المقالات

قصة الطبيبة رجاء يوحنا سابيوس

2890 00:53:00 2010-03-21

محمود شاكر شبلي

تقول الطبيبة الضحية :

الى اولادي واخواني ارجوكم ان تنشروا قصتي , لكي يفهم الذين يدافعون عن صدام الى اي مدى وصل الاستخفاف بكرامة الانسان في هذا البلد الذي حكمه البعث بالحديد والنار .القصة :انا من مواليد 1943 اعمل دكتورة نسائية ولي عيادة معروفة في بغداد ساحة النصر لم اكن اهتم بالسياسة والاعيبها , ولا اهتم بالعلاقات الاجتماعية وبالخصوص النسوية منها ( اعنى صداقات نسائية خارج اطار الاقرباء ) وقد تعودت على هذه الحياة التي هي اشبه بالروتين وصرت اعيش حياة مريضاتي وآلامهن اضافة الى سفراتي الى خارج البلد للمؤتمرات العلمية .وفي احدى ليالي الشتاء من عام 1983 جاءت لي ثلاث نسوة مبعوثات من السيدة زوجة صدام ( المجرم المعدوم ) وطلبن مني ان اذهب الى زوجة الرئيس لأمر هام , لم اكن احلم في يوم من الايام ان تستدعيني زوجة رئيس جمهورية وياليتني مت قبل ان تستدعيني هذه الجاهلة الرعناء , وكالعادة في استدعاءات الرؤساء لايمكن لك ان ترفض ولا لك الحق بأن تسأل لماذا , ولا يعطوك الوقت بل يجب ان تذهب , وفورا وهذا الذي حصل معي بالضبط .ذهبت الى منزل زوجة الرئيس وانتظرت في قاعة كبيرة جميلة بمنتهى الجمال حتى يحسب الداخل اليها كأنه يعيش لحظات من الخيال وايام الف ليلة وليلة .بعد عشرة دقائق تقريبا جاءت زوجة صدام ومعها بنت صغيرة عمرها يقارب ال 16 عام وامرأتين من المرافقات لها , جلسنا وبدأت تسألني عن عملي وعن الامراض الشائعة لدى النساء وتكلمت هي ايضا عن بعض الامور الصحية الخاصة بها , ثم قالت لي بأنها ارسلت لي لوضع حل لمشكلة هذه الفتاة , فقلت لها وما مشكلتها ؟ ...قالت نرجوا ان تعملين لها عملية لأعادة عذريتها , فقلت لها ان هذه العمليات ممنوع اجراءها في العراق , قالت ومن هو وضع الممنوع ! اليست الدولة التي زوجي رئيسها ؟! قلت , لم اقصد شيئ سيدتي ولكن ارجوا ان تكون هناك ترخيصات لكي لا اقع في محذور قانوني .قالت : انا اقول لكي تعملين العملية وانت تناقشيني ؟ ...من انت حتى تتكلمين معي بالقانون ؟..... العملية تجرى غدا ورجلج فوك رقبتك . ياله ...انتهت المقابلة .وعدت الى بيتي متعبة نفسيا للمقابلة الغير مؤدبة التي قسم الله لي مع هذه المرأه الرعناء , حتى اني لم اذهب الى العيادة , واخبرت زوجي بتفاصيل ماحدث ونصحني بأن اقوم بالعملية وانهي الموضوع , وفي صباح اليوم التالي , جاء لي ثلاث رجال الى البيت وامروني بأن اتهيئ للذهاب فورا الى (حرم الرئيس) وماهي الا عشرت دقائق قضيتها في التهيئ , وخرجت معهم في سيارتهم حيث رفضوا ان اصعد في سيارتي الخاصة , وذهبنا الى حيث زوجة الرئيس وهذه المرة لم يدخلوني الى القاعة بل وقفت في الممر الخارجي وانتظرت واقفة على قدمي لأكثر من ساعة ونصف , ولما خرجت زوجة الرئيس ومعها البنت وامرأه اخرى كبيرة بالسن واثنين من مرافقاتها , ونقلونا الى مستشفى خيري تقع في الكرادة , وهناك دخلنا الى غرفة العمليات التي كانت قد جهزها احد العاملين من المستشفى وهو الدكتور ( ب . ح) وقد هيئ لي كل مستلزمات العملية بحسب خبرته الطبية , قبل ذلك سألني السائق في ما لو كنت احتاج ممرضين , فقلت له فقط احتاج ممرضتين , وفي غرفة العمليات اجريت بعض الفحوصات وسألت المريضه عن أسمها فذكرت لي اسمها الكامل , عندها علمت انها ابنت احد الرجال المهمين في قيادة الدولة , ولما اتممت العملية , اخذوا المريضة الى غرفة لترتاح , وبقيت في المستشفى الى اليوم التالي للاطمئنان على صحة المريضة وفي هذا اليوم قضيت وقتي في غرفة المريضة ولم اتصل بأي احد في المستشفى وكانت المرأه العجوز موجودة معي طول الوقت وحراس خارج الغرفة وفي الساعة العاشرة من صباح اليوم التالي قلت لهم يمكنكم الذهاب الى البيت , فذهبوا وانا ذهبت الى بيتي وفي الساعة الخامسة من عصر نفس اليوم جاءت لي نفس السيارة وامروني بالذهاب معهم فنقلوني الى سجن النساء في الكاظمية , وهناك كانت تنتظرني احدى النساء التي رأيتها مع زوجة الرئيس واخذتني الى غرفة وقالت لي : بأي حق تسألين البنت عن اسمها عند اجراء العملية ؟ فقلت لها هذا عمل روتيني لأكمل الورقة التي تحتوي على حقل الاسم لكل مريض نجري له عملية جراحية .فقالت انا من الاول قلت لأم عدي ان ترى غيرك لما رأيتك تجادلين بالقانون والموافقات الرسمية , لكن شسوي لعنادهه .فقلت لها ماصار شيئ الان , انا اعتذر عن هذا الذي سبب انزعاجكم . قالت ساخرة (موبهاي) السهولة يادكتوره .بعدها دخلن علي ثلاث نساء شرطيات وعلقوني من قدمي الى السقف , وانا اصيح واستنجد بسكرتيرة زوجة الرئيس لكن دون فائدة حيث قالت اسكتي هذه اوامر (ام عدي) , وتعرضت الى ضرب , فقط الله يعلم شدته على نفسيتي اكثر من شدته على جسمي وصاروا يعلقوني الى السقف كل جلسة تعذيب , تعرضت الى الضرب اربعة مرات باليوم ولا يتركوني الا ان يغمى علي , فصرت اتظاهر بالاغماء في اليوم الثالث بعد عدة ضربات لانجو من تعذيبهن لي . بعدها انزلوني ونقلوني الى غرفة التوقيف الانفرادية بقيت فيها سبعة ايام كانت جارتي في الغرفة الانفرادية المجاورة هي زوجة احد الوزراء الذين أعدمهم صدام حيث اخبرتني انها موقوفة في هذا المكان منذ اكثر من سنتين اضافة الى ابنها الذي لاتعلم عنه شيئا وفي الغرفة المجاورة لي من جهة اليمين كانت استاذة جامعية من جامعة البصرة تلك المسكينة كانت تتعرض للاهانة والضرب بأستمرار وكانت قد اخبرتني عن ممثلة عراقية كانت موقوفة في نفس مكاني وقد خرجت بعد ثلاث اشهر من التوقيف الانفرادي وايضا اخبرتني عن اعدام سيدة من بيت النوري او النور على مااذكر حيث قتلوها بمنع الطعام والشراب عنها لمدة شهر فماتت المسكينة جوعا وسيدة اخرى من عشيرة الجبور هي زوجة لأحد القادة العسكريين المتمردين على صدام حكم عليها بالاعدام شنقا .كانوا يأتون لنا بالطعام من تحت الباب وبقيت في تلك الغرفة الباردة في ذلك الشتاء القارص لاسبوع كامل , بعدها اخرجوني الى التحقيق , وهناك وجدت سكرتيرة حرم الرئيس تنتظرني , حيث اخبرتني بأن ام عدي قد عفت عني والآن سوف يعيدوني الى البيت , بعدها خرجنا بالسيارة وجلست بجانبي امرأه من حاشية حرم الرئيس وكانت مسيحية من كركوك ولما علمت اني مسيحية قالت لي بصوت خافت : اياك ان تذكري الذي حصل , وحاولي ان تنسي كل شيئ , لان ذكر اي شيئ مما رأيتي ممكن ان يؤدي الى اعدامك لان الموضوع سببه ( قصي ) والبنت كما عرفتي هي ابنة من ؟! .... فأياك ان تذكري شيئ حتى نصيحتي هذه اياك ان تقوليها لاحد . بعد هذا اخبرت زوجي واخواني واخواتي بأني اريد السفر الى خارج العراق ولن ابقي في هذا البلد ابدا .ولما عجزت ان احصل على طريقه اخرج بها من العراق اخبرني زوجي بأن اصبر الى ان تتهيئ فرصة مؤتمر علمي او ايفاد ومنها لا ارجع وفعلا بقيت الى بعد عشرة اشهر تهيئت الفرصة من خلال زيارتي الى دولة المانيا الغربية حيث جئت ايفاد لشراء اجهزة طبية حديثة , وفي اليوم الاول من وصولي الى مدينة منشن ( ميونخ ) حاولت الهرب لكن لم استطع فعدت الى العراق وانتقلت الى مدينة بعيدة عن بغداد وتابعت عملي الى هذا اليوم .هذه هي ممارسات البعث ونظامه المقبور في العراق اضعها امام العالم ليعذرنا ....اننا لا نستطيع نسيان جرائم هؤلاء المتوحشين ولن نرضى عودتهم او التصالح معهم وليفهم اصحاب القرار ان هذا هو كلام الملايين من المعذبين

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كريم
2010-05-16
هل اذا اقل ما فعلته الزمرة التكريتية.ولوبقيت لفعلت المزيد من الاذلال للعراقيين ,ايها البعثيون والتكارته الى جهنم وبئس المصير.
زيــــــد مغير
2010-03-22
علينا تطوير المتحف البغدادي وعمل تماثيل من الشمع لعرض جرائم قرد العوجة وخنازير عفلق للأجيال كي لا ننسى فترة الجهل والظلم والطغيان البعثية ..
أحمد
2010-03-21
الى المسمي نفسه (العراقي) لقد قرأت تعليقاتك في اكثر من خبر وواضح جدا ماهي افكارك واتجاهاتك نعم يابُراثا اعيدي الخبر يوميا ومثلما قال الاخ الدكتور يوسف (كي لاننسى)
زيــــــد مغير
2010-03-21
الأخ العراقي -العراق أرجوك أقرأ القرآن وقف على الآيات التي أشارت الى الظلم وأحصيها وفكر لماذا وردت تلك الآيات في الكتاب العظيم , وخصوصــــا ً (ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار ) اليوم هو صراع بين الخير والشر منذ بدأ الخلق ولا ينتهي إلا بظهور قائم الحق من أجل أن لا يبقي ظلمة على الأرض وهذه الأرض سيرثها من أختارهم الله الجليل ...أين نمرود وفرعون ومن تبعهم الى يومنا هذا .انشاء الله يقوم المختصون بإنشاء متحف يضم كل أفعال بطيحان التكريتي لتذكير الأجيال بالفترة المظلمة العفلقة التي مرت بالعراق
محمد التميمي
2010-03-21
الى الاخ العراقي لم انت منفعل من اعادة هذه القصة والله لو عملوا منها فلم لاشاهده الف مرة ولا اكتفي لان في مشاهدته الف عبرة حتى لايعود الاوغاد ولو اردنا ان نكتب كل القصص لما كفانا ورق العالم كله ولا حبره فدعنا نجتر الامنا عسى ان نجد فيها راحة لنفوسنا المعذبة
عماد العوادي
2010-03-21
الامانة الاعلامية توجب عليكم ذكر الحركة الشعبية لاجتثاث البعث التي قابلت الدكتورة وسجلت قصتها و قامت بنشرها وهي موجودة الآن في موقع الحركة اضافة الى قصص كثيرة اخرى فنرجوا من الاخوة في موقع براثا الذين نعرف امانتهم بأن يشيرو الى مصدر القصة الحقيقي . عماد العوادي عضو في الحركة الشعبية لاجتثاث البعث
الدكتور يوسف السعيدي
2010-03-21
الاخ العراقي /العراق....لتنشر هذه القصه الف مرة ومره...لكي لا ننسى....لكي لا ننسى ...وذكر ايها الناشر لعل الذكر ى تنفع العراقيين...اعيدوا نشرها مرة اخرى واخرى واخرى ...فالعراقي الشريف لا ولم ولن يمل في استعراض هذا الشريط ....لنا قصص مآسي حدثت معنا بصوره شخصيه...لعل قادم الايام نتمكن من صياغتها بشكل مقالة او قصة قصيره ...تحيا براثا...تحيا براثا...وتحية للدكتوره رجاء يحنا ...ولكل العراقيين الذين ذاقوا المرارة والهوان من عائلة وازلام البعث الدموي....
العراقي
2010-03-21
كم انتم مملين واصبحتم مثل العواجيز لم يمضي اكثر من ثلاث شهور على نشر هذه القصه بعينها اما اذا كنتم تعتبرون قارئكم صخول واغبياء ولايميزون الجدد من القديم فخذوا راحتكم
زيــــــد مغير
2010-03-21
بالنسبة لساجدة خير الله , هي بنت المأبون خير الله ومن عرق (خايس) وزوجها بطيحان معروف لأهل الشواكة شنو علاقته بصالح البلام المسمى صالح الأعور وهو أبن أم النغولة صبحة طلفاح ...سيدتي دكتورة رجـــاء لا نقول إلا الحمد لله على السلامة من بطش أشر وأخس خنازير عاثوا فسادا ً والحمد لله الذي أخزاهم والحمد لله الذي أوعدهم بعذاب الآخرة لظلمهم وأستهتارهم وسؤ أعمالهم .(مع الأسف كان هؤلاء يحكمون العراق ...وسفة والف وسفة )
محمد
2010-03-21
الله يعينك دكتوره والحمدلله على سلامتك وربك ستر بس صدكيني ما يصح لا الصحيح اين ام عدي وبناته الان واين حاشيته يتسولون في البلدان والطرقات رجعو الى اصولهم الغجرية من منا لايعرف صدام ومن هية ام صدام(men5)وانت ضحية من ضحايا الملايين من اتمنى لكي وللشعبب العراقي جميعا الموفقية نالصحة والسلام وخلي اني وياج وكل الشرفاء نبني عراق جميل موحد يسوده الحب والاخوة والاحترام لانريد دكتاتورية لانريد دماء لانريد ظلم لانريد حروب لانريد فقر لانريد سراق امثال عدي وقصي وعبدحمود لعنه من الله عليهم ومن الشعب العراقي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك