قلم : سامي جواد كاظم
مصدر تمويل الاعلام الاسلامي الاعلام مرئي ومسموع ومقروء والاكثر تكلفة المرئي متمثلة بالفضائيات والمقروء من المجلات والصحف ، والمعلوم للجميع ان الاعلام هو استهلاكي صرف الا اذا كانت هنالك دعايات اعلانية تجارية بكثرة لدرجة تغطية النفقات او انها تعمل على نشر الاخبار وفق صفقات تجارية ، والا فيما عدا ذلك تكون الفضائيات والصحف التي هدفها ثقافي اجتماعي هي خاسرة ماديا لا محالة ، وعلى سبيل المثال ان جريدة الصباح تكلف الدولة 750 دينار يتم بيعها لدور التوزيع بـ 125 دينار ومجلة الاسبوعية تكلف تقريبا 1500 دينار يتم بيعها للقارئ بـ 500 دينار ومجلة تواصل توزع مجانا وكلفتها لا تقل عن 1500 دينار مع الاخذ بنظر الاعتبار نوعية الورق المستخدم لها .والسؤال هنا من اين هذه الاموال التي تخصص للاعلام الاسلامي ؟ اذا كانت الدولة اسلامية اي تقودها حكومة اسلامية فهذا ميسور امر تمويلها كما هو الحال في دول الخليج وايران ، ولكن القنوات الفضائية والصحف والمجلات الاهلية اي القطاع الخاص من اين لها التمويل ؟هنالك اموال شرعية يمكن لها ان تكون المصدر واموال اخرى لا يجوز ، من هذه الاموال التي يستطيع الفقيه التصرف بها في هذا المجال هي اموال الامام اي حق الامام من الخمس اضافة الى الاموال الموقوفة والمتبرع بها اذا ما اخذ الاذن من المتبرع او الواقف انها ستصرف بهذا الاتجاه وعكسه حرام ولا يجوز ذلك .اما جدوى صرف الاموال بهذا المجال وانها ستاتي بالنتيجة المرجوة او لا فان هذا لا يؤخذ به لانه على غرار الصرف على طلاب العلم فكثير منهم لا يكمل دراسته ولا تتحقق الاهداف المرجوة من صرف المال عليه حيث انه لو اهتدى واحد فان هذا افضل من تطلع عليه حمر النعم .هذه الوسائل الاعلامية التي تكون مرهونة بالاموال الشرعية او الهبات او الوقف تكون عرضة للغلق اكثر من غيرها من بقية وسائل الاعلام التي تمولها دول لاسيما بعد اكتشاف مصادر الطاقة ، كما وان هذه المالية المحدودة تؤثر على عطاء العاملين في الاعلام الاسلامي ، بل وحتى ان جزء كبير من هذه الاموال تصرف لتهيئة كادر اعلامي متخصص يمكن له مجاراة بقية وسائل الاعلام التي قطعت شوطا طويلا في هذا المجال .مسالة صرف المال على برنامج لا يعلم تاثيره في المتلقي هذا يجعل الممول يشكك في نجاحه ويتردد في تمويله كما وان الادارات او المشرفين على وسائل الاعلام الاسلامي قاطبة تلتفت الى الولاء قبل المهنية ومن هذا المنطلق تتحرج او تستشكل الجهات الممولة او المشرفة اذا ما صرفت مبلغ ما على شخص يعمل في وسيلتها الاعلامية ليس على درجة مقبولة من الايمان حتى ولو كان على درجة عالية من المهنية .فمسالة التمويل والدقة في الصرف وضمان تدفق الاموال لغرض استمرارية العمل في الفضائية او الصحيفة يجعل العاملين في الاعلام يمارسون التقشف والاكتفاء بالاقل اجرا بل وحتى تعتمد على البرامج المسجلة والمعادة اكثر من مرة من محاضرات او قراءة قران تحت ذريعة من يقرا القران له اجر عظيم او ان التثقيف الاسلامي يتم من خلال محاضرات معادة لا تاتي بجديد والبعض منهم يمنح عدة ساعات لداعية او خطيب يتبرع لوجه الله في القاء خطابه بغض النظر عن المادة التي سيطرحها وعن الشريحة المستهدفة في توجيه هذا الخطاب لها .هنالك الكثير من المؤسسات الثقافية العلمية والمعاهد البحثية الممولة باموال شرعية وبمختلف منافذها الشرعية لكنها لاتاتي بحصيلة ايجابية بقدر ما تاتي به القنوات الفضائية الموجهة ضد الاسلام .للمعلومة ان الاعلام الاسلامي في زمن الرسول كان غايته نشر الاسلام لمن يجهل الاسلام اما اليوم فغاية الاعلام الاسلامي هو درء الفتن ورد الشبهات عن الاسلام ومحاولة تجميل الصورة التي شوهها المعادون للاسلام وهذا يتطلب الدقة في اختيار البرنامج والمقدم للبرنامج ومادة البرنامج مع بقية المستلزمات من ديكور ومونتاج وانارة واضاءة وضبط كل ما يتعلق بالصورة الفديوية لاخراج صورة تجعل المتلقي يستانس بها وبالتالي يتابع البرنامج .لو قمنا باستطلاع عن افضل القنوات المؤثرة اسلاميا في برامجها نجد انها الكوثر والمنار والبرامج الاسلامية حصرا من على الجزيرة والام بي سي والبقية ليست بالمستوى المؤثر عالميا ...... يتبع
https://telegram.me/buratha