هشام حيدر
اعتبرت الحكومة ان أي استجواب لاي مسؤول يعني الخروج على طاعة ولي الامر وان (رفع العصي بوجه الدولة الرومانية بمثابة رفع العصي بوجه السماء)شكسبير.لذا فقد عمد المشهداني بالتنسيق مع الحكومة على ان يسند احدهم الاخر فكانت كلمات البعض في يوم استقالة المشهداني التراجيدية وكانها تتحدث عن مخلص الامة واملها المرتجى !وجهد من بعده خالد العطية على ان يكون على اهبة الاستعداد للذود عن حياض الحكومة وسد الثغرات ورص الصفوف لمنع أي دخيل من مجلس النواب من تحقيق ماربه في فرض الرقابة على الحكومة ومسائلتها وكاننا في دولة نيابية ديمقراطية معاذ الله !واذا كان الامر ينطبق على السادة الوزراء الذين لم يحصل اخو اخيته بيهم على خمستالاف صوت في الائتلاف الحكومي فان البعض يستغرب من وقوف العطية الوقفة ذاتها دفاعا عن فرج الحيدري !(ملاحظة-يستثنى من ذلك السيد وزير المالية الذي سجل اسمه بين العشرة المبشرة باعلى الاصوات)!وكنت قد اوضحت سبب ذلك بالتفصيل هنا..http://burathanews.com/news/76009.htmlفلاغرابة اذن !!الخلاصة ان الاستجوابات حشرت في زاوية ميتة ولم تؤت اكلها رغم ان استجواب الحيدري من قبل النائب اليعقوبي يعد من انجح الاستجوابات وقد عرى الحيدري واستقلال مفوضيته ومسح بهما الارض ولم يبق الا حجب الثقة عن المفوضية و(امنائها) وبالعافية على اراضي الوزيرية !لكن تسارع الاحداث وكثرة المساومات وضيق الوقت والتدخل السافر لبعثة الامم المتحدة على العراق !وعساهه بذمة العطية ومن سانده في ذلك !
يومها بدا الحيدري عاجزا ينوء برقبته ينتظر من يطلق عليه رصاصة الرحمة !لكن ماذكرته من الاسباب اعلاه ساهمت في ابقاء فرج الحيدري ومفوضيته المستغلة الى ان اصبح البرلمان اكسباير !!واصبح الصبح على العراق بلا برلمان وتبين ان المفوضية قد افلتت من عقالها وليس عليها حسيب او رقيب !فالتدخل بها يطعن بنزاهة الانتخابات التي يتربص بها قطيع من الذئاب والثعالب من قبل ان تولد !وهي (مستقلة)وخارجة عن سلطة رئيس الوزراء اعلى السلطات التنفيذية وهاهي تسخر من طلبه وطلب رئيس الجمهورية !!واذا كان مفعول بعض القرارات والمكارم السابقة قد نجح في تحقيق بعض (الانجازات)لصالح الحكومة فهو انما حصل بضوء اخضر من المتحكمين بالمفوضية و(امنائها) ليس الا !!وتبين الان ان اصابعنا وثورتنا البنفجسي طوخ اضحت بيد غلمان المفوضية وعلوج الامم المتحدة علينا يتلاقفونها كما يتلاقف الصبيان الكرة فمامن جنة ولانار !واذا بهم يقعون في الحفرة التي حفروها لاخوتهم .....ولات حين مندم !!فصاروا يدعون ولايستجاب لهم ....وهذا له نظير في الحديث الشريف ..فقد روي عن المصطفى (صلى الله عليه واله وسلم )انه قال :إنّ أصنافا من أمّتي لا يستجاب لهم دعاؤهم: ......، ورجل يدعو على امرأته وقد جعل الله عزّ وجلّ تخلية سبيلها بيده،.....الحديث! (الكافي ج5 / ص67 .)لقد كان امرها بيدكم ...فلماذا صيرتم امركم وامرنا ورقابكم ورقابنا....بيدها ..؟؟الم نأتمنكم على اصواتنا ودستورنا واقسمتم على الحفاظ على ذلك كله وصيناته..؟؟لابرئت ذمة من اعان على نفسه وعلينا وخان الامانة !
هشام حيدرالناصرية
https://telegram.me/buratha