هشام حيدر
كنت اتنقل بين مكتبات شارع السعدون والمتنبي وارصفته يوميا تقريبا عدة سنوات قضيتها في بغداد في الثمانينات!خرجت منها بحصيلة قيمة جدا فقدت معظمها في السنوات العجاف لكني الذاكرة لازالت تحتفظ خلسة ببعض محتوياتها ومنها مااود ان ارويه هنا .....كتيب صغير كان اسمه (حكايات لمصر) كان واحدا من مقتنياتي من شارع المتنبي قلبته كعادتي بدءا من الفهرست فاعجبني مافيه وكانه كان يخاطبنا نحن الان لااهل مصر في تلك الايام !واحدة من حكايات الكتاب لاهل مصر تتحدث عن كون الهند تتكون من عدة مقاطعات يحم كل منها (راجا) وكانوا متفرقين لكن احدهم كان حكيما فجمعهم والهند مهددة بغزو وتكملة القصة يعرفها العرب جميعا مع ذاك الاعرابي الذي جمع اولاده واعطى كلا منهم عصا فكسرها لكنها جميعا لم تنكسر!ليست هذه الحكاية هي مااريد ان انقلها هنا لانها موجهة للقادة الذين رفضوا كل تلك القصص التاريخية وكل النداءات سابقا !!لكن مانقله المصري لابناء بلده في الحكاية الثانية التي تدور احداثها في فترة الحرب العالمية الثانية في بريطانيا !تتحدث القصة عن ممرضة بريطانية تعجب باحد الشباب الذي يسحرها باخلاقه وادبه وثقافته ووطنيته لكنها كانت دوما تستغرب عدم التحاقه بالجيش البريطاني كغيره من الشباب لكنها كانت لاتجرؤ على الاستفسار منه الى ان تشجعت ذات مرة وسالته !اجابها مستفسرا..اقاتل دفاعا عن من ..؟؟ واخذ يعدد عليها اسماء بعض الوزراء والمسؤولين الفاسدين الذين تحولوا الى تجار حروب اثروا ثراء فاحشا في الوقت الذي يقتل فيه الالاف من ابناء وطنهم يوميا في جبهات القتال !لم تجد ماترد به على الشاب لكنها كانت قد اعتادت ان تستشير احد القساوسة حيث تصلي في احد كنائس لندن والذي طلب منها بدوره ان تبلغها رغبة القس بمقابلته ومحاورته فاستجاب الشاب !اعاد عليه القس سؤال الفتاة واعاد الشاب نفس السؤال ..... اقاتل دفاعا عن من..؟ واكمل نفس الاجابة السابقة !قال القس: كلامك صحيح ايها الشاب..انا ايضا سانصح ابني ان يترك القتال !وسانصح جميع الاباء كذلك بل ساطلب ان يعمم هذا الموضوع في كل الكنائس ومن خلال وسائل الاعلام !!يجب ان يعود الجميع !!ثم صمت صومت الجميع..... لكن الشاب نفسه سال لاحقا..لكن من سيقاتل الالمان ..؟؟؟ قال القس وماشاننا؟ فليدخل الالمان وليحكمونا !!قال الشاب لكن هتلر يصلبنا بدلا من المسيح !!قال اليس هذا افضل من ان يسرقنا بعض الوزراء؟؟عرف الشاب ان القس قد اوقعه في فخ اعده مسبقا !!صمت قليلا...ثم اعتذر !قال له القس: بني ! بناء الاوطان يمر بعدة مراحل ! مرحلتنا الان تتطلب القتال دفاعا عن الوطن من غزو الالمان !وبعد ان نفرغ نقاتل لدفع الفاسدين رغم ان هذا لايمنع ان نحاول الان استئصالهم وابعادهم لكن فوضى الحرب تعرقل كثيرا مثل هذه الامور !بني! انكلترا اولا..... ثم اموال انكلترا !ان تقاتلنا اليوم على المال تحكم فينا اعداء انكلترا فاخذوا منا انكلترا ...واموال انكلترا ...وابناء انكلترا!!---------------------انتهت القصة التي ينقلها صاحب المطبوع المصري الذي يعقب قائلا ليت شباب مصر اليوم ممن ترك الامور على غاربها بحجة فساد بعض المسؤولين يقرؤون هذه القصة ويقفوا لحماية مصر لا ان يتركوها بحجة قيام البعض بسرقة اموال مصر ثم تضيع مصر واموال مصر وابناء مصر!وانا بدوري انقل القصة عل بعض من امتدت ايديهم للمال الحرام ان يرعووا لان من تركهم يقضمون كالفئران اليوم انما تركها لهم كطعم في المصيدة يصيدهم به ثم يقضي عليهم وعلينا وعلى العراق واهله !
هشام حيدرالناصرية
https://telegram.me/buratha