المقالات

(( كيف نعالج المؤامرة ونفشل مخطط اغتيال العراق الجديد !))

938 12:15:00 2010-03-23

حميد الشاكر

كنّا قد ذكرنا في مقال لناسابق ان خيوط مؤامرة الانتخابات المزورة الكترونيا قد نفذ سهمها برأس العراقيين جميعا وإن جهودهم ودمائهم وتضحياتهم كلها جيّرت لصالح اعطاء شرعية قوّية امام العالم لهذا التزوير الذي حقق مراد اعداء العراق بايدي العراقيين انفسهم وهكذا تحييد مرجعيتناالدينية كعين مراقبة للفعل السياسي بصورة فعالة ايضا اضرّ بنا كعراقيين من حيث لانشعر ، وافقدناعنصر المشاركة لهذه المرجعية ، التي هي صمام امان لحرية العراق فمرجعيتنا على اي حال لايمكنها ان تتدخل الان لتدلي برأيها في بنتائج الانتخابات التي دعت للمشاركة الفعالة بها وباركت نتائجها المتوقعة ،وبالمحصلة النهائية يمكننا القول ان العراقيين اليوم ليس تحت ايديهم اي قوّة فعلية امام العالم الخارجي غيرالقبول بنتائج الانتخابات ، والقبول بواقع السقوط بالحفرة التي هُيئت لهم من خلال غفلتهم اولا والتخطيط الدقيق لمن اراد للعراق ان ينضج كتفاحة تسقط بحضن الموالين للخارج العراقي بعد كل هذه التضحيات التي قدمها العراق من اجل استقرار الامن وقيام العراق على رجليه ثانيا !!.

ولكن ما الدواعي التي تدفعنا للتبشير بضرورة القبول بالنتائج على ماهي عليه ؟.ثم هل يعني ذالك الاستسلام لمحاولة تزوير ارادة الامة العراقية ، والاستيلاء على اصواتها الانتخابية بهذه البساطة من اجل عودة البعث للحكم والانقلابيين لممارسة الارهاب من داخل الدولة ؟.

أم انه لم يزل بيد العراقيين والوطنيين والمظلومين ...الكثير من اوراق القوّة الفعلية التي تمكنهم من اعادة مسار العراق الديمقراطي الى جادته الصابئةوقلب الطاولة على رؤوس الانقلابيين الذين اعتقدوا انهم الاقدر على الضحك على ذقون العراقيين ، والاقدر على اللعب بورقة الديمقراطية من اجل قتل الديمقراطية وحرية الشعب ؟.

الحقيقة ان الدواعي التي ترغمنا على القول بضرورة القبول بالنتائج ،التي رشحت من صناديق الاقتراع المخترقة الكترونيا والمزورة فعلياهو ماذكرناه سابقا من : ان اي محاولة للتشكيك بنتائج الانتخابات او رفضها حتى اذا ثبت بالدليل القاطع ان هناك عمليات تلاعب وتزويرستدفع الخونة من الذين زوروا الانتخابات ، والعملاء الذين ارتضوا بيع هذا البلد لدول الجوار كي يبقى مستعمرا الى مالانهاية ، ستدفعهم لاتخاذ الاجراءات الخطيرة التالية :

اولا : اللجوء الى الخارج العراقي ، والى الامم المتحدة ، والشكوى لديها على كل العراقيين المساهمين في العملية الانتخابية على اساس انهم يقومون بمحاولة انقلاب على نتائج صناديق الاقتراع الانتخابية الشرعيةوفي هذه الحالة لايمكن توقع بقاء منظمة الامم المتحدة على الحياد في معركة الانتخابات العراقية ،وانها سوف لن تقف الى جانب القائمة التي اعلن عن فوزها كمبيوتريا ومن خلال المفوضية العليا العراقية للانتخابات لاعتبارات قانونية وسياسية عديدة ومعروفة ، من اهمها ان هناك من كوادر الامم المتحدة نفسها من هو متواطئ مع كل العملية ضد العراق الجديد !.

ثانيا : التقدم بدعوة صريحة للولايات المتحدة ولقواتها العسكرية الموجودة على الارض العراقية بالتدخل العسكرية بحجة حماية الديمقراطية العراقية ، وبحجة ان العراق لم يزل تحت بنود الفصل السابع ، التي تعطي بعض الولاية للقوات الاجنبية على ارضه بالتحرك في حال حدوث او توقع حدوث اي حالة فوضى اوانفلات امني او تهديد فعلي لديمقراطية العراق ، وهذا ماطالبت به بالفعل امس (( عالية نصيف جاسم )) مرشحة القائمة العراقية بالتصريحات التي ادلت بها لجريدة الشرق الاوسط السعودية ، حيث طلبت علنا من القوات الامريكية التدخل ، لممارسة الضغط على الحكومة العراقية لتسليم قيادة البلد للقائمة العراقية وحماية الديمقراطية من دكتاتورية الاحزاب الحاكم !!.

ثالثا : ستبادر حتما قائمة العراقية المعروفة التوجهات السياسية ، والمدعومة من قبل اقليم عربي مناهض لحرية العراق وديمقراطيته ، الى طرح قضية تسلط الاسلاميين ،وانقلابهم على الديمقراطية ، وكيف انهم يحاولون اقامت امارات اسلامية مستبدة ، ومناشدة العالم الغربي والاقليمي ، بالتدخل في الشان العراقي ، ليتم تداول السلطة سلميا والتي يبدو ان الاسلاميين العراقيين ،الذين الان هم في السلطة لايعترفون بهذا التداول السلمي الديمقراطي للسلطة حسب ماسوف تشيعه وسائل الاعلام العربية وغير العربية بالحتم طبعا وهذا ايضا ماسمعناه على لسان اياد علاّوي في مقابلته مع احد الفضائيات العربية الخليجية المشهورة بمواقفها العدائية من العراق وديمقراطيته ، والذي ركزّ على هذه الفكرة علاّوي كثيرا عندما حاول ليّ ذراع الوضع العراقي السياسي كله ، واجباره على القبول بالنتائج وهو من الصاغرين او تحريك فكرة (( تداول السلطة سلمية وعدم ايمان الاسلام السياسي بها )) !!.

اذن كل هذه المبررات ، والدواعي ستجعل من العراقيين وتدفعهم دفعا ،للقبول حتما بنتائج الانتخابات على مضض لاسيما منهم الكتل والاحزاب الاسلامية السياسية الحاكمة في العراق الجديد ، وهذا اولا لما ذكرناه من محاذير ان حاولت هذه الاحزاب التمرد على ما اعلن من نتائج مفبركة ، وثانيا لان الوضع العراقي السياسي كله لايتحمل اي احتمال من تلك الاحتمالات التي ذكرناها انفا ، فالعراق لايتحمل تدخل قوات امريكية بشؤونه الداخلية ، ولايتحمل خدش بشرعيته عند الامم المتحدة او العالم او الاقليم ،ولايتحمل ان يعود الى المربع الاول الذي يراهن عليه اعداء العراق الذين قد استعدوا بالفعل لبيع العراق وضربه والمتاجرة بدماء ابنائه فكيف لايفكرون بتدميره ونزع شرعيته السياسية واستصراخ حتى الصهاينة للتدخل بشؤونه الداخلية ،في حال الغيت النتائج او تم اعادة العملية الانتخابية برمتها !!.

ولكن من الجانب الاخرللموضوع العراقي هل معنى هذا ان اللعبة قدانتهت في العراق لصالح من كان ينتظر جالسا على التلّ ( الامريكي السعودي ) صفاء مياهها المتعكرة بدماء العراقيين ،ليقطف ثمار عراق مهيئ للنهوض ولكن ليس بيد ابناء الذين ضحوا طوال سبع سنوات من خوض معركة الارهاب وصدها بدمائهم ، بل بيد من عرف كيف ياتي في اللحظات الاخيرة ومن خلال ابواب صناديق الاقتراع وبلمسة ذكية يسحب كل العراقيين ،للحفرة ليكون هو الناجي والفائز والجوكر الوحيد من بينهم جميعا ؟.

أم ان اللعبة في بداياتها ، والائتلافات العراقية الوطنية اقوى بكثير واصلب عودا بخطوات مما يُخيل للذين ينتشون الان بلحظات الانتصار الوهمي الذي خلقته لهم لعبة المؤامرة ، ومكر الخداع والسياسات الشيطانية ؟.

يبدو ان الجواب على مثل هذا السؤال ليس بالامر الصعب جدا، فلدى العراقيين الكثير الكثير مما لم ينتبه اليه حتى من حاكوا مثل هذه المؤامرة الحقيرة على الشعب العراقي ، وتزييف ارادته وبيع تضحياته والاستهزاء بذكاءه لكنّ بشرط ، ان يعود العراقيون انفسهم الى مكامن قوتهم ، ونسيان مصالحهم الشخصية ، والحزبية لانقاذ السفينة من الغرق بالجميع ، وعندئذ سيجد العراقيون ان وحدتهم بالامكان ان تهيئ لهم سبل النجاة والانتصار حتى على اعتى المؤامرات والدسائس ، وسيكتشفون انهم اكبر بكثير من امكانية تهميش مؤامرة من هذا النوع التي تحاول اسقاط العراق كله وليس اسقاط هذا الطرف او ذاك من الاطراف العراقية المشاركة بالعملية السياسية للعراق الجديد !!.

نعم الاندماج الفوري للائتلافات العراقية التي مزقت وحدة العراقيين ، وخدمت في المقابل الخطوط البعثية واعداء العراق خدمة كبرى ، بامكان مثل هذا الاندماج ، ان يضمن الاغلبية الساحقة في البرلمان وعلى مستوى التحالفات السياسية المستقبلية للعراق كما ان بامكان مثل هذا الاندماج ان يهمش من الفعل القاتل لقلب المؤامرة التي ارادت الانقلاب على العراق كله ، وحتى في حال ان الاغلبية الانتخابية كانت للقائمة اللاعراقية الانقلابية ، وجاء تفسير المحكمة الاتحادية العليا ، ان الفائز بالاغلبية انتخابيا من حقه تشكيل الحكومة فان وحدة العراقيين لايمكن تجاوزها في اي حال من الاحوال ،ولايمكن تصور دولة وعملية سياسية بلا العراقيين الوطنيين انفسهم ، فضلا عن ان مثل هذاالاندماج سيفرض على العراق في الداخل وعلى دول الاقليم وعلى العالم الخارجي وعلى الامم المتحدة ضرورة الاعتراف بشرعية الاغلبية من الشعب العراقي التي تمثل اكبر مكون من مكوناته الجماهيرية !!.

اخيرا: الحذر من اي خطوة غير مدروسة في هذا الوقت العصيب للتجربة العراقية ،وعلى قادتنا من السياسيين ان يدركوا ان هناك اطرافا داخلية وخارجية معادية للعراق وظيفتهااسقاط التجربة كلها وتصفيرمنجزها السياسي وهي تنتظر من الكتل السياسية العراقية اليوم ، تصدير الاشكال العراقي ،للخارج من خلال التمرد على النتائج ، او عدم الاعتراف بما افرزته الحواسيب من ارقام ، لتنتفض القائمة المأجورة ، لهذا المخطط وتلجأ للخارج وتطالب تحت شرعية وهمية بالفوز بالانتخابات جميع امم الارض للتدخل بالشأن العراقي ، وبهذا يدخل العراق بنفق لايقبل بعده اعداء العراق الا بعودة العراق تحت الوصاية الامريكية والاجنبية الاستعمارية !.

وعليه فيايها الشرفاء من ابناء العراق المظلوم معركتنا في هذه اللحظة هي كيفية تفويت الفرصة على كل المخطط وبحكمة امساك المشكلة من المنتصف ، فقبولنا بالنتائج الانتخابية ، مع ادراكنا ويقيننا ان فيها رائحة التزوير قاتلة ومنتنة خطوة اولى لتفويت فرصة التدويل ،ونزع الشرعية من العراق الجديد على اعداء العراق من جهة ، وعدم اضاعة واستنزاف الوقت وادخال البلد بالفراغ بدون حاجة لذالك اصلا من جانب اخر !!.أما القبول بالنتائج ، وتشكيل اندماج فوري للقوائم العراقية الوطنية ، والنزول بتشكيل حكومة تدفع اعداء العراق وقائمتهم كي يكونوا في موقع المعارضةفهذا فقط هو الكفيل بارجاع الافعى الى جحرها ، وتفتيت لحمتها ، وتجنيب العراق معركة وفوضى وتجاذبات ..هو في غنى تماما عنها ولاتخدم الا اصحاب النوايا السيئة باتجاه عراق يحكمه ابناءه مستقل وحر ومتطور وديمقراطي !.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد الربيعي
2010-03-23
ماعاش من يزور الانتخابات...سنستل سيوفنا فكلاب البعث بمسانده الوهابيه السعوديه قد بانت..سنجعلهم لايهنئون بيوم واحد في الحكم وعلى الباغي تدور الدوائر
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك