بقــلم : مصطفـى مهـدي الطـاهــر
بالامس مرت علينا واحدة من افظع الجرائم التي ارتكبتها الزمرة العفلقية البغيضة بحق شعبنا الكُردي في حلبجة ‘تلك الجريمة التي يندى لها جبين الانسانية ‘وهي وصمة عار وشنار في جباه العفالقة الاشرار.
ان ارواح آلاف الضحايا التي فاضت على ارض حلبجة ستبقى منارا للحرية ونبراسا للعزة والاباء وتذكارا وشاهدا للاجيال على بشاعة العفالقة وخستهم وانعدام النُبِل والاخلاق عندهم‘ناهيك عن جبنهم وخوارهم الذي جعلهم يقتلون اطفالا ورضعا وشيوخا رجالا ونساءا بلا ذنب اقترفوه‘لكن خوفهم ورعبهم من اطفال حلبجة وشيوخها وشبابها دفعهم ان يرتكبوا جريمتهم النكراء المخزية تلك.
إحياء تلك الذكرى ينطوي على معان عظيمة في مقدمتها هو ان الشعب الكُردي يحترم شهداءه ويبجلهم وان القادة السياسيين الكرد ايضا‘ يحترمون ويقدرون شهداء شعبهم الكردي‘ فحق للشعب الكردي ان يحترم بل ويعشق ويدافع عن قادته الذين جعلوا من فاجعة حلبجة قضية عالمية ‘ احيتها سفارات العراق وعّرّفت العالم بهذه المجزرة الرهيبة‘ كذلك جعلت بعضا من الفضائيات العراقية وفي مقدمتها فضائية العراقية ان تبث برامجا خاصة عن حلبجة وماجرى عليها من ذبح على ايدي العفالقة البغاة.
لقد اثبت الكُرد شعبا وقادة‘ عمليا على انهم احرار من خلال التحامهم واتحادهم المثير للاعجاب والهيبة ‘ وان قادتهم فعلا يستحقون التفاف شعبهم حولهم لانهم وان اختلفوا فيما بينهم وبغض النظر عن عمق الخلافات بينهم ‘لكنهم يتناسون كل خلافاتهم حالما تتعرض كردستان وقادتها لاي تعد من المكونات العراقية الاخرى او من الدول‘ حتى ولو كان ذلك التعدي هو مجرد انتقاد‘ التفاف الكرد حول قادتهم ووفاء قادتهم لهم واحترامهم لتضحيات شعبهم ‘ صنع هيبة وقوة لهم ‘بحيث اصبح السيد البارزاني مهابا ومقدرا من قادة الدول اكثر من اي سياسي عراقي في بغداد . فتحية لحلبجة واهلها وشهداءها الابرار.
طبيعي ان لايكون لأي سياسي او مسؤول عراقي في بغداد تلك الهيبة التي لقادة الكرد‘ لان المتصدين للشان السياسي في بغداد وبقية المحافظات غير الكردية ‘لم يحترموا تضحيات شعبهم خصوصا تضحيات المحافظات التي انتفضت على الطاغية المقبور‘ فعلى الرغم من ان ذكرى الانتفاضة الشعبانية تتزامن مع ذكرى فاجعة حلبجة الا ان الفرق شاسع بين مافعله الكرد من احياء تلك الفاجعة ومابين نسيان وتناسي المسؤولين في بغداد والمحافظات العربية لذكرى الانتفاضة وما اعقبها من مقابر جماعية جعلت من كل محافظة جنوبية حلبجة اخرى ففي محافظات الجنوب (حلبجات) وليس حلبجة واحدة ومع هذا نُسّيت الانتفاضة وشهداءها وثوارها وذويهم وغدوا مجرد مشردين في اصقاع العالم لا من سائل عنهم ولا من مجيب لآهاتهم وآلامهم.
كم من مسؤول الان تربع على كرسي السلطة ‘ تاجر باسم الانتفاضة وباسم الشهداء !!! ولكنه لم يفعل لشهداءها ولا لذويهم ابسط واجب‘ ألا وهو احياءها كما فعل ويفعل الكرد الابطال‘ نعم انهم ابطال لانهم احترموا شعبهم وتلمسوا آلامه. بل حتى فضائية العراقية تناستها كما تناساها اربابها.
ان حكومة وقادة يخيفها ويرهبها (شخوص) ‘ممن خدموا الطاغية المقبور وكانوا جزءا من آلة البطش التي كان يبطش بها الشعب العراقي ‘واصبجوا الان متنفذين في مؤسسات الدولة‘ لذا استرضاءا لهم ولاتباعهم‘ تناست آلام شعبها وتضحياته وفي مقدمتها الانتفاضة الشعبانية وماقدمته من تضحيات ‘ هكذا حكومة وقادة‘ لهي احق بالاحتقار والاهانة من قبل الشعب المضحي والذي لولاه ماوصلوا الى ماوصلوا اليه من مناصب وامتيازات لاتتوفر لذوي الضحايا حتى 1% منها.
إن على الحكومة وقادة الكيانات التي تتركز شعبيتها في المحافظات التي انتفضت على سلطة العفالقة المهزومة‘ ان تعيد النظر في سياساتها بعمق وان تضع مصالح الشعب الذي عانى من اضطهاد صدام وجلاوزته فوق مصالهم الخاصة والحزبية وان لايتسببوا اكثر في نفور الناس منهم واجبارهم على التوجه الى كيانات معروفة بولاءها لعفلق وايتامه!!!‘
فقد اثبتت الانتخابات الاخيرة هذه الخيبة التي عبر عنها المواطن من خلال احجام نصف الذين يحق لهم التصويت عن الذهاب الى الانتخابات‘ مما ترك الساحة للمضمرين السوء بالشعب المظلوم الذين يقولون بكل وقاحة انهم سيعيدون بغداد الى اهلها والى الامة العربية!!!لانه يؤمن انه طالما ان هنالك في الحكومة ممن هم من طبقة اهل اللطم‘ لذا فان السلطة ليس في يد اهلها مع انهم يصولون ويجولون في كل مؤسسات الدولة المنخورة ‘ويريدون اعادتها للامة العربية طالما ان الكرد في الحكومة‘ لكن الكرد اقاموا اقليمهم وليس لهم بعد ذلك عليهم سلطان وكلام ذلك الشوفيني انما هواء في شبك ‘ ولكن المشكلة هي في اهل المقابر الجماعية الذين لايعرفون كيف يردون على هكذا خبثاء‘والرد الصاعق عليهم والذي سيجعلهم يُقّبلون اقدام ( الشروكيين) كما يسمونهم‘وسيرعب حكام دول تستأسد على العراق الان‘ هو اعلان الفدرالية حالا ودونما تردد او تفسيرات معرقلة لاتجدي نفعا‘ وإلا فان النجيفي وامثاله وكما اعلن سيعيدون بغداد والبصرة والنجف الى اهلها بالتاكيد ولو بعد حين؟!! وبعدين ابشروا ياشيعة بالقتل والحبس والبكاء واللطم... تماما كما حصل من نتائج كارثية بعد عام 1925 بعد تلك الفتوى المشهورة.
https://telegram.me/buratha