حافظ آل بشارة
في ظل المفاوضات الابتدائية لتشكيل الحكومة المقبلة تزدهر الخطابات الوطنية والتصريحات المتفائلة ، ويستبدل الصيادون شباكهم ، الجيل الاخير من الخطابات يركز على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وتآخي ونسيان ، يمكن تسميتها حكومة (النسيان الوطني) فالاخ يجب ان ينسى افاعيل اخيه وفي العين قذى وفي الحلق شجى ، هناك موقع الكتروني يقول ان البعثيين شامتون لهزيمة اعداءهم من دعاة الاجتثاث في الانتخابات وان الحملة ضدهم اعطت نتائج معاكسة ، ولكن الشارع العراقي يقول بأن من يقدس جرائم صدام ويفتخر بها ويدير عجلة الجريمة من فوق مقاعد البرلمان لن يفلح ابدا ، وان أي وسيلة علمية او عقاقير او تنويم مغناطيسي لن تجعل العراقيين ينسون المقابر الجماعية والعسكرة والحروب والقمع والجوع والحصار والتمييز ومفخخات مابعد السقوط ، تشكيل الحكومة يشغل الشارع و الحديث مع الناس يفتح افاقا أخرى هناك تكون الصورة اوضح واهدأ واجمل واكثر استرخاء وبساطة ، في سوق شعبي للخضر وجهنا اسئلة الى البقالين و المتسوقين ، اهم الاجوبة الجامعة التي حددت صفاة كبار المسؤولين التنفيذيين الذين ستأتي بهم الحكومة المقبلة وان كانت كثير من المناصب لن تتغير الا ان مايخضع للتغيير منها هو الذي كان مدار الاسئلة : 1- رفض الجميع ان تدخل القوى الفائزة في الانتخابات صراعا من اجل تشكيل الحكومة وقالوا ان أي صراع او تأخير يدفع ثمنه الشعب العراقي . 2- رفض الجميع توزير ذوي الجنسيتين وان كانوا عباقرة زمانهم الا بعد اسقاط جنسية البلد الثاني ويكون الاسقاط معلنا وقالوا ان الرجل يسرق ويرتكب المخالفات فاذا اراد القضاء اعتقاله قفز الى سفارة بلده الثاني ليتم شحنه معززا مكرما الى اقرب مطار . 3- رفضوا توزير من يحب السلطة ويعتبرها هدفا شخصيا وقالوا انه يتحول الى نموذج صدامي متكبر في وقت نحتاج الى وزير كادح متواضع .4- رفضوا توزير او توظيف محبي المال المهووسين بجمعه وحسابه معتقدين ان هؤلاء يبيعون الرعية ويشترونها في مشاريعهم ولا يفهمون من امور الادارة الا المال والاستثمار ويترجمون دموع الايتام الى دنانير متساقطة . 5- رفضوا توزير او توظيف المهووس باقرباءه الضعيف امامهم الذي يدخل وزارته كلها في الانذار من اجل تعيين ابن اخت زوجته ، واذا عاتبه اقرباؤه على عدم تعيينهم او قضاء حوائجهم بطرق تنافي القانون شعر بالحزن والكآبة واسودت الدنيا في ناظره وفكر بالانتحار. 6- رفضوا توزير او توظيف من اعتاد على استخدام امكانيات الدولة من سيارات وبنايات واموال وموظفين في قضاء حوائجه الخاصة او حوائج حزبه . 7- رفضوا توزير او توظيف عديم الاختصاص عديم الخبرة ، أي انهم اجمعوا على الاسلوب التكنوقراطي في العمل التنفيذي . 8- رفضوا توزير او توظيف الرجل المهمل الذي لايشعر بالانتماء الى المؤسسة او العراق ولا يتأثر بوضع الفقراء والمحرومين والمحتاجين . 9- رفض الجميع تسييس الوزارات لانها وجدت لاجل الخدمة العامة وليست هي مكانا للصراع وتصفية الحسابات السياسية . 10- أخيرا اعرب السوق كله عن غضبه من الطريفة غير المضحكة التي يتداولها العراقيون ويستحي منها السياسيون وينكرها المثقفون ويبكي لها الوطنيون ، تلك الطريفة التي تقول بان رئيس الوزراء العراقي المقبل لايعتلي عرشه الا بموافقة امريكية ، ومباركة ايرانية ، وضوء اخضر من المرجعية . هذه الاراجيف تريد التقليل من مصداقية الانتخابات والنظام السياسي القائم في العراق ، والقول برضوخ العراق للتدخل الاجنبي ، واقحام المرجعية ذات الدور الابوي العادل والايجابي في شؤون السياسة التفصلية . ان كان مايقال صحيحا فعلى المعنيين توضيحه ، وان كان مجرد شائعات فلماذا لايرد عليها اصحاب القرار ؟...
https://telegram.me/buratha