات عيوننا ومصانين رغم التضييق والقهر والارهاب والاقامة الجبرية بقوة الله والمجاهدين الابطال يحميهم من استمات واستشهد من اجل بقاء هذه السلسلة المجاهدة الحاملة لرسالة الاسلام وثقل الامامة تنقلها الينا جيلا بعد جيل ومنها الى الامة واجيالها المتعاقبة لتنير لجمع الاحرار درب الهداية الحق واما الان فهم لما يزالو حاملي هموم المؤمنين وثقل الامة و العراق ولما يزالو الرقم الصعب الغير قابل للقسمة على الظلم والقهر والاقصاء بل هم حاصل جمع الصابرين الواثقين بنصر الله المؤمنين , مطروح من امامهم الفاسقين وسيبقون سيفا سل لضرب المارقين والمنافقين ..
هو كما عرفته ورايته الامام المفدى والعلم الزاهد العابد البسيط في تواضعه القوي بعزته الضعيف البنية القوي العزيمة والشكيمة , المهموم الذي يرفدك بنشوة النصر والفرح والسرور الغامر تدخل اليه محملا بثقيل الهم فتخرج منه مولودا من جديد يعطيك الامل بالشفاء النفسي وجرحه غائر لايسعك وانت تراه الا ان تتلعثم وتتشتت بين فكيك الكلمات وتمضي المدة دون ان تشعر الا وانت في خسارة كبيرة لانك تودع ابا وعظيما لايمكن لاي محتاج او يتيم او مظلوم الا ان يحن الى رؤيته ويستطيب جواره وسماع افكاره وان يلتصق به طمعا في انتزاع المعنويات والقوة والامل والحلم والعلم والتقوى والتواضع والزهد منه للمضي في درب الحياة منتصرا حتى النهاية ..
كنت معدا للحديث معه دفاترا فلما التقيته وجلست امامه تبعثرت اوراقي وانعقد لساني ولم اجد من تلك الحروف التي كنت اود ان اسطرها اسئلة امامه حرفا واحدا ولكنني لا اخفيكم سرا امتلك من الطمع الكثير وقلت لنفسي ولم لا انها فرصتي التاريخية ان انال ما يحلم به الملايين ممن يتوقون للقياه وسماعه والتمتع بعبق انفاسه الايمانية لا بل انني نلت ما يمكن ان اسجله نصرا لي على المستحيل واتخذت لي موقعا لاجلس فيه في ذلك اللقاء قد يعتقد الاخرين انه غير ممكن وغير معهود ولكنه مع ابي ومعلمي ومدرستي امر طبيعي وممكن وجلست امامه وجها لوجه ومباشرة دون اي حاجز او مانع لاسمعه وادقق النظر اليه فالفرصة التاريخية الثمينة قد لاتتكرر مرتين هكذا كنت اخاطب نفسي عند تلك الساعة ..
وصلت الى قربه تناولت يده اليمنى الطاهرة ممسكا بها طوال الوقت واللقاء و لم اتركها ثانية واحدة اتحسسها باصابعي وهو مسترسل بالحديث معي و قبلته في جبينه الوضاء انظر في بريق عينيه المميز ومن العادة ان يكون الجلوس بجانبه ولكنني جلست امامه لايفصله عني اي مانع ويدي ممسكة بيده مباشرة ولم اتركها حتى ودعته مقبل اياه ولا استطيع ان اصف لكم شعوري وانا بهذه الحالة التاريخية التي اعتبرها فوزا كبيرا ورحمة من الله قد نلتها في هذا الوقت العصيب من تاريخ العراق والامة والانسانية وقد يقول قائل وهل مسك يد هكذا عظيم والجلوس بقربه هو النصر الكامل ؟؟
لا ابدا لن يكون اللقاء او القرب منه او امساك يده بحد ذاته هو النصر الكامل بل هو جزء من النصر والانتصار الاكبر هو حينما يسجل لك التاريخ انك وفقت لسماع توجيهات هذا الرجل العملاق من فمه مباشرة والتحرك بعدها وفق ما انجزه وحققه من انتصار للكرامة والايمان والعزة , انتصاراُ على الخنوع والخضوع والذلة وحينما يكتب التاريخ انه من كان يحج اليه الملوك والزعماء صاغرين لا هو من يذهب اليهم اليهم كعادة لعقة موائد اللئام لا بل يمتنع عن لقاء من يشاء منهم وفي ذات الوقت التي تمنع تحرم الملوك من رؤيته يلتقي المستضعفين والبسطاء بحرارة وقوة وحينما يكون مثلي قد نال من عبق هذا النصر هذا القليل الكثير فهو اذن انتصار مهم وتاريخي لي ..
كان يعرف سماحته مسبقا انني ابنه البار القادم من ديار الغربة المفارق لوطنه سنينا عجافا والمتشوق لسماع نهجه و تسديده ونصحه والاسترشاد بحنان ابوته ولانني في حرج شديد من ان اطلب المزيد من الوقت ما يمكن ان يكون محرجا للاخوة في مكتبه ومنظمي اللقائات ولانني حينما دخلت اليه كان هناك المئات من الذين كانو ينتظرون لقاء سماحته على الباب وفي الخارج كل منهم يحلم بثواني للسلام عليه ولان وقتها كانت صحته الغالية ليست على مايرام فآثرت ان اترك الامر لنهاية حديث سماحته معي ولعلمي ان كل كلمة سيقولها هي كنز كبير ومدرسة مهمة يجب ان نتخذ منها منهجا في الحياة والعمل فلم اعر الوقت اي اهمية رغم انه وقت غال وثمين ..
اعود الى لب الموضوع وعنوان موضوعي ولاقل لكم ماهي التعليمات والوصايا التي اوصاني بها سماحة السيد السيستاني رعاه الله احسبها من الاهمية بمكان انها الرد على المتخرصين الشواذ الذين لانهج لهم سوى الحقد عليه وهو لسان حاله يقول اللهم ارحم القوم واهدهم الى طريقك الحق المستقيم وهي في ذات الوقت الرسالة التي يجب ان يعمل بها من يرددون دوما انهم رهن امر المرجعية ونهجها وهم لن يتحركو خارج تصويبها وارشادها ..
كعادته وكما عرفناه قليله كلماته كبيرة حكمه واسعة المفاهيم مفرداته وباختصاره مدرسة وثقافة من كل كلمة تتشعب الشعب وتنطلق المنطلقات ولم انهي سلامي عليه وقبلتي على جبينه الطاهر حتى بادرني بالقول ومن خلالي لجميع المؤمنين :
" ابنائي بما انكم تسكنون في بلاد الغربة مجبرين بسبب الظروف التي مرت بكم وولد لكم هناك ابناء ولكم هناك عوائل واولاد وبنات فاوصيكم بالاسلام خيرا وحسن التعامل بينكم ومع الاخرين ومن استضافكم لتكونو قدوة تمثلون الاسلام خير تمثيل والخلق الاسلامي واوصيكم باللغة العربية فهي لغة القران والجنة واكد على التكلم بالعربية في مابيننا ومع اطفالنا خصوصا واضاف قائلا " اوصيكم بالاهتمام باولادكم الله الله في اللغة العربية والتربية الاسلامية الصالحة اهتموا بهم من هذا الجانب واوصيكم بالحديث معهم بالعربية في البيت والاهتمام بتدريسها لهم مع العلوم التي يتعلموها في مدارسهم وان تمنعوهم من الحديث في البيت بغير العربية لكي لاينسوها لانها لغة القران والاسلام "
نعم هذه اول واهم وصاياه لنا نحن ابنائه في الغربة واكرر قد ركز سماحته وقال الله الله في اسلامكم واللغة العربية هكذا يقولها بلغة عربية فصيحة اخجل ان اتكلم بحضرته بلغة لا اتقنها لانني القاصر وهو الملم بها ما اجمل فصاحته ودقة وروعة استرساله ..
الله الله باللغة العربية هكذا قال في اول وصاياه لنا يا امة تشتمه بانه الفارسي الكاره للعروبة والمحرض على منعها في العراق حاشاه من ذلك وشرف له انه منا اهل الاسلام والعراق والعروبة ..
الله الله في العربية يا ابنائي هذا هو خطابه يا امة لاتستحي وتخاف الله ببغضه وتنطح في صخرته المنيعة لتحطم راسها مخزية ملعونة الى ابد الابدين ..
هل انتهى كلامه معي عند هذا الحد وانا لازلت وبقيت ممسكا بيده الطاهرة ارقب حديثه بدقة واقول مع نفسي يجب ان اصمت واسمعه فقط فالوقت يضيق وعلي الحصول منه على المزيد :
بادرته بالسؤال ماذا توصينا سيدنا الجليل نحن ابنائك من الاعلاميين والكتاب ونحن نتصدى في ساحة الاعلام للوضع العام فاجابني قائلا برشاقة عربيته وفصاحة منطقه وبحنانه وابوته ومن خلالي لهذه الامة المبتلية بتشتت الصف و الكلمة وضياع القوة في متاهات الفرقة الغير مقبولة واؤكد هنا ان ما اكتبه هو ليس بالضرورة ان يكون ذات نسق كلامه بالنص الحرفي وهو ما استطيع جمعه من ذلك اللقاء قال لي فيه ايضا " اوصيكم بوحدة الصف ونبذ الفرقة وتوحيد الكلمة التي تبني ولاتهدم وعليكم باتخاذ الخشية من الله وارضائه السبيل في منهجكم وما تقولوه وتقدموه واوصيكم بتقوى الله والاجتهاد في عمل الخير والنهي عن المنكر وان تكونوا قدوة في وحدة صفكم ليقتدي بكم الاخرين " ..
اذن هي ثلاثة وصايا واعمدة هامة اوصانا بهم خيرا سيدنا الغالي وقدوتنا الامام المفدى علي السيستاني رعاه الله وابقاه علما ورفعة ليرفد هذه الامة بكريم خلقه وروعة ابوته ونبع ايمانه وسلسبيل حكمته وحسن تقويمه وهذه الثلاثة هي الاسلام والعربية والوحدة ومن يقول ان هذه الاركان الثلاثة لاتستحق العزم والعمل الجاد لاعلاء رفعتهم وقبر من يهينهم وتقويم من شذ باسمهم فهو خارج عن الاسلام وناقص في عروبته ومفرق للامة لايستحق ان يصنف في صنف الانسانية وما اكثر مابتليت به الامة من الشاذين المتفرقين المبتعدين عن هذه الاركان الهامة نسال الله ان نوفق بالابتعاد عنهم ..
قد يقول قائل متى حدث هذا اللقاء واين وكيف فاقول لا داعي لذكر ذلك لسبب وحيد هو انه امرغير مهم واحتفظ به لنفسي والمهم في الامر ان ما قاله لي سماحته لن نجده في يوم اخر يقول مايناقضه كعادة ادعياء العلم والفضيلة لايمتلكوها وهو قول يحتاجه الجميع في كل وقت قبل قوله وبعده ولان من قاله هو السيد السيستاني رعاه الله فهو اذن منهج ثابت لايقبل القسمة والتغيير كمنهج اجداده العظام ولابد من ان اوصله اليكم كرسالة احملها مفتخرا واتمنى ان يعي قادة العراق المؤتمنين على اصوات ناخبيهم ان من يوصي بالوحدة لا ولن يقبل بما يجري في ساحتكم الهاكم المنصب والكرسي وتركتم الامة تتمزق لانكم متفرقين ومن عادة البيتين الجارين ان اختلف الاباء بينهم اختلفت العوائل تلقائيا واختلفت وتفرقت بعد ذلك العشيرة و تلك جاهلية فينا نسال الله ان ينجينا من شرها المستطير .
احمد مهدي الياسري
https://telegram.me/buratha