سعد الدراجي
الأن وقد مرت سبعُ سنوات على سقوط الجبروت بأبشع صوره التي منفكت تُفارق أذهان الشعب العراقي الذي تحمل ما لم يتحملهُ شعبٌ في أرجاء المعمورة من ظلم وتهميش للشخصية العراقية ومقابرٍ جماعية وتهجير وسلب الإرادة وغيرها كثير من الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية ويقف عندها العالم بأسره وقفة تأمل وحزن على ما أصاب هذا الشعب المسكين من ذلك النظام الفاشي المستبد الذي سقط بلا رجعة في التاسع من نيسان من عام ، 2003 والذي أدى هذا السقوط الى إرجاع الحياة في العروق اليابسة لأبناء الشعب العراقي ، وبدأ يتنفس الصُعداء وهو يستقبل حياة جديدة ليس فيها تسلط سياسة الحزب الواحد او تحكم سياسة العائلة الواحدة . وهنا كان لابد للشعب العراقي من ان يختار طريقه بنفسه ويشق هذا الطريق عِبر المزالق والمنحدرات التي وضعها في طريقه أذناب النظام البائد من البعثيين والصداميين المجرمين ، وهؤلاء كانوا مهيئين ومُعدين لمثل هذه الأمور ، وكذلك كان للدور الذي قام به إخوتنا او من يسمون انفسهم بإخوتنا واقصد بهم الدول العربية من وقوفهم الى جنب إخوانهم العراقيون لتجاوز أزمتهم ومحنتهم ، كما وقف معهم العراقيون حينما كانت تمر بهم وبشعوبهم الأزمات ، فقام هؤلاء الإخوة ( إخوة يوسف ) بصب الزيت على النار وذر الرماد في العيون ، وحاولوا ويحاولون تفرقة وتشتيت شمل الشعب العراقي بكل الوسائل الخبيثة من إرهاب ومفخخات وطائفية مقيتة وتحٌين الفرص التي من شأنها زعزعة اللحمة الوطنية العراقية كي لا ينهض الشعب العراقي من جديد ويكون له دور مشرف في صياغة وصناعة الإنسان العراقي الجديد وفق أُسس صحيحة ومنطقية ، والآن وقد انقضت سبع سنوات على سقوط الصنم البعثي مر العراق خلالها بعدة حكومات تحاول من خلال عملها رفع الحيف عن الشعب العراقي ولكنها للأسف الشديد لم تكن موفقة ..! تارة بسبب التجاذبات التي تحدث بين الفرقاء السياسيين وتزمتهم في الحصول على اكبر نسبة ممكنة من الامتيازات لهم ولأحزابهم وهذا ما جر العراق وشعبه الى الدخول في متاهات هو في غنى عنها ، وتارة اخرى بسبب الفساد المالي والإداري الذي استشرى في كل مفاصل الدولة العراقية حتى اصبح طاعونا ينخر جسد العراق بحيث اصبح من الصعب القضاء عليه ، بالإضافة الى العمليات الارهابية والطائفية التي عصفت بالعراق ، ولم يسلم منها أي دين او طائفة او مذهب ، وهنا لابد من اخذ العبرة من قصة نبي الله يوسف ( عليه السلام ) ، فقد منٌ الله سبحانه وتعالى على أهل مصر بالفرج والخير بعد سبع سنوات عجاف لم تبق على أي شيء وكان للتدبير الإلهي وحكمة وحنكة نبي الله يوسف الصديق ( ع ) ان كان نعم العون لأهل مصر حيث كان السبب المباشر في إخراجهم من هذه الازمة ، وها هي السبع العجاف تنتهي في العراق بلد الأنبياء والأئمة .. بلد السواد والخيرات .. فهل ستفعل الحكومة القادمة كما فعل الصديق يوسف وتحفظ خيرات العراق وتقسمها بالسوية بين أبناءه ام ان إخوة يوسف سيكون لهم رأي اخر .
https://telegram.me/buratha